عمار علي حسن: رواية بيت السناري تؤرخ للمنسيين في عصر المماليك

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب عمار على حسن إن الرواية سواء كانت تاريخية أو تدور أحداثها في زماننا تعد تاريخا للمنسيين، الذين لا تاريخ لهم، لاسيما في ظل انهماك أغلب المؤرخين المعاصرين، وكتبة الحوليات التاريخية الكبرى، بتسجيل يوميات السلاطين والأمراء، وقادة الجند، ووجهاء المجتمع، وعلية القوم، الذين مروا على الدنيا قبل قرون.وأضاف عمار على حسن خلال مناقشة روايته "بيت السناري" في "صالون الأربعاء الثقافي"، إن كتابة الرواية التاريخية ليست بالعمل الهين، إذ يكون على كاتبها أن يقرأ بإفراط عن كل شيء وقع في زمن الرواية، فيعرف قبل أن يكتب أول سطر الكثير عن أحوال الناس وطرائق عيشهم من حيث المأكل والمشرب والملبس وغيره وشكل العمران واللهجة التي كانوا يتحدثون بها والعملات المتداولة وما يدور في الأسواق والمقاهي.وتابع: قرأت رسالة دكتوراة كاملة عن الأزياء في العصر المملوكي كي أعرف ما ترتديه بطلة روايتي "شجرة العابد"، وفي "بيت السناري"، التي تدور أحداثها خلال حملة نابليون بونابرت على مصر، جمعت عددا من المراجع التاريخية والاجتماعية وكتبا في الآثار مكتوبة بالعربية أو مترجمة من الفرنسية وقرأتها حتى وصلت إلى حالة من التشبع في معرفة أحوال زمن روايتي، وبعدها شرعت في الكتابة.وأكد أن هناك فارقا بين التاريخ الذي يعتمد على الوثائق وبين الرواية التاريخية، التي هي في النهاية عمل فني للخيال دور كبير فيه، وقال: روايتي اعتمدت على "إبراهيم السناري" وهو سوداني بيع في سوق الرقيق لكنه كان صاحب قدرات خاصة فترقى حتى وصل إلى منصب نائب حاكم القاهرة، فأخذت ثمانية سطور وردت عنه في "الجبرتي" وأضفت من خيالي شخصيات عديدة، إلى جانب شخصيات تاريخية حقيقية، لأصنع هذا العمل الفني.ودار حوار بين الكاتب والحاضرين، أدارته الدكتور وفاء بيومي المشرفة على الصالون، حول تفاصيل في الرواية، ومدى إمكانية الاستفادة مما جرى فيها لفهم واقعنا المعاصر، وقال عمار: إن الرواية تدور في زمن مفصلي في تاريخ مصر الحديث، وأعتقد أن دراسة هذه الفترة ستعيننا على فهم أشياء كثيرة في التاريخ الاجتماعي والسياسي المصري.وتلتقط رواية "بيت السناري" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، حكاية غريبة منسية من تاريخ مصر، لم تأت الكتب والحوليات على ذكرها إلا عبر سطور قليلة، فنفخ فيها الكاتب من خياله، وحصيلة إطلاعه، وفهمه لتأثير الماضي في الحاضر، ليبدع من سردا يعانق التاريخ فيه الفن، ويتضافر الجمال مع المعرفة.تجري أحداث الرواية في زمن الحملة الفرنسية، والشخصية المحورية فيها هي إبراهيم السناري، صاحب بيت السناري، الذي تتخذه مكتبة الإسكندرية حاليا مقرا لفعالياتها الثقافية في القاهرة، والذي كان المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي قد أتى على ذكره، وصاحبه في سطور معدودة، في موسوعته "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".يشار إلى أن "بيت السناري" هي الرواية العاشرة لعمار على حسن إلى جانب سبع مجموعات قصصية، ونحو ثلاثة كتب في النقد الأدبي، وكتابين في التصوف، وعشرين كتابا في علم الاجتماع السياسي.

مشاركة :