بدأت بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة اليوم أعمال المؤتمر السنوي الحادي عشر للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم تحت عنوان “تحويل التعليم في الوطن العربي من التعليم إلى التعلم لغرض الابتكار” بمشاركة عدد من مسؤولي التعليم بالدول العربية، وممثلين عن المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة، وعدد من رؤساء الجامعات العربية وعمداء الكليات، ومؤسسات المجتمع المدني وباحثين من الجامعات العربية. وأكدت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية الدكتورة هيفاء أبو غزالة في كلمة الأمانة العامة للجامعة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن الأنظمة التعليمية في العالم العربي تواجه تحديات كبيرة ناتجة عن التغيرات السريعة وثورة المعلومات والتقدم التقني، مشيرة إلى ضرورة التركيز على جودة التعليم لتحسين وتطوير مخرجاته، خاصةً أن بقية العالم يسعى إلى تطوير أنظمته التعليمية بشكل مستمر للوصول لأفضل المخرجات بأقل جهد وتكلفة. وقالت: إن المؤتمر سيسلط الضوء على موضوعات تتعلق بالابتكار والإبداع كوسيلة لتحقيق الجودة في التعليم، وإتاحة المجال أمام الطلبة لاكتشاف المفاهيم والمعارف بشكل مستقل من خلال طرح الأسئلة المناسبة التي من شأنها أن تحفز التفكير، وذلك بهدف خلق بيئة مناسبة من التعلم الفعّال للطلاب بعيدًا عن التلقين، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا لتكون بوابة العبور إلى العالم الخارجي. وأوضحت “أبو غزالة” إن المؤتمر سيبحث محورًا حول التعليم بالوطن العربي في الألفية الثالثة، الذي يُعد من المحاور المهمة التي يجب التركيز عليها نظراً لما يتناوله من قضايا التعليم وتحدياته والوقوف على السياسات والبرامج، ومراجعة ما تم الوصول إليه من نتائج لرسم خارطة طريق تهدف إلى تعظيم الاستفادة من رأس المال البشري العربي وزيادة قدراته التنافسية عالمياً. وأشارت إلى أن هذا المحور يهدف إلى وضع مسار التعليم العربي حتى عام 3000م من خلال إشراك أصحاب الفكر والرؤى الطموحة من الطلاب والمسؤولين والمعنيين في دولنا العربية، وإلى الربط بين التعليم واحتياجات سوق العمل في المستقبل القريب والبعيد، وربط التعليم بالاحتياجات التنموية. من جانبه، أكد رئيس المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم “أروقا” الدكتور طلال أبو غزالة في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر ضرورة التحول من التعليم التلقيني إلى التعلم، وإلى نظام تعليم معرفي رقمي لبناء مجتمع معرفي، لافتا النظر إلى أن التعليم يجب أن يكون لغرض الابتكار في جميع المجالات وليس للحصول على شهادات، وأن نخرّج مبتكرين يوظفون غيرهم بدلا من تخريج متعلمين يبحثون عن العمل. وشدد على أن الابتكار هو الطريق لصنع المعرفة والثروة، مضيفاً أننا بحاجة إلى أن يصبح المعلمون موجهين تقنيين بدلا من ملقنين، حيث إن الشركات الأكبر قيمة في العالم هي شركات الاختراعات المعرفية. ودعا إلى ضرورة أن تصبح مادة “الذكاء الاصطناعي” مادة أساسية مقررة، حيث إن “الذكاء الاصطناعي” سيُدخل العلم إلى العقل دون أي حفظ، منوها بأنه في العقد القادم سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري، ولن يكون هناك وزارات تعليم ولا مؤسسات تعليم حكومية. ولفت إلى أن المعارف والعلوم أصبحت متاحة رقميًا وليس لدى المعلم أي معلومة ليست على الإنترنت، ولذلك فإننا على أعتاب الانتقال من التعليم المستمر إلى الابتكار المستمر، عادّاً الإنترنت في مجتمع المعرفة كالجهاز العصبي في جسم الإنسان.
مشاركة :