في ذكرى حرب 73: الغرور جعل الكتيبة الإسرائيلية تقع في كمين

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت في إسرائيل، أمس (الثلاثاء)، بروتوكولات سرية جديدة من المداولات التي أجريت في هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي خلال أيام «حرب أكتوبر»، التي نشبت في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، ودلت على حالة الهلع والتوتر الشديد في صفوف قادة الجيش والدولة العبرية، وعلى بلبلة كادت تجعلها تتخذ قرارات جنونية، مثل ترحيل مئات الألوف من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، وبينت أن القادة الإسرائيليين على جميع المستويات تصرفوا في الحرب بغطرسة واستعلاء، ودفعوا ثمناً باهظاً جراء ذلك.وجاء في أحد هذه البروتوكولات أن وزير الدفاع «الأسطوري» في حينه، موشيه ديّان، أصيب بحالة ذعر وتخوف من خطر أن تجد إسرائيل نفسها غير قادرة على الدفاع عن نفسها، ودعا إلى استدعاء جنود مسرحين و«مسنين»، وجلب متطوعين يهود من كل دول العالم، إلى الخدمة في الجيش الإسرائيلي.وفي واحدة من هبات التوتر النفسي الشديدة، أمر ديّان بتشديد الرقابة على المواطنين العرب في إسرائيل، تحسباً من تعاونهم مع جيوش أمتهم العربية ضد إسرائيل. وقال ديّان، حسب بروتوكول اليوم الأول للحرب، إن «العرب في إسرائيل سيعملون ضد الدولة. وعندما يصعد الدم إلى رؤوسهم، سنضطر مجدداً إلى التعامل معهم بعمليات متنوعة». وأوعز ديّان لقوات حرس الحدود والشرطة والقيادات العسكرية للتعاون في قمع مظاهرات خشي من أن ينظمها المواطنون العرب، وقال: «بمقدورهم أن يهزوا محاور السير، وإشغالنا بذلك... وهذا (الكلام) ليس لهذه الطاولة. لكن ينبغي أن نزيل هذا من رأسنا، والقول لأحد ما: خذ هؤلاء العرب. نحن في وضع كهذا». ويبدو أن ديّان كان يتحدث هنا عن ترحيل قسري للعرب، إذ أضاف: «ماذا تقترح... أن تكون هنا أقفاص؟».وكان رئيس «أمان»، شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أهرون يريف، قد كشف بعد الحرب مباشرة عن مخطط موضوع في أدراج مكاتب القيادة العليا للجيش يقضي باستغلال نشوب أي حرب بين إسرائيل والعرب، لترحيل ما بين 600 و700 ألف فلسطيني من إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة إلى الخارج.وقال ديّان في اليوم الأول للحرب: «ما الذي يخيفني أكثر من أي شيء؟ أن تبقى دولة إسرائيل في نهاية الأمر من دون سلاح يكفي للدفاع عن نفسها؛ ألا يكون هناك عدد كاف من الدبابات والطائرات والأفراد المدربين على الدفاع عن أرض إسرائيل»، حسب البروتوكولات التي نشرتها الصحف الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء).وفي السياق، كشف المؤرخ د. عوديد مجيدو (70 عاماً)، أحد الناجين القلائل من كمين مصري في الحرب، عن إحدى المعارك التي يمكن استخدامها نموذجا معبراً عن الأوضاع في «حرب أكتوبر». وقد وقعت هذه الحادثة في 8 أكتوبر (تشرين الأول) بالضبط، إذ تم إرسال الكتيبة الإسرائيلية لتدمير مجموعة من الدبابات المصرية المرابطة على تلة في سيناء. ويكتب مجيدو: «كان أولئك مجموعة من الجنود الشباب الذين وصلوا إلى المعركة وهم جوعى للقتال، ولكننا هزمنا. وكانت هزيمتنا رمزاً قوياً لحالة جيشنا كله».ويقول مجيدو، في البحث الذي يعده منذ 6 سنوات، واستند فيه إلى وثائق إسرائيلية ومصرية ومقابلات مع الجنود والضباط من الجانبين: «لقد فوجئنا بقدرات الجيش المصري والجندي المصري العالية، وفوجئنا أكثر بسمات الغرور والغطرسة والاستعلاء التي اتسمت بها تصرفاتنا نحن. لقد اعتقدنا أن الجيش المصري سوف يستسلم لنا ببساطة، وذلك من وحي حرب 1967، لكننا فوجئنا بروحهم القتالية وجرأتهم وسرعة تعلمهم الدرس. حسبنا أن ما هو مطلوب منا إثارة بعض الغبار حتى ينزع المصريون أحذيتهم ويحاولوا الفرار. لكن ما حدث هو العكس، نحن الذين لففنا أذيالنا وهربنا، وتركنا خلفنا 19 دبابة معطبة و6 مجنزرات، عدا عن الدبابات التي أسرها المصريون، و61 قتيلاً، معظمهم ظلوا مفقودين عدة شهور حتى اكتشفنا ما جرى لهم، ونحو 100 جريح، وأنا بينهم، و6 أسرى. بكلمة واحدة: تمكن المصريون من تفجير غرورنا في وجوهنا».

مشاركة :