«أصحاب الهمم» في أبوظبي.. خدمة «5 نجوم»

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نفذت بلدية أبوظبي، مؤخراً، مشروعين لخدمة أصحاب الهمم، اشتملا تجديد كراسي متحركة مخصصة للسباحة، وإنجاز عدة ممرات وعربات أطفال للوصول إلى شواطئ أبوظبي، بهدف توفير مرافق مميزة تخدم هذه الفئات، تنضم إلى غيرها من الخدمات التي تقدمها الدولة لهذه الفئة في المجال الترفيهي أو الصحي أو التعليمي وغيرها من المجالات، التي تجعل من أبوظبي من أوائل مدن العالم من حيث الاهتمام بهذه الشريحة المهمة في المجتمع، حسبما قال أصحاب همم وأولياء أمور ومتخصصون في هذا المجال، مؤكدين أن مثل هذه المشروعات تيسر أساليب الدمج والتعايش في المجتمع، وبالتالي الارتقاء بقدرات ومهارات أصحاب الهمم. تحسين الحالة النفسية والصحية تقول «أم خالد»، والدة لطفل من أصحاب الهمم يبلغ عمره 11 عاماً، إن وجود هذه المنشآت يعد أحد أوجه الكرم المعروفة عن المجتمع الإماراتي، كونها تساعد أولياء الأمور في عمليات التربية والتأهيل التي يخضع لها أصحاب الهمم، وتشجعهم على الخروج من المنزل ومراكز التأهيل إلى المجتمع الخارجي، ما يؤدي إلى زيادة ثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على التعامل بسهولة مع مكونات المجتمع، ومعايشة أساليب الحياة اليومية العادية، وهذا بحد ذاته يسهم في تحسين الحالة النفسية والصحية لأصحاب الهمم، ويجعلهم أكثر استجابة لعمليات التأهيل، وهو ما تلحظه بنفسها حين ترى مشاعر السعادة والفرح لدى ابنها، حين يقوم بالتنزه في أي من المنشآت وأماكن التسوق والتنزه المتنوعة في أبوظبي، والتي تم تجهيزها وفق أرقى المعايير العالمية التي تناسب أصحاب الهمم. تجارب بنّاءة ويقول زياد صالح، من أصحاب الهمم، إن المشاريع التي نفذتها بلدية أبوظبي مؤخراً، تأتي مع غيرها من المشاريع والتجارب البنّاءة التي تقوم بها الدولة على مدار العام، وتسعى من خلالها إلى توفير بيئة إيجابية لأصحاب الهمم، بحيث يشعرون بأنهم جزء حيوي في المجتمع، ولديهم طاقات وإمكانات كبيرة يمكن الاستفادة منها، عبر تنمية قدراتهم ومهاراتهم التي تتنوع بحسب اختلاف حالتهم الصحية، فهناك من أصحاب الهمم من يميل إلى ممارسة الرياضية والخروج في الهواء الطلق، ومنهم من يميل إلى ممارسة أنشطة ذهنية أو مهارية أخرى، ويمكن لكل منهم أن يمارس ما يحب عبر المرافق المجهزة على أعلى مستوى، ومنها تجديد الكراسي المتحركة المخصصة للسباحة وممرات أصحاب الهمم على شواطئ أبوظبي، إضافة إلى المواقف المخصصة لأصحاب الهمم، مع وجود زخم هائل من أساليب دعمهم وتمكينهم في مراكز التدريب والتأهيل المنتشرة في الدولة، التي تطور قدراتهم ومهاراتهم، وتجعلهم أكثر قدرة على الاعتماد على أنفسهم، والمساهمة بفاعلية في أنشطة المجتمع، سواء التطوعية أو الخدمية والإنتاجية. منظومة متكاملة بدوره، أكد د. أحمد السيد، مدير مركز العين لرعاية وتأهيل المعاقين، أن الارتقاء الدائم بالمنظومة المتكاملة لأصحاب الهمم يمثل أولوية تحرص عليها دولة الإمارات، ومن ضمن عوامل هذه المنظومة الأنشطة الترفيهية التي تمثل إحدى الركائز والأسس الأساسية التي تعمل على إنجاح عمليات الدمج لهذه الفئة، من حيث تعزيز قدراتهم وتواصلهم الاجتماعي ومساعدتهم على الاندماج داخل المجتمع المحيط بهم، مما ينمي ثقتهم بأنفسهم ومنحهم الإحساس بالانتماء وإعطائهم الفرصة للمشاركة والتطور. وأشاد السيد بالمشاريع المقامة من قبل بلدية أبوظبي التي تمت دراستها لتناسب مختلف القدرات الخاصة بأصحاب الهمم، وأن وجود ممرات تم إنشاؤها خصيصاً لهم من شأنها تسهيل عملية الحركة والاهتمام بهم، لافتاً إلى أن وسائل الترفيه مع اختلافها تعمل على تعزيز الحالة النفسية لأصحاب الهمم، سواء كانت داخل مراكز التأهيل المتميزة أو بالمتنزهات والحدائق والمدن الترفيهية والشواطئ، ما يؤكد أن الإمارات لا تتوانى عن تقديم كل ماهو متاح لخدمة وتيسير وسعادة أصحاب الهمم، بدءاً من الخدمات والتسهيلات الميسرة وحتى إقامة المشاريع، وإتاحة فرص التوظيف والعمل التي تساعدهم وتمنحهم الاستقرار والسعادة. دمج مجتمعي رامي مسعد، اختصاصي تربية خاصة، بأحد مراكز التأهيل في أبوظبي، أشاد باهتمام حكومة الإمارات البالغ بأصحاب الهمم ومحاولة دمجهم في المجتمع، حيث إنهم فئة اجتماعية مهمة تستحق كل الرعاية والاهتمام، لذا تعمل أبوظبي على تنفيذ المشاريع التي تتناسب مع متطلباتهم، وتحقق لهم السعادة وقبل كل هذا تحقيق فكرة الدمج المجتمعي مع تسهيل كافة السبل لهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين لهم حق العمل، وحرية التنقل، والتمتع بكافة الخدمات. وقال مسعد: إن المشاريع التي تقدمها بلدية مدينة أبوظبي تحقق تطلعات المجتمع في إيجاد مرافق ترفيهية تناسب جميع شرائح المجتمع وتوفير أسباب السعادة والرفاهية للجميع، وفقاً لأرقى المعايير العالمية. كما تهدف إلى رفع مستوى السلامة والأمان، وخصوصاً في مناطق ألعاب الأطفال التي تدخل السعادة في قلوب الصغار، وتتيح لهم فرصة الاستمتاع بالألعاب في بيئة آمنة، مع الاستفادة من الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية والتعليمية والعلمية والورش الفنية التي تخدم جوانب الإبداع والابتكار لديهم. تقنية متطورة محمد نزيه، اختصاصي التأهيل بمركز الاتحاد لذوي الإعاقة، أكد أن أبوظبي واحدة من أهم مدن العالم التي تراعي احتياجات أصحاب الهمم في المرافق العامة، حيث أصبحت مواقف السيارات وأرصفة الشوارع والممرات وجسور وأنفاق عبور المشاة ومداخل المباني وغيرها، سهلة الاستخدام بشكل أكبر من قبل أصحاب الهمم، كما تتميز سيارات الأجرة الحديثة في إمارة أبوظبي بتصميم خاص وتقنية متطورة لمداخل مانعة للانزلاق مما يسهل عملية صعود ونزول الركاب من أصحاب الهمم، كما يُعفى حاملو تصاريح أصحاب الهمم من دفع رسوم مواقف السيارات ضمن نظام «مواقف». وأورد نزيه أن الإمارات نجحت في وضع أصحاب الهمم جنباً إلى جنب، مع أقرانهم في المجتمع، من خلال مبادراتها الناجحة. سعادة وفخر «أم عمر»، والدة لطفل مصاب بالتوحد، عبرت عن سعادتها بوجود الأنشطة والخدمات المقدمة لرعاية أصحاب الهمم بما يفيد في دمجهم صغاراً وكباراً، خاصة أن هذه الأنشطة تتناسب مع مختلف الإعاقات وتعمل على رفع الروح المعنوية وتحسين الحالة النفسية والمزاجية لهم، كما أنها تسهل دمجهم والاعتراف بوجودهم، لافتة إلى أن الخدمات التي تقدمها دولة الإمارات إلى مختلف فئات المجتمع ومنهم أصحاب الهمم، تسهم بشكل فعال في منح الجميع السعادة والفخر بالعيش على أرض الإمارات.

مشاركة :