تواصل قوات الجيش الليبي تقدمها في محاور القتال المختلفة بضواحي طرابلس، وخاصة في محور العزيزية الذي يشهد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات. وقالت غرفة عمليات الكرامة، أمس، إن قوات الجيش تحافظ على المواقع التي تسيطر عليها في محاور طرابلس، نافيا ما تردده ميليشيات حكومة الوفاق بسيطرتها على مناطق حررتها قوات الجيش خلال الأيام الماضية. وعقب الهزيمة التي تعرضت لها ميليشيات حكومة الوفاق في محاور القتال في طرابلس، طالبت أصوات تابعة للمجلس الرئاسي إلى ضرورة تعزيز التعاون والتحالف مع إيران، وذلك لصد التقدم الذي يقوم به الجيش الليبي في كافة محاور طرابلس. وقال بشير السويحلي، نجل رئيس المجلس الاستشاري السابق، إنه يجب تعزيز التعاون بين حكومة الوفاق ومن وصفهم بالحلفاء الدوليين ومنهم إيران لدعم الميليشيات المسلحة. يذكر أن سفينة إيرانية محملة بالأسلحة، تابعة لشركة مدرجة على قائمة العقوبات الأميركية، قد وصلت إلى ميناء مصراتة لدعم الميليشيات المسلحة في نهاية أبريل الماضي. بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي على التكبالي، إن مطالبة «السويحلي الابن» لتدخل إيران في الحرب الدائرة بطرابلس جاء بعد تحريض من والده عبدالرحمن السويحلي رئيس المجلس الاستشاري السابق الذي لا يهمه شيئا إلا البقاء في السلطة. وأكد التكبالي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الشعب الليبي على دراية بالتدخل الإيراني في ليبيا، لافتاً إلى أنه تم تنبيه العالم بأن ما يجري في ليبيا حرب قابلة للتوسع بعد رصد وصول أسلحة إيرانية تتدفق على حكومة الميليشيات علاوة على الأسلحة التركية المعلنة، مشيراً إلى أن العالم يعيش حالة من الغيبوبة. وأوضح التكبالي أن «الشعب الليبي يرفض كافة الحلول المبنية على الحوار العبثي الذي يعتبر مضيعة للوقت ومحاولة لمنح المتأسلمين المهزومين مكانا في طاولة المفاوضات»، متهما «المتأسلمين بتغيير جلودهم كالحرباء التي تتأقلم مع محيطها حينما تحاصر». إلى ذلك، يرى عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي الدعوة للتدخل الإيراني بمثابة دعوة يائسة بعد هزيمة الميليشيات المسلحة في طرابلس، مؤكداً أن من يدعم حكومة الوفاق دول معلومة ومعروفة ولها تحالفات مع إيران، مشيراً إلى أن هذه الدول لا تخفي دعمها للجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان. وأكد الدرسي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن السويحلي أراد تطبيق التدخل الإيراني في دعم الجماعات المسلحة في المشرق العربي علي غرار الحوثيين في اليمن وميليشيات «حزب الله» في لبنان والعراق وسوريا، مشيراً إلى أن «هذا جهل بأهمية وخطوره ما يجري في المنطقة، وهو ما ينم عن غباء سياسي». إلى ذلك، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن شبكات إرهابية تنتشر في جميع أنحاء ليبيا وشمال أفريقيا وعبر الساحل إلى منطقة بحيرة تشاد وتظهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق. وأكد جوتيريش، في كلمته خلال الاجتماع بشأن السلام والأمن في أفريقيا، أن تداعيات الأزمة في ليبيا تنتشر بكثافة في جميع أنحاء المنطقة، مع عبور الأسلحة والمقاتلين الحدود باستمرار. كما أكد أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، يعمل مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين لتشجيع العودة إلى العملية السياسية، حيث رحب باحتمال تعزيز التعاون مع الاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا.
مشاركة :