أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رفض حكومة بلاده أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي. وقال في حوار مع «وكالة أنباء الإمارات»: «أؤكد بصفتي رئيساً للحكومة، رفض أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا، كما أشدد على أن الحكومة ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي». وأضاف: «لقد اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار، ليس من قبل الحكومة ولكن من قبل أحد الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة». وشدد على أنه ينبغي توجيه الاتهام إلى «حزب الله» بوصفه جزءاً من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية، وقال «إن لبنان يمثل جزءاً لا يتجزأ من العالم العربي، ويرتبط استقراره باستقرار وأمن العالم العربي بشكل عام، ولاسيما فيما يخص الجوانب السياسية والاقتصادية». وقال الحريري تعليقاً على هجمات الطائرات المسيّرة على منشأتي نفط «أرامكو» في السعودية 14 سبتمبر الماضي: «لقد كانت خطوة متهورة وضعت الخليج العربي والسلام الإقليمي على شفا الانفجار، وأدت إلى ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة». وأضاف: «نحن في لبنان نثق في حكمة قيادة المملكة العربية السعودية التي سلطت الضوء على الأهداف المتعمدة من هذا العدوان، ولم تستجب لمحاولات استفزازها من قبل الجانب الآخر». واقترح حلاً سياسياً للأزمة عبر الحوار، وأكد أنه يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأشار رئيس الوزراء اللبناني على هامش مشاركته بوفد رفيع المستوى في مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني الثاني في أبوظبي إلى أن الزيارة تمثل أيضاً فرصة للقاء الجالية اللبنانية في الإمارات التي تعتبر أكبر الجاليات اللبنانية في منطقة الخليج العربي، وتعتبر ثروة استراتيجية للبنان والإمارات، وقال «إنه من المهم للغاية أن تجد الدولتان سبلاً للاستفادة من شبكات الجاليات اللبنانية في أفريقيا وفي مناطق أخرى لتعود بالنفع على لبنان والإمارات». وعبر عن امتنانه للدعم الخليجي للمواهب اللبنانية، لافتاً إلى أن منطقة الخليج أصبحت في منتهى الأهمية للموظفين ورجال الأعمال والمساهمين اللبنانيين. ورأى الحريري أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر لبنان واحة عربية ومركز جذب للأعمال التجارية ورأس المال، وقد ساهمت هذه العوامل في تعزيز المصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج. وأكد أن القيادة السياسية في الإمارات تولي أهمية كبرى لأمن واستقرار لبنان، مضيفاً أنه يتطلع لتعزيز علاقات بلده بالإمارات. وعبر عن أمله في أن يساهم مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني في جذب الاستثمارات الإماراتية إلى لبنان، ولا سيما في قطاعات الغذاء، والبنية التحتية، والنفط والغاز، والطاقة المتجددة، وقال: «سنناقش مع المسؤولين كيف يمكن للبنان المساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية الأمن الغذائي في الإمارات». وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن الوفد المرافق سيستعرض فرص الاستثمار المتعددة في قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أنه سيتم إجراء نقاشات جادة بشأن فرص الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والمشروعات ذات الصلة. وأوضح أن لبنان قدم برنامجاً لاستثمار رأس المال في بلاده خلال مؤتمر «سيدر» الاقتصادي الذي انعقد بمشاركة 50 دولة بهدف دعم اقتصاد لبنان، في باريس العام الماضي، مشيراً إلى أن استثمارات بقيمة 17 مليار دولار ستتدفق لدعم قطاع البنية التحتية خلال 8 إلى 10 سنوات من الآن. وقال: «نأمل من خلال استعراض بعض مشاريعنا أن نجذب استثمارات إماراتية إلى قطاع البنية التحتية».