سؤال يحدد سعادتك: ما معنى وظيفتك؟

  • 10/10/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتفاوت الناس في مدى حبهم لوظائفهم.. بعضهم يحب عمله بصدق ويعتبر نفسه محظوظاً به، بينما لا يطيق آخرون نفس العمل ويعدّون الساعات في انتظار انتهاء اليوم.. ترى.. ما السبب؟ أسطورة عامل النظافة تقول الحكاية التحفيزية الشهيرة إن الرئيس الأميركي جون كنيدي كان في زيارة رسمية إلى وكالة ناسا لعلوم الفضاء، فوجد عامل نظافة منهمكاً في عمله.. سأله عن سبب حماسه وتفانيه، فأجاب: لأنني أساعد -بعملي هذا- الإنسان على الوصول إلى سطح القمر! بغض النظر عن مدى مصداقية هذه القصة.. هل المغزى من ورائها صحيح حقاً؟ هل وجود معنى للعمل ضروري كي يتفانى الإنسان فيه؟ دراسة جديدة للإجابة عن هذا التساؤل، قامت الباحثة البلجيكية «مالجورزاتا كرتزوسزنيك» وزملاؤها بدراسة هي الأولى من نوعها حول هذا الموضوع.. إذ ذهبوا لعدد من الشركات والمؤسسات مختلفة الأنشطة، وقاموا باستطلاع آراء الموظفين والمديرين فيها على مدار عدة أيام.. مرتين كل اليوم، في بداية كل يوم وفي آخره.. لمعرفة مدى تقديرهم لعملهم الذي يقومون به، وتأثير ذلك على مستوى سعادتهم وأدائهم لمهامهم الوظيفية على مدار الأيام. فماذا كانت النتيجة؟ تأثير المعنى وجدوا في هذه الدراسة (التي نشرت مؤخراً في دورية بلوس وان) أن الموظف حين يزيد شعوره بأن لعمله غاية ومعنى، يصبح أداؤه أفضل، ليس في نفس اليوم فقط، بل في بداية اليوم الذي يليه أيضا! كما وجدوا أن سعادة الموظف خلال اليوم تحسن من أدائه المهني بنفس النمط، في نفس اليوم وبداية اليوم الذي يليه! يستنتج الباحثون ضرورة الإحساس بأهمية العمل الذي يقوم به الإنسان، وكذلك سعادته في بيئة العمل.. وينصحون المديرين والمشرفين، بالحرص على زيادة سعادة الموظفين، وتذكيرهم بالمعنى والغاية من المهام التي يقومون بها، لأن هذا سينعكس على إنتاجية الموظف وتفانيه في عمله. يتفاوت المعنى الإيجابي الذي يضفيه الإنسان على عمله حسب قيمه الشخصية. فالبعض قد يعتبر مهنته مهمة لأنها تخدم الناس بشكل ما، أو لأنها تحقق له الشعور بالإنجاز أو الفخر، أو لأن تأثيرها كبير في مجال معين، أو تخدم غاية سامية بالنسبة له. هناك أشياء عديدة يمكن للمؤسسات القيام بها لزيادة سعادة الموظف، مثل المساعدة في إحداث التوازن بين الحياة والعمل، وتوفير بيئة مكتبية تعزز المشاعر الإيجابية.. وكما يمكن مساعدة الموظف في جعل عمله ذا معنى، عن طريق تشجيعه على التعبير عن رأيه، أو إشراكه في التخطيط، أو في تدريب زميل جديد.. كي يشعر بأهميته، ولا يصبح العمل بالنسبة له مجرد سلسلة متكررة من المهام الروتينية عديمة المعنى. كل هذا ليس رفاهية، بل يخدم إنتاجية الشركة ويقلل الاحتراق النفسي للموظفين. كي تكون سعيدا في عملك، جدد شغفك باستمرار.. واسأل نفسك: - ما الذي جعلني أختار هذه المهنة في المقام الأول؟ العقلية المادية وجد باحثون، أن الأشخاص الذين يتمتعون «بحضور ذهني» مرتفع، لا يكونون ماديين في حياتهم.. ربما لأن لديهم قدرة على ملاحظة ما يمتلكونه بالفعل، وهنا والآن، فيقدرونه ويستمتعون به أكثر، ويكونون أقل احتياجاً للتعلق بسلعة ليست عندهم! (دراسة واطسون 2019، ونشرت في بيرسوناليتي آند إندفيديوال ديفرنسس) الضحك يخفف الألم في تجربة، وجد علماء من جامعة تكساس، أن الضحك على شيء كوميدي، يخفف الشعور بالألم المزمن، ويقوي قدرة الإنسان على احتماله، أي أن الضحك يخفف الألم الجسدي، وليس النفسي فقط! (لابير وزملاؤه 2019، ونشرت في جورنال أوف باديووركس آند موفمنت ثيرابيز) المستقبل المشترك وجد باحثون، أن تخيل مستقبل إيجابي بين الزوجين، مرتبط بزيادة رضاهما عن العلاقة الزوجية، أي أن استمتاع الزوجين بالحديث عن مستقبلهما المشترك، وما يريدان تحقيقه معاً، يقوي العلاقة في الحاضر. (أجرت الدراسة لينجر و جوردون 2019، ونشرت في كابل آند فاميلي سايكولوجي)

مشاركة :