«كلمة السر» | رياضة أجنبية

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يخطر على بال الاسباني جوسيب غوارديولا، مدرب فريق بايرن ميونيخ الالماني لكرة القدم، عندما غادر قلعة «كامب نو» تاركاً تدريب برشلونة الاسباني في 2012، بأنه سيعود اليها «خصماً»، سيقلب أوراق أفكاره التكتيكية بحثاً عن «ابتكار فني» يمكنه من إسقاط «أبناء عشيرته» من عليائهم. يعود غوارديولا إلى اقليم «كاتالونيا» الذي طالما نادى ودعم استقلاله عن «المملكة»، لإجراء تصويت مع جمهور مقاطعة «بافاريا» يتمحور حول كيفية انفصال الفريق «الكاتالوني» عن المسابقة الاوروبية العريقة التي سبق له ان نصّب برشلونة على عرشها مرتين (2009 و2011). ويدرك «بيب» ان حدوث ما يدور في ذهنه، دونه عقبات، كيف لا وهو قادم الى الأقليم في أول «لقاء عاطفي»، بكتيبة «مخردقة» بالاصابات لأهم أعمدة الفريق «البافاري» الرئيسية، في طليعتهم روبن وريبيري والابا وليفاندوفكسي، رغم ان الاخير قد يكون حاضراً بالقناع، ويخشى غوارديولا ان يسقط عنه القناع، فتنكشف «عورة» فريقه الحالي امام فريقه السابق، ليعود ادراجه يجرّ أذيال الخيبة. وما يشغل تفكير غوارديولا كثيراً، هو كيف سيتمكن الدفاع، الذي ترتسم حوله علامات استفهام كبيرة، من كبح جماح ثلاثي الهجوم «الكاتالوني» الفتاك ميسي-سواريز-نيمار، الذي ضرب بقوة في المباراتين الأخيرتين امام خيتافي بسداسية، وقرطبة بثمانية «على الناشف» في الدوري المحلي. وقد تكون الفرصة سانحة امام رجال غوارديولا السابقين، للثأر من الخسارة النكراء على يد بايرن بسباعية نظيفة في مباراتي الذهاب والاياب في نصف نهائي المسابقة القارية الأم عام 2013، قبل ان يكمل البايرن طريقه نحو التتويج باللقب مكملاً الثلاثية التاريخية في عهد المدرب السابق يوب هانكيس. لا شك ان المدرب الاسباني في موقف لا يحسد عليه، ولا يتمنى أي مدرب ان يتقمص هذا الدور، في هذه الظروف السيئة للفريق الالماني، وفي مرحلة مهمّة من البطولة. فالضغوطات الكبيرة تثقل كاهل غوارديولا واللاعبين على حد سواء، كيف لا و«بارومتر» برشلونة ارتفع كثيراً في الآونة الأخيرة، وبات الفريق في جهوزية تامة وصفوفه كاملة العدة والعدد على النقيض تماماً عندما اصطدم ببايرن قبل عامين بغياب 7 لاعبين. ولا يخفى عن جوسيب ان تقييم مسيرته مع بايرن ان كانت ناجحة تمر في المقام الأول من خلال وضع الفريق على قمّة الهرم في «القارة العجوز»، عدا ذلك يعتبر انه فشل، فالفوز بلقب الدوري والكأس المحليين ليس مقياساً للنجاح بكل معنى الكلمة ان لم يكن مقروناً بتوهج أوروبي. وفي حال ودّع بايرن دوري الأبطال، سيكون غوارديولا على المحك في الموسم المقبل والأخير في عقده الحالي، رغم ان المؤشرات تدلّ على نيّة النادي في التجديد، لإعادة المحاولة مرة ثالثة قد تكون «ثابتة» شريطة ان يتم «تحصين» الفريق بلاعبين يحدثون فارقاً في الصراع القاري. ويخشى ان يكون الإخفاق سبباً في حزم المدرب حقائبه، ويتخذ قراره بالرحيل، تماماً كما فعل بعد ان فقد برشلونة لقبه امام تشلسي الانكليزي في نصف نهائي عام 2012، فلم يتوان غوارديولا عن إعلان «الطلاق» لفقدانه الاتصال بلاعبيه، على حد وصفه. ويريد غوارديولا، الذي سيحظى بترحيب حميم من جماهير «كامب نو»، ان يقفز فوق حاجز برشلونة العالي، والاّ ترتطم قدمه به ويتعثر، كما تعرقل في العام الماضي في الدور نفسه امام القطب الآخر للكرة الاسبانية ريال مدريد. وكان السقوط المريع في ميونيخ برباعية نظيفة اياباً «نقطة سوداء» في تاريخ المدرب المرصّع بالألقاب. واذا ما تكرر المشهد «الدرامي» نفسه بسيناريو «برشلوني»، فوقتذاك لن تغفر الجماهير «البافارية» للمدرب «الكاتالوني» تشويه تاريخ البايرن المتخم بالانجازات، وهو يتفوق بعدد ألقاب دوري الابطال (5) على برشلونة بالذات (4). ومهما آلت اليه موقعتي «كاتالونيا» و«بافاريا»، فان بايرن بحاجة الى عملية تجديد شبابه استعداداً لمعارك الموسم المقبل داخلياً وخارجياً، حيث تجاوز أعمار بعض لاعبيه الـ 30 عاماً، أبرزهم لام وشفاينشتايغر والونسو وريبيري وروبن ورافينيا ودانتي وبيتزارو (مشاركاته نادرة). ادارة النادي متفطنة لهذا الأمر وهي بلا شك ستنشط في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، متكئة على «سيولة بنكية» تمكنها من شراء أي لاعب تبلغ قيمته 100 مليون يورو!. يقولون «سرك في بئر»، وفي جعبة غوارديولا الكثير من أسرار برشلونة، حان الوقت للبوح بها للاعبيه، كما انه بات يختزن أسرار بايرن، ليتحول الى «كلمة السر» الليلة، سيكشف عنها في الملعب وليس في بئر مهجور في الغابة كما فعل حطاباً في قرية أخبره احد السلاطين بانه ولد بيضة. «مدربنا يعرف هذا الفريق أكثر من أي شخص آخر. سيمنحنا خطة للمباراة، ولكن الباقي علينا نحن كلاعبين». هذا ما قاله مهاجم بايرن توماس مولر عن اللقاء المرتقب.

مشاركة :