صراحة – متابعة : فاز حزب حركة النهضة بالانتخابات البرلمانية في تونس، بعد حصوله على 52 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 217 مقعدا. لكن مفاوضات تشكيل الحكومة مع الأحزاب الأخرى لن تكون سهلة. . وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن حزب قلب تونس، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي في انتخابات الإعادة نبيل القروي، جاء في المركز الثاني بحوالي 38 مقعدا، بينما احتل التيار الديمقراطي المرتبة الثالثة وحصل على 22 مقعدا. ورغم تقدم حركة النهضة إلا أنها فقدت عددا ليس بالقليل من المقاعد التي كانت قد حققتها في الانتخابات التشريعية عام 2014. وأوضحت الهيئة أنها أسقطت قائمتين انتخابيتين بسبب الإعلانات السياسية التي يحظرها القانون الانتخابي. وتتماشى هذه النتائج الأولية الرسمية مع استطلاع للرأي نُشر يوم الأحد، وأظهر تفوق حزب النهضة يليه حزب قلب تونس. لكن البرلمان سيكون مقسما دون حسم الأغلبية المطلقة لحد الأحزاب مما سيتوجب مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية. وتحتاج أي حكومة إلى 109 مقاعد كحد أدنى لتأمين نسبة خمسين زائد واحد الضرورية لنيل الثقة، مما يعني أن النهضة سيضطر إلى التفاوض مع أحزاب أخرى لتأمين الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، وربما تقاسم السلطة مثلما حدث في الانتخابات الماضية مع حزب نداء تونس. وكان حزب نداء تونس وحركة النهضة قد شكلا ائتلافا واسعا، عقب انتخابات 2014، وحصدا سويا 155 مقعدا، إلى جانب 23 معقدا إضافيا بضمّ حزبي التيار الوطني الحر وآفاق تونس للتحالف. إلا أن التفكك الذي أصاب حزب نداء تونس، فضلا عن وفاة زعيمه، الرئيس الباجي قايد السبسي، أضعف الحزب بشده وأخرجه من صدارة المشهد السياسي التونسي. وقال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة في تصريحات سابقة، إنه “سيبدأ التشاور مع الشركاء الذين يشاطرونه الأهداف ذاتها”. وأضاف القيادي في حركة النهضة، أحمد قعلول: “لن نتحالف مع من تحوم حوله شبهات فساد أو فشل في مهمة حكومية حتى لو كان من حركة النهضة، نحن لا نخشى الذهاب للصندوق من جديد”. وعبرت أحزاب الدستوري الحر والتيار الديمقراطي وحركة الشعب عن رفض الدخول في تحالف مع حركة النهضة، وهو ما يُعقد فرص تشكيل ائتلاف حكومي. وينص الدستور التونسي على أن يتولى الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية تشكيل الحكومة بعد تكليف مباشر من رئيس الدولة. ولم تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية بعد، وستقام جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، يوم الأحد المقبل.
مشاركة :