تداولت وسائل إعلامية يمنية مقطعا مصورا لأحد المعلمين بداية العام الحالي وهو يلقي نفسه من الدور العاشر في إحدى البنايات وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أن أثقلته الديون، وعجز عن سدادها. لم تكن هذه الحادثة المروعة إلا مشهدا مختصرا لما آلت إليه أوضاع المعلم اليمني من تدهور مريع منذ سيطرت الميليشيات الحوثية الانقلابية على الدولة، أعقبتها حادثة مشابهة في يوليو الماضي أقدم فيها معلم في مديرية بعدان بمحافظة إب على شنق نفسه، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها منذ انقطاع المرتبات، قبل نحو 3 أعوام. وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم المعلم في الـ 5 من أكتوبر من كل عام، فإن معلمي اليمن يستقبلون هذا اليوم بمزيد من القهر والحسرة على ما آلت إليه أوضاعهم في ظل حكم الكهنوت الحوثي الإمامي الإرهابي الذي يمثل العدو التاريخي للتعليم والمعلم. ويعاني عشرات الآلاف من المعلمين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من ظروف بالغة القسوة نتيجة انقطاع مرتباتهم منذ أكثر من عامين، أدت إلى تكرار حالات الانتحار، في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعانونه جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات. ومنذ 21 سبتمبر 2014 وهو اليوم الأسود في تاريخ اليمن، بدأت فصول المعاناة المستمرة للمعلم اليمني، وطوال أكثر من أربع سنوات ركزت ميليشيات الحوثي الإرهابية على ضرب القطاع التعليمي الذي يمثل المعلم عموده الفقري، وصدرت تقارير لمنظمات محلية ودولية عكست حجم المأساة التي لحقت بالمعلمين اليمنيين. واكتفى بعض المعلمين بالفتات الذي يلقيه لصوص الحوثي، وهو نصف راتب كل 6 أشهر، لا يسد رمق شخص بمفرده فضلا عن أسرة تنتظر ما يطفئ لهيب الجوع، وانتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم. وإلى جانب ما قام به لصوص ميليشيات الحوثي في التربية والتعليم من نهب لمرتبات المعلمين، فإن أيديهم طالت حتى المعونات والمساعدات التي تقدمها منظمات دولية لقطاع التعليم، ومنها ما سمي بالحافز المخصص لمساعدة المعلمين للتغلب على أزمة انقطاع الرواتب الذي قدمته السعودية والإمارات عبر منظمة اليونيسف. ومع بداية العام الدراسي الحالي أعلنت الميليشيات عن حزمة من القرارات والتعميمات التي تتعلق بالإقصاء والتهميش والتعسف في حق المعلمين والمعلمات. جرائم ضد المعلمين منذ بداية الانقلاب 1500 معلم ومعلمة قتلوا. 2400 من العاملين في التعليم تعرضوا لإعاقات مستديمة. 32 حالة اختفاء قسري. 44 منزلا للمعلمين تم هدمها. 60 % من القطاع التعليمي لم تنتظم رواتبهم منذ 3 سنوات. 9 آلاف تربوي لا يتقاضون مرتباتهم شهريا.
مشاركة :