نجاح البثّ التدفقي، إلى جانب تغير طريقة الناس في الاستماع للموسيقى، دفعا شركة أبل إلى التخلي عن تطبيق “آي تيونز” الذي بات لا حاجة إليه مع وجود تطبيقات أخرى للعملاق الأميركي في مجال الموسيقى. رايتشل ليرمان /آنيك جيسدانون سان فرانسيسكو – حان الوقت لتوديع تطبيق “آي تيونز”، الذي اكتسب شهرة واسعة من بين تطبيقات ماك، وارتفعت بسببه نسب مبيعات الموسيقى عبر الإنترنت، وأدى بشكل فعال إلى الحد من أعمال القرصنة. وتم على أجهزة آيفون، تقسيم الوظائف التي كان يقوم بها التطبيق إلى تطبيقات منفصلة للموسيقى والفيديو والكتب الإلكترونية. وحذت أجهزة كمبيوتر ماك، الاثنين، حذو هذه الخطوة عن طريق إنزال تحديث لبرنامج يسمى “كاتالينا”. وحلت خدمات الاشتراك في الموسيقى، مثل “سبوتيفاي”، و”آبل ميوزك” محل برنامج “آي تيونز”. وبما أن أبل تودع البرنامج في الوقت الحالي، فإن أي مستخدم اشترك في برنامج أبل ميوزيك، سيتم إخفاء متجر الموسيقى على جهاز ماك الخاص به. وقال كريغ فديريغي، المسؤول عن البرمجيات في المجموعة خلال المؤتمر السنوي الذي أقيم يونيو الماضي في سان خوسيه في كاليفورنيا، “مستقبل آي تيونز ليس تطبيقا واحدا بل ثلاثة هي؛ أبل ميوزيك وأبل بودكاستس وأبل تي في”. إذ أن إلغاء تطبيق “آي تيونز” لصالح مجموعة من التطبيقات المنفصلة للموسيقى والفيديو والخدمات الأخرى، سيتيح لشركة أبل إنشاء ميزات لأنواع معينة من الوسائط وتعزيز خدمات البث التلفزيوني والموسيقى بشكل أفضل للمساعدة في تعويض تباطؤ مبيعات أجهزة آيفون. وكان برنامج “آي تيونز”، قديما، مجرد وسيلة لتنزيل الموسيقى على أحد منتجات أبل، وهو مشغل الموسيقى “آيبود”، حيث يقوم المستخدمون بتوصيل آيبود بجهاز كمبيوتر، وتتم مزامنة الأغاني تلقائيا. وفي متاجر “آي تيونز ستور” الإلكترونية، التي فتحت في العام 2003 بعد عامين من ظهور “آيبود”، بإمكان المستخدم شراء الأغاني والأفلام والمسلسلات وتحميلها وقد شكلت في تلك الفترة ثورة، حيث كان العديد من المستخدمين بفضل الأسعار الزهيدة يقومون بشراء الموسيقى بشكل قانوني بدلا من البحث عن بعض التنزيلات المقرصنة في مواقع غير رسمية. لكن تجاوزها التطور التكنولوجي اليوم نظرا إلى النجاح الذي حققه البثّ التدفقي الذي بدأت أبل خوضه مع “أبل ميوزيك” و”أبل تي في”، ففي ظل ظهور خدمة التخزين السحابي عبر الإنترنت والمزامنة اللاسلكية، لم يعد من الضروري توصيل أجهزة آيفون بجهاز كمبيوتر و”آي تيونز” بواسطة كابل، وفقد التطبيق السهولة والبساطة التي تميز بهما. وتغيرت الطريقة التي يستمع بها الناس إلى الموسيقى أيضا، حيث تحصل صناعة التسجيل في الولايات المتحدة الآن على 80 بالمئة من إيرادات الاشتراكات المدفوعة والبث المباشر. وفي النصف الأول من عام 2019 ارتفعت معدلات الاشتراكات المدفوعة لشركة “أبل ميوزيك” والخدمات المنافسة بنسبة 30 بالمئة عن العام السابق. وقال راندي نيلسون، رئيس قسم الرؤى والأفكار في مؤسسة “سينسور تاور”، إن “الابتعاد عن آي تيونز يعكس حقيقة أن الصناعة العامة تبتعد عن المبيعات وتقترب أكثر نحو الاشتراكات”. وقد قضت راشيل شبرينجر (35 عاما) في لوس أنجلس سنوات في تنسيق قوائم التشغيل على آي تيونز. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذه العملية كانت تبعدها عن كل ما هو جديد في عالم الموسيقى. والآن تحصل شبرينجر على موسيقاها من خلال الاشتراك بموقع “سيريوس إكس إم”. ويأخذ تطبيق ماك الجديد للموسيقى نفس شكل أيقونة تطبيق آي تيونز القديم. يتضمن التطبيق الجديد الأغاني التي تم شراؤها مسبقا من متجر آي تيونز أو تم نسخها من أقراص مضغوطة، بالإضافة إلى محطات الراديو المجانية من أبل. لن يتمكن مشتركو أبل ميوزيك من رؤية متجر الموسيقى السابق “آي تيونز”، إلا إذا استعادوه من الإعدادات. وسيرى غير المشتركين المتجر كعلامة تبويب، وسيُعرض عليهم طرقا عديدة للاشتراك في “أبل ميوزيك”.
مشاركة :