لندن - ان كنت تملك هاتف أندرويد رخيصا، فأنت على الأرجح بصدد دفع فارق الثمن بواسطة بياناتك الشخصية عبر التخلي عن الخصوصية. والخلاصة التي خرجت بها مجموعة "الخصوصية الدولية" بلندن، وضعت تحت المجهر هواتف ذكية لا يتخطى ثمنها أحيانا 17 دولارا. وتنتشر هذه الهواتف في جميع أنحاء العالم، مما يمنح نظام تشغيل غوغل حصة سوقية أكبر من 80 في المئة على مستوى العالم. ويعني ذلك أن مستخدمي هذه النوعية من الهواتف يضحون بالخصوصية مقارنةً بمستخدمي الهواتف العاملة بواسطة النسخ الأحدث من أندرويد. ووجدت المجموعة ان هاتفا ذكيا يعمل بنظام أندرويد بقيمة يسمى "MYA2 MyPhone" يحتوي على مجموعة من مشكلات الخصوصية التي تجعل مالكه عرضة للقراصنة وشركات التكنولوجيا المتعطشة للبيانات. ويأتي هذا الهاتف، الذي تم إطلاقه في الفلبين خلال العام 2017، مع نسخة قديمة من أندرويد تتضمن ثغرات أمنية معروفة لا يمكن تحديثها أو تصحيحها، كما يحتوي الجهاز على تطبيقات لا يمكن تحديثها أو حذفها، وتتضمن هذه التطبيقات ثغرات أمنية وخصوصية متعددة. يشكل تطبيق "فيسبوك لايت" أحد تلك التطبيقات المثبتة مسبقًا والتي لا يمكن إزالتها، وهو يحصل على إذن افتراضي لتتبع كل مكان يذهب إليه صاحب الجهاز، مع تحميل جميع جهات الاتصال، وقراءة التقويم. وبررت الشركة تثبيت أندرويد 6.0 بأن موصفات الجهاز العتادية أجبرتها على ذالك. ويتشابه هذا الهاتف مع العديد من هواتف أندرويد الذكية المنخفضة التكلفة الأخرى العاملة بواسطة نسخ قديمة من النظام التشغيلي ولا يمكن تحديثها بالنظر إلى القيود العتادية. ولا يمكن لنحو ملياري مستخدم الوصول إلى الإنترنت إلا عبر هواتفهم الذكية، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 3.7 مليار مستخدم بحلول عام 2025. ولا تقتصر هذه المشكلة على المستخدمين في الاقتصادات النامية أو الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي المنخفض، إذ لا يستطيع الأشخاص في المستويات الاقتصادية الأدنى تحمل تكلفة شراء أجهزة آيفون أو أندرويد الرائدة. ونتيجة لذلك، فإن مليارات الأشخاص الآخرين في جميع أنحاء العالم ليس لديهم خيار سوى التخلي عن خصوصياتهم وأمنهم إذا كانوا يرغبون في الوصول إلى الإنترنت.
مشاركة :