أنقرة - وكالات: قالت تركيا، أمس، إنها أكملت استعداداتها تماماً لشن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا بعدما بدأت الولايات المتحدة في سحب قوات لها من هناك، مما يمهد الطريق لهجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن فيما نقل عن مسؤولين تركيين قولهما لرويترز أمس إن الجيش التركي نفذ ضربات جوية استهدفت الحدود السورية - العراقية لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز شمال شرق سوريا بينما تجهز أنقرة لشن هجوم هناك. وقال مسؤول أمني «أحد الأهداف الرئيسية كان قطع طريق المرور بين العراق وسوريا قبل العملية في سوريا. وقالت وزارة الدفاع التركية على تويتر في ساعة مبكرة من صباح أمس «لن تقبل القوات المسلحة التركية أبدا بتأسيس ممر للإرهاب على حدودنا. اكتملت جميع استعداداتنا للعملية». وأضافت «من المهم إقامة منطقة آمنة/ ممر سلام للمساهمة في سلام واستقرار منطقتنا وحتى يعيش السوريون حياة آمنة. ونُشرت مدافع هاورتز خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود وكانت موجهة صوب سوريا. وعلى بعد نحو 60 كيلومتراً غرباً، جرى أيضاً نشر العديد من راجمات الصواريخ متعددة الفوهات على متن شاحنتين وخلف سواتر قرب مدينة سروج التركية المواجهة لمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود. وهناك تمركز للمدفعية في المنطقة حيث جرى أيضاً رصد تجول جنود، سيراً على الأقدام، في محيط معسكر قريب. وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت نقطتي مراقبة في مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين أمس الأول. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، أن قراره بسحب القوات الأمريكية في سوريا ليس تحركاً للتخلي عن القوات الكردية. وقال ترامب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: ربما نكون بصدد مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل عن الأكراد بأي حال من الأحوال، إنهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون». وأضاف الرئيس الأمريكي أيضاً أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا «جيدة جدًا». وأضاف ترامب «لنتذكر دائماً، وعلى نحو مهم، أن تركيا عضو مهم للمكانة الجيدة لحلف شمال الأطلسي». وأشار ترامب إلى أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة وأنها أعادت العام الماضي قساً أمريكياً كان قد تم سجنه في تركيا. وذكر ترامب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور واشنطن بوصفه ضيفه في الثالث عشر من نوفمبر المقبل. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول إن واشنطن تتوقع من تركيا تولي المسؤولية عن سجناء تنظيم داعش إذا سيطرت أنقرة خلال توغلها المرتقب في شمال شرق سوريا على مناطق احتجاز المتشددين.. وقال حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية الليلة قبل الماضية إن بلاده لها حق أصيل في اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية أمنها القومي في مواجهة تهديدات الإرهاب القادمة من سوريا. وأضاف في بيان مكتوب «تركيا مصممة على تطهير شرقي الفرات من الإرهابيين وحماية أمنها وبقائها في الوقت الذي تقيم فيه منطقة آمنة بهدف تحقيق السلام والاستقرار». وقالت روسيا، أقوى حليف أجنبي للرئيس السوري بشار الأسد، إنها لم تُبلغ مسبقاً سواء من الولايات المتحدة أو تركيا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا، مضيفة أنها تتابع الوضع «عن كثب شديد». كما عبّرت إيران، وهي حليف آخر للأسد، عن معارضتها لأي عملية عسكرية تركية في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان «حدوث ذلك لن ينهي المخاوف الأمنية التركية كما سيؤدي إلى ضرر مادي وبشري واسع النطاق». وعبّرت ألمانيا وبريطانيا عن قلقهما من خطط تركيا للتحرك العسكري. وقالت أولريكه ديمر المتحدثة باسم الحكومة الألمانية إن أي تدخل عسكري «ستكون له عواقب أمنية وسياسية وإنسانية دامية».
مشاركة :