قنوات وحسابات تصدّر الشعوذة والتداوي من الحسد.. احذروهم!

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا بعض الخبراء والمختصين في المجال الشرعي والاجتماعي إلى ضرورة الالتفات إلى القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تدعي القدرة على علاج الناس من العين والسحر والحسد بسبل غير معروفة، مؤكدين على أن مثل هذه القنوات إنما هدفها الأول هو الجشع والاستغلال المادي الذي سيجد من يتبعهم من ضعاف الإيمان نفسه متورطاً بها، ويأتي هذا التأكيد بعد انتشار مثل هذه القنوات الفضائية التي تدعي التداوي من السحر والشعوذة في بيوت الأسر، ومن خلال حسابات "توتير" التي تحاول اجتذاب عدد كبير من الناس فتبيع لهم الوهم، وتسلبهم أموالهم، حتى تحولت مثل هذه القنوات إلى مصائد لمن يعاني مثل هذه الأمراض التي توقعه في الشتات بين البحث عن سبل العلاج لما يشعر به، وبين حقيقة مصداقية ما تقوم به هذه المواقع، مشددين على ضرورة التدخل من قبل الجهات المعنية لوقف بث هذه القنوات التي تدعي التشافي والعلاج من السحر مع تتبع حساباتهم عبر "توتير" و"فيس بوك" ومواقع التواصل الأخرى، والتي أصبحت خطراً حقيقياً يهدد المجتمع وينشر الأكاذيب والاستغلال به، فيما دعت المؤسسات التعليمية والإرشادية الإسلامية إلى القيام بدورها في التوعية وتوضيح حقيقة مخاطرها على المجتمع. ضعاف نفوس وقال د.أحمد بن إبراهيم السيد الهاشم –رئيس مجلس إدارة مكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات بالأحساء-: إن الإسلام حذّر من مثل هؤلاء، وسماهم الكهان والسحرة، وحذّر أشد التحذير بقوله عليه الصلاة والسلام: "من أتى كاهناً لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"، فهؤلاء الكهان يستعينون بشياطين الجن، وقد يحيزون على كلمة واحدة من المغيبات فيكذب معها مئة كذبة، هؤلاء إتيانهم كفر وعدم تصديق بالله، فلا يصدقهم إلاّ جاهل، وضعيف التعلق بالله، فهذا الكاهن الذي يدعي الغيبيات يقول لهؤلاء الجهلة: "سيفعل لك كذا"، و"يحدث لك كذا"، وقد يحدث شيء مما قاله فيصدقه هذا الإنسان، فيطلب منه فك السحر بالسؤال عن اسم أمه وبعض الأسئلة فيحصل على بعض المعلومات، فيمارس أكاذيبه على هذا الضعيف الذي لجأ إليه، مضيفاً أن هذه القنوات وهذه الحسابات عبر قنوات التواصل التي تدعي فك السحر إنما هي مرتزقة، والبعض من ضعاف النفوس يريد أن يطرق أبواب الشفاء أينما كانت، ولكن الله –سبحانه وتعالى– جعل في القرآن شفاء وفي الأدعية التي أخبرنا بها الرسول الكريم والتي علمنا إياها فيها الخير الكبير، فالمحافظة على الأوراد الصباحية والمسائية هي بمثابة الحصن الحصين من كل شياطين الجن والإنس، ومن حافظ عليها فهي نور وبركة واستقرار وحفظ من كل شر، مشيراً إلى أن بذكر الله تطمئن القلوب، فالكثير ممن يذهب إلى هؤلاء الدجالين والكهنة هم من ضعاف الإيمان الذين لا يذكرون الله إلاّ قليلاً، وربما لا يحافظون على الصلاة. عضوي ونفسي وأوضح د.الهاشم أن مثل هذه الأمراض التي تصيب الناس تنقسم إلى قسمين: الأول: يتعلق بالجانب العضوي، والثاني: يتعلق بالجانب النفسي، فالنفسي سببه الابتعاد عن ذكر الله وعن الصلاة، وارتكاب المحرمات فيستحوذ عليه الشيطان، أمّا الجانب العضوي فربما يكون بسبب سوء التغذية الحاصل اليوم والذي أجمع عليها الأطباء كنقص فيتامين "د" وغيرها من الفيتامينات، فيحدث عند المريض تعب نفسي ووسوسة؛ لأن البنية ضعيفة لديه، فيشعر بهذه الأعراض التي يعتقد أنها سبب السحر والعين، مضيفاً أن التواصل مع الجهلة من الناس ولاسيما النساء واللاتي يتواصين فيما بينهن بالذهاب لمثل هؤلاء السحرة خاصةً تلك التي لا تنجب الأبناء، أو التي بينها وبين زوجها مشكلة فتلجأ إلى تصديق هذه القنوات إلاّ أنهم يخدعونهن ويسلبونهن أموالهن دون فائدة، فهؤلاء الكهنة لا يحققون أوامر أسيادهم من الجن إلاّ بالكفر بالله والقيام بأمور تخل بالدين الإسلامي، ذاكراً أن من أهم مطالب الكهنة: إهانة القرآن ورميه في المخلفات، والذبح لغير الله، والسجود لغيره، وجميعها شرك بالله يستعين بها هؤلاء المخادعون، لافتاً إلى ضرورة أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والمعنية بشؤون الخطباء والأئمة بدورها في أن توجه الخطباء ببيان خطر هؤلاء الكهنة، وهؤلاء العرافون من خلال خطب الجمعة والمحاضرات والكلمات الوعظية في المساجد، كما يجب علينا نحن كمسلمين أن نتواصى في مجالسنا وعبر حساباتنا الإلكترونية وبين أصحابنا على خطر مثل هذه القنوات وهذه الحسابات الإلكترونية وعدم تصديقها لأنه كما قيل "كذب المنجمون ولو صدقوا". عالم مفتوح ورأى طلال الناشري -رئيس جمعية العلاج الآمن بجدة- أننا اليوم في عالم مفتوح يتواصل فيه الأفراد مع بعضهم البعض، وهناك من يستغل هذا الفضاء المفتوح بالنصب والاحتيال سواء في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية، أو حتى الصحية، ومن هنا نجد أن هناك من يستغل العقليات الصغيرة والبسيطة في إقناعهم بأنهم مصابون بالسحر أو العمل بالسحر، وبأن مثل هذه القنوات الفضائية أو الحسابات ممكن أن تقدم المساعدة لمن يعاني من المس والسحر، فيبدأ بطلب تحويل مبلغ من أجل بدء العلاج من السحر والعين، وهذا منتشر في قنوات التواصل الإلكتروني ومن خلال قنوات الفضاء عبر التلفاز، فيقع ضحيتهم مثل هؤلاء ضعاف النفوس وضعاف الشخصية ممن يعانون من بعض الأمراض أو الأعراض التي قد لا ترتبط بالسحر، مضيفاً أن السحر والعين مذكوران في القرآن ولا خلاف عليه إلاّ أن الشريعة الإسلامية وضعت الحلول لمثل ذلك في الرقية الشرعية والقرآن الكريم والالتزام بالأذكار وسورة البقرة، إلاّ أن البعض -مع الأسف- يتركون أنفسهم في موضع الاستغلالية لبعض الأشخاص الذين يدعون القدرة على العلاج من أجل الحصول على المال، والسبب في وجود بعض أفراد المجتمع ممن يتجهون إلى مثل هؤلاء ويصدقونهم في إقناع أنفسهم بأنهم مصابون بمثل هذه الأعراض، فبدل أن يتوجهوا إلى المستشفيات لطلب العلاج فإنهم يطلبون ذلك من هؤلاء المخادعين، وهنا يأتي دور الجهات الإعلامية في توجيه الناس إلى خطر مثل هؤلاء وأنهم يستغلونهم طلباً للمال، وأن هناك الكثير من الجهات التي يمكن للفرد التوجه إليها، فالدولة صرفت الكثير من أجل إقامة المستشفيات العامة والتي تقدم الخدمة المجانية من أجل المواطن، وهذا أفضل من الانقياد خلف أفكار قد تقودهم إلى الاستغلال المالي، مشيراً إلى أن الوعي والتعليم له دور كبير في مواجهة مثل هذه الأكاذيب من قبل هذه القنوات المستغلة، ومن يصدقهم يعتمد على بعض المعلومات التي يقدمونها والتي ربما يكون جزء منها صحيحاً، لكن لا يجب أن يتم تصديقهم بالشكل المطلق، فلابد أن يلجأ الشخص المريض إلى الأطباء والمختصين والذين بدورهم من الممكن أن يقوموا بالتوجيه بالطريقة الصحيحة أفضل من الانجراف خلف الأكاذيب والشعوذة. مركز متخصص وتحدث يوسف الهاجري –باحث إعلامي- قائلاً: إن وجود مثل هذه القنوات التي تدعو إلى التشافي بالسحر أو بأي نوع من العلاجات إنما استغلت حاجة الناس، لذلك نحن بحاجة إلى معرفة مرجعية هذه القنوات وهذه الحسابات إلى من تعود؟، فإذا ما كانت قنوات داخلية فمهمة هيئات الإذاعة والتلفزيون والإعلام تتبع مرجعيتها وتوضيح الخلل بمثل هذه القنوات، وإن كانت خارجية فمن الواجب أيضاً على الوسائل الإعلامية والمنابر الخطابية والجهات التوعوية القيام بدورها في توعية الناس بمخاطر مثل هؤلاء سواء جهات صحية أو شرعية أو رقابية، مع ضرورة إصدار فتاوى بشأنها حفاظاً على حياة الناس، متطلعاً من وزارة الصحة أن تلتفت لإيجاد شراكة مرتبطة مع وزارة الشؤون الإسلامية عبر إيجاد مركز متخصص لمنح العلاج اللازم لمثل هؤلاء الناس، وأن تصدر بطاقات موثوقة للقراء من الشيوخ داخل هذا المركز حسب الشريعة الإسلامية وليس في بيوتهم أو المساجد، على أن يدخل المريض أولاً على الطبيب ليتحدث عن ما يشعر به من أعراض، فربما كانت جسدية تحتاج إلى تدخل صحي، وإذا لم يكن يعاني من أمراض جسدية يمكن أن يتم تحويله إلى قسم الرقية الشرعية الصحيحة بدلاً من أن يكون هناك صراع بين الطب البديل والطب الحديث، فمثل هذا الصراع يتيح المجال للربحية والجشع من قبل البعض، مؤكداً على أن مثل هذا المركز سيتيح المجال لاستخراج تصريح واضح وشرعي ونظامي لطلب التشافي بشكله الصحيح. استخدام أساليب خادعة د.أحمد الهاشم طلال الناشري يوسف الهاجري

مشاركة :