قال مسؤول كردي سوري، اليوم الثلاثاء، إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو، لملء أي فراغ أمني، إذا ما انسحبت القوات الأميركية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا. وأضاف بدران جيا كرد، وهو مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، لـ«رويترز»، أنه إذا أخلت الولايات المتحدة المنطقة، خصوصاً منطقة الحدود، فإن السلطات بقيادة الأكراد ستضطر حتماً لبحث كل الخيارات المتاحة. وقال إن السلطات الكردية ربما تجري محادثات مع دمشق، أو مع الجانب الروسي، في هذه الحالة، لسد الفراغ، أو التصدي للهجوم التركي، وقد تعقد اجتماعات واتصالات في حال حدوث فراغ. في سياق متصل، دعت دمشق، الأكراد، اليوم، لـ«العودة إلى الوطن»، وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، في تصريحات لوسائل إعلام مقربة من النظام، «ننصح من ضلّ الطريق أن يعود إلى الوطن، لأن الوطن هو مصيره النهائي». وأضاف: «نقول لهؤلاء إنهم خسروا كل شيء، ويجب ألا يخسروا أنفسهم، في النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه، ونحن نريد أن نحل كل المشكلات السورية بطريقة إيجابية، وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا». كانت وزارة الدفاع التركية، قد أعلنت في وقت سابق اليوم، «استكمال» الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا، وسط ورود إشارات متناقضة من الولايات المتحدة، حول ما إذا كان الرئيس دونالد ترمب يسمح بالهجوم. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجنود الأميركيين، بالانسحاب من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأبلغ نظيره الأميركي، في اتصال هاتفي ليلاً، بأنه «يشعر بالإحباط لفشل البيروقراطية العسكرية والأمنية الأميركية في تنفيذ الاتفاق» الذي أبرمه الطرفان في أغسطس (آب) الماضي بشأن إقامة منطقة عازلة في شمال وشرق سوريا، تفصل الحدود التركية عن مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد. وتعهدت «قوات سوريا الديمقراطية»، إثر التوصل إلى هذا الاتفاق، ببذل كافة الجهود اللازمة لإنجاحه، وعمدت إلى تدمير تحصينات عسكرية في المنطقة الحدودية. كما بدأت الإدارة الذاتية الكردية سحب مجموعات من الوحدات الكردية من المنطقة الحدودية في محيط بلدتي تل أبيض ورأس العين، فضلاً عن الأسلحة الثقيلة. وتعد الوحدات الكردية شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم «داعش»، إذ نجحت هذه الوحدات التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في دحر التنظيم في مناطق واسعة شمال شرقي سوريا. إلا أن أنقرة تعتبر «وحدات حماية الشعب»، «إرهابية» وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
مشاركة :