ناشطو المناخ يهددون بتحركات تشل الحركة في عواصم العالم

  • 10/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت حركة “إكستنكشن ريبيليين” البريطانية والتي أصبح لها ناشطون في مختلف دول العالم في اعتصامات من المقرر أن تتواصل أسبوعين، احتجاجاتهم شلت الحركة في العديد من المدن ما دفع الشرطة إلى التصدي لهم وإيقاف العديد منهم، لكن الحركة ومعناها “تمرد ضد الانقراض” تهدد بخرق القانون من أجل تحقيق مطالبها. لندن - يواصل ناشطون في حركة “إكستنكشن ريبيليين” عصيانهم المدني الذي انطلق الاثنين، ومن المقرر أن يستمر أسبوعين في عواصم ومدن مختلفة من أنحاء العالم للتنديد بتقاعس الحكومات عن مواجهة تغير المناخ. وتأسست الحركة التي تعني تمرد ضد الانقراض العام الماضي في بريطانيا، وهي تحذر من وضع بيئي كارثي قد يؤدي إلى “نهاية العالم”. وقد وسّعت أنشطتها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تضم حاليا 500 مجموعة في 72 بلدا تطالب حكوماتها بـ“قول الحقيقة” بشأن التغير المناخي، وإعلان “حالة طوارئ مناخية وبيئية”، وتدعو إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول عام2025. وبعد أسبوعين على النداء الغاضب الموجه من الناشطة السويدية غريتا تونبرغ لقادة العالم في الأمم المتحدة، وعدت حركة “إكستنكشن ريبيليين” بتحركات تشل الحركة في مرافق مهمة في عواصم العالم، كما يستعد نشطاء الحركة لخرق قوانين من أجل الضغط لتحقيق مطالبهم بحسب بياناتهم. وفي لندن التي يبدو أنها ستكون مركزا رئيسيا لهذا الحراك، يحاول المتظاهرون إعاقة الحركة في ويستمنستر حيث مراكز القرار الأساسية في البلاد. وتجمهر العديد منهم أمام مقر وزارة الدفاع، مشكلين سلسلة بشرية، ونصبوا نموذجا لصاروخ نووي في المكان. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة بالتدخل السريع من أجل مكافحة التغير المناخي، حاملين لافتات مكتوب عليها “حالة الطوارئ”. كما قاموا بتحركات في مواقع عدة بينها الجسر المقابل لساعة بيغ بن الشهيرة والذي أغلقته الشرطة أمام حركة المرور. وكتبت الحركة عبر تويتر، إن “حكومة المملكة المتحدة وافقت على اقتراح بإصدار إعلان بشأن حالة طوارئ المناخ والبيئة في 1 مايو، لكنها فشلت في اتخاذ إجراء، ولهذا السبب تحتل وتغلق حركة تمرد مراكز القوة من اليوم مع استمرار حركة التمرد الدولي”. حركة "إكستنكشن ريبيليين" تأسست في بريطانيا العام الماضي ثم وسّعت أنشطتها على وسائل التواصل وهي تضم حاليا 500 مجموعة في 72 بلدا وأفادت شرطة لندن باعتقال 280 شخصا في أنحاء لندن بحلول مساء الإثنين، واضطرت لإبعاد المتظاهرين الذين جلسوا على قارعة الطريق الرئيسي المؤدي إلى ساحة البرلمان. ونصب متظاهرون آخرون سقالات وخياما ووضعوا مركبات وبنايات مؤقتة لغلق الطرق، تحت مراقبة وثيقة من قبل مئات من رجال الشرطة الذين يرتدون الزي الرسمي. وقالت هارييت تودي (53 عاما) لدى جلوسها على قارعة الطريق ملتحفة براية “إكستنكشن ريبيليين” الزهرية “ثمة حاجة إلى تغييرات جذرية” غير أن “الحكومة لا تكترث سوى للبريكست”. وكُتب على إحدى اللافتات “أوقفوا الحرب، أوقفوا التغير المناخي”. وتتحدث التقارير الإعلامية على أن هذه الاحتجاجات جعلت من المستحيل على صناع القرار السياسي في أوروبا أن يتجاهلوا مشكلة التغير المناخي، لكنها ترى أيضا أن تطرف حركة “إكستنكشن ريبيليين” التي ترى أن خرق القوانين وتعطيل حركة المرور سيلحق ضررا جسيما بمطلبهم المحق. واستهدفت الكثير من الاحتجاجات تقاطعات الطرق الرئيسية بالقرب من مقرات الحكومات، في خطوة تعامل معها رجال الشرطة بدرجات متفاوتة في دول مختلفة. وقالت شرطة لندن في بيان لها، إن عمليات توقيف المحتجين جاءت “للاشتباه في وجود مؤامرة للتسبب في إزعاج عام”. وقالت صحيفة “لودفيغزبورغر كرايزتسايتونغ” الألمانية، إن من وقف طويلا بسيارته في الزحام، وفوت موعدا مهما أو من فاتته طائرته التي كانت ستنقله إلى حيث سيقضي عطلته “ربما لم يكتشف حبه لمثل هذه الأشكال من المقاومة، وربما لم يقف مع القضية الحقيقية..”. وأثارت هذه التحركات بالفعل امتعاض البعض، ومن بينهم سائق سيارة الأجرة في لندن دايف تشاندلر (54 عاما) الذي بقي عالقا في مركبته، معتبرا أن المتظاهرين “يؤلبون الناس ضدهم” بسبب تحركاتهم، داعيا هؤلاء إلى تصويب جهودهم نحو “الكبار” من دون إعاقة الحركة في المدينة. وتأمل “إكستنكشن ريبيليين” في جمع 20 ألف شخص إلى 30 ألفا في لندن على مدى أسبوعين من التحركات الرامية لشل الحركة في 12 موقعا أكثريتها في محيط ويستمنستر. ونفذت الحركة في أبريل الماضي على مدى 11 يوما احتجاجات أعاقت الحركة المرورية وأسفرت عن توقيف أكثر من 1100 شخص. شمل حراك “إكستنكشن ريبيليين” مدنا أخرى بينها مدريد إضافة إلى أمستردام التي أوقف فيها أكثر من 90 شخصا على خلفية إغلاق مئات المحتجين حركة السير في شارع “ستادهوديرسكاد” مقابل المتحف الوطني في العاصمة الهولندية، ورفضهم مغادرة المكان. وواصلت الشرطة الألمانية الثلاثاء إخلاء ميدان بوتسدام في برلين من النشطاء الذين شاركوا في احتجاجات المطالبة بحماية المناخ. وكان رجال الشرطة قاموا بقطع سلاسل كبّل بها بعض المتظاهرين أنفسهم، وطالبوهم بإزالة الهياكل الخشبية التي أقاموها في الميدان من قبل. وظل أكثر من 150 متظاهرا في الميدان ليلة الاثنين بعدما أوقفت الشرطة عملية الإخلاء. أما في باريس، واصل المتظاهرون التابعون لحركة “إكستنكشن ريبيليين” الثلاثاء، حصارهم في وسط باريس، محتلين شارعا بالقرب من نهر السين وأحد الجسور، بحسب ما ذكرته قناة “بي.أف.أم.تي.في” الإخبارية الفرنسية، بعد أن أغلقوا ميدان “بلاس دو شاتليه” في وسط المدينة الاثنين، دون أن يتم الإبلاغ عن وقوع أي حوادث. وفي نيويورك أوقفت الشرطة، الإثنين، 85 محتجا في مظاهرة مناهضة لتغير المناخ نظمت في شارع وول ستريت. وحاول بعض المتظاهرين التسلق على ظهر تمثال على هيئة عجل برونزي، أحد أشهر رموز وول ستريت، ومنع حركة السير في الشارع، ما دفع الشرطة إلى توقيف 85 منهم. وعقب احتجاجهم في وول ستريت، سار المحتجون إلى حديقة واشنطن سكوير بارك، حيث عبّروا عن غضبهم من السياسات التي لا تراعي حماية البيئة. وتأتي مظاهرة نيويورك، في إطار مظاهرات تعم 60 مدينة حول العالم، تنظمها حركة “إكستنكشن ريبيليين” (تمرد ضد الانقراض) المدافعة عن البيئة. يحتل المحتجون مراكز حيوية في لندن لأن بريطانيا وافقت على اقتراح بإصدار إعلان بشأن حالة طوارئ المناخ والبيئة في 1 مايو، لكنها فشلت في اتخاذ أي إجراء وطالب المتظاهرون في فيينا، السياسيين النمساويين بعدم تضييع الوقت، والشروع في اتخاذ إجراءات لحماية البيئة ومنع الاحتباس الحراري. من جهة أخرى، فرقت الشرطة، تظاهرة استمرت 6 ساعات الاثنين في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، وأوقفت 75 شخصا مشاركا فيها، بحجة “التصرف عكس قانون التجمع”. وعلى بعد حوالى عشرة آلاف كيلومتر، في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، تجمع عشرات الناشطين في إطار هذه الحركة العالمية. وقال كاسي غودمان (52 عاما) وهو أحد المسؤولين المحليين في “إكستنكشن ريبيليين” إن “جنوب الكرة الأرضية سيكون أول المتضررين وأكثرهم رغم كونه أقل المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”. كما أنه من المتوقع، أن يشارك الآلاف هذا الأسبوع في أستراليا في مجموعة من التحركات في أنحاء البلاد، ومن أبرزها إعلان اختفاء النحل واستعراض سيقوم به أشخاص عراة وموكب جنازة رمزي لكوكب الأرض. وقالت الناشطة الأسترالية جاين مورتن “حاولنا كل الوسائل، من تقديم التماسات وضغط وتظاهرات، والآن بدأ الوقت ينفد”. وفي سيدني، قالت الشرطة إنه تم القبض على 30 متظاهرا لأنهم رفضوا أوامر الشرطة بفتح الطريق بالقرب من محطة السكك الحديدية “سنترال ستيشن”. وقالت الحركة إنها سوف تنظم مظاهرات في 60 مدينة حول العالم، ونشرت صورا عبر تويتر لتجمعات أصغر في بلغاريا والمجر والنمسا وأيرلندا، كذلك من المقرر إقامة تحركات في الهند وبوينوس أيرس.

مشاركة :