حققت برامج التعليم والتوعية التي تنظمها مؤسسات ثقافية مختلفة في أبوظبي انتشاراً واسعاً وتأثيراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، إذ تُظهر الإحصاءات لهذا العام، أن أكثر من 100 ألف طفل وطالب وفرد حضروا أو شاركوا في مختلف البرامج والأنشطة والفعاليات المُقامة في جميع أنحاء أبوظبي. وتلتزم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بإشراك كافة فئات المجتمع وخاصة الطلاب في برامج التعليم والتوعية الثقافية والمصممة لتعزيز المعرفة حول ثقافة وتراث أبوظبي، ومن أجل تعزيز المهارات الفنية والإبداعية لدى الأجيال الصغيرة في سن مبكرة. وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس الدائرة: «تتجلى إحدى أبرز مهام الدائرة في تنمية المواهب الفنية والارتقاء بالوعي الثقافي لدى جميع سكان الإمارة، وخاصةً فئة الشباب، عبر توفير إمكانية الوصول إلى جميع أشكال الثقافة». وأضاف: «اختبر المشهد الثقافي في أبوظبي انعطافات محورية في السنوات الأخيرة، تمثلت في افتتاح عدة متاحف ومراكز ثقافية عالمية المستوى، فيما توفر هذه المؤسسات مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية التي تحفز الأطفال والطلبة على التفاعل مع التجارب الثقافية الوافرة واستيعابها والاستفادة منها، وإننا نحقق أرقاما مشجعة عبر البرامج والمبادرات الهادفة، والتي تعد دليلاً على أننا نبني جيل المستقبل من الفنانين وعشاق الثقافة». مبادرات تُعدّ برامج التعليم والتوعية الثقافية جزءاً جوهرياً من البرنامج الثقافي الشامل لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حيث يتم دعم جميع برامج التراث المادي والمعنوي والفنون البصرية والأدائية بأدوات تعليمية تهدف إلى نشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع ولا سيما الشباب والطلبة. وتهدف الأنشطة والموارد التعليمية إلى تزويد المعلمين والعائلات وأهالي الطلبة بالأدوات اللازمة لنشر الوعي بالفن والتراث، وتنشئة جيل من الأفراد المبدعين الفخورين بهويتهم والقادرين على فهم الاختلاف الثقافي. وأطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة برنامج تنمية المواهب لدعم الطلبة وتطوير الرصيد الفني على مستوى إمارة أبوظبي. ويهدف هذا البرنامج بشكل رئيس إلى تحديد ورعاية الطلبة ذوي المواهب الفنية الواعدة، ودعمهم في سعيهم لتحقيق النجاح الأكاديمي بمجال الفنون، وتسهيل انضمام الطلبة إلى برنامج غني من الدروس الثقافية والفنية والتراثية لإثراء مواهبهم على مدار العام، وضمان التفوق الأكاديمي للطلبة من أجل الالتحاق بالكليات والجامعات المتخصصة. وشارك المئات من المعلمين من دائرة التعليم والمعرفة بدورات تدريبية حول البرنامج واستخدام قواعد التقييم لتحديد الطلبة ذوي المواهب الواعدة. وحتى الآن، سجّل 233 طالباً في برنامج تنمية المواهب، كما سيتم اختيار 80 طالباً إضافياً أو أكثر للمشاركة فيه. في إطار مهمتها لنشر مختلف أشكال الثقافة بين الطلبة، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي برنامج «الموسيقى في المدارس»، الذي يضمن مشاركة الطلبة في نشاطات موسيقية داخل وخارج الصفوف الدراسية، إلى جانب الوصول إلى مختلف فعاليات برنامج أبوظبي الموسيقي، واكتساب جماهير جديدة للبرامج الموسيقية. قصر الحصن تحول قصر الحصن التاريخي حالياً إلى متحف يروي تاريخ أبوظبي وقاطنيها، ويوفر برامج تعليمية متنوعة، ويستقبل المجموعات المدرسية مجاناً في جميع أقسامه. وقد استضاف الموقع مؤخراً الطلبة في جولات متخصصة تركز على «المجلس الإماراتي» في إطار التوعية الثقافية به، للتعريف بهذا العنصر المدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. ويضم معرض «قصر الحصن في عيون الشباب» أعمالا فنية قدمها الطلبة الذين زاروا القصر والتي تعكس تاريخاً طويلاً من الحكم الرشيد والتسامح. كما يقدم قصر الحصن مبادرة «بيت القهوة» التي تتضمن بحثاً موسّعاً في تقاليد القهوة العربية عبر جميع مراحل تحضيرها- بدءاً من التحميص والتبريد ثم كبسها وتخميرها ووصولاً إلى أسلوب تقديمها. وإلى جوار قصر الحصن يقع بيت الحرفيين الذي يقدم برامج تدريبية وورشا تعليمية وغيرها من الفعاليات ضمن جهود ترمي لحماية وترويج المهن والصناعات التقليدية في دولة الإمارات. المجمّع الثقافي تقدم «مكتبة أبوظبي للأطفال» في المجمّع الثقافي، للأطفال وعائلاتهم برامج على مدار العام مصممة لتشجيع محو الأمية والمشاركة بين الأجيال، والتفكير الإبداعي وتطوير المجتمع. وتوفر المكتبة برامج في مجالات العلوم والتكنولوجيا والقراءة والهندسة والفنون والرياضيات، إضافةً إلى ورش عمل ومعارض مخصصة لحفز الإبداع وتنمية مهارات التعلم مدى الحياة. وتتضمن مرافق المجمّع الثقافي المتكاملة التي أُعيد افتتاحها مؤخراً «مركز الفنون للأطفال»، والذي يسعى لدعم الجيل القادم من الفنانين عبر باقة متنوعة من الصفوف وورش العمل. وفي إطار النهضة التعليمية التي يقودها المجمّع الثقافي، تم تنظيم جولات للطلبة في الموقع، بالإضافة إلى برامج التوعية الثقافية في الجامعات. متحف اللوفر منذ افتتاحه في نوفمبر 2017، وضع متحف اللوفر أبوظبي التعليم والتوعية الثقافية في صدارة أولوياته، حيث يستقبل مجموعات مدرسية بشكل منتظم، فضلاً عن التواصل مع الجامعات للتعاون مع الأساتذة والطلبة، وتوفير جولات مصحوبة بمرشدين للشباب، واستضافة برنامج متكامل على مدار العام من ورش العمل، والأنشطة، وعروض الأداء والفعاليات المتنوعة. وتضم جميع المعارض المؤقتة التي يستضيفها المتحف فعاليات تثقيفية وتوعوية للطلبة والأطفال. ويقدم المتحف أيضاً حلقات للمعلمين تزودهم بالمصادر التعليمية، فضلاً عن إطلاق دعوات للفت الانتباه إلى قضايا معينة مثل الأطفال الأيتام وأصحاب الهمم. تشمل البرامج المبتكرة التي يقدمها المتحف «مغامرة الأزياء» في «متحف اللوفر أبوظبي للأطفال»، وهي لعبة تفاعلية أطلقها المتحف مؤخراً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 - 10 سنوات مستوحاة من الملابس التي تم تصويرها في الأعمال الفنية ضمن صالات العرض الدائمة في المتحف. ويركز متحف اللوفر أبوظبي خلال عطلة نهاية الأسبوع على الأطفال وأحبائهم عبر أنشطة مليئة بالمتعة تناسب جميع أفراد العائلة، وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من كل شهر. وتتضمن هذه الأنشطة المجانية ورش عمل، وجولات مصغرة، وعروض أفلام، وعروض أداء تفاعلية، وغيرها الكثير.
مشاركة :