في لحظة من أقسى لحظات التاريخ اليهودي، المحرقة المعروفة باسم "الهولوكوست"، سطرت قصة أطفال إيران، التي تعد واحدة من أعظم قصص النجاة في القرن العشرين، وفي رحلة مليئة بالمعاناة النفسية، والتشتت العائلي، والنفسي، والروحي، والتنقلات الجغرافية المرهقة.تبدأ قصة أطفال طهران الألف، ورحلة نجاتهم من الهولوكوست، حيث يرويها كتاب " أطفال طهران.. رحلة لاجئي الهولوكست " للكاتبة ميخال ديكال، أستاذة الأدب الانجليزى المقارن في جامعة نيويورك، ويستعرض الكتاب معاناة أطفال طهران الذين بلغ عددهم ألف طفل ورحلتهم للنجاة من المحرقة النازية.يبدأ الكتاب تتبع المعاناة منذ بداية الغزو النازي لبولندا في عام 1939، حيث كان على الأطفال وأسرهم تحمّل الظروف الصعبة للغاية في معسكرات الاعتقال السوفيتية، وبعد ذلك ترحيلهم إلى مناطق التجويع الشيوعية في أوزباكستان.كما رصد انتقالهم من أوزباكستان إلى إيران، وفي النهاية وصلوا إلى تجمع الكيبوتس وهو عبارة عن تجمع تعاوني يضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود في فلسطين التى كانت في ذلك الوقت تحت الانتداب البريطاني.عصف بهم سوء التغذية من ناحية والأمراض والأوبئة من ناحية أخرى، ووسط فقدان العائلة وفقدان الذات، وفي خضم هذه الأحداث تظهر قصة طفل يبلغ من العمر 12 عاما حيث بدأ رحلة الثلاثة عشر ألف ميل مع عائلته من مدينة أوسترو في بولندا إلى فلسطين، الذين هربوا أولا إلى المنطقة السوفيتية وفي إبريل 1940 خيروا بين أمرين أحدهما أسوأ من الآخر، أن يكونوا مواطنين سوفيتين حيث مناطق التجويع لليهود الناجين من المحرقة، أو يتم إعادتهم إلى وطنهم بولندا التى كانت لا تزال تحت السيطرة النازية.
مشاركة :