أكدت صحيفة "اليوم" السعودية، أن التدخل التركي العسكري في سوريا في الأوقات الحرجة التي تمر بها الأوضاع في هذا القطر لا يخدم عمليات التسوية، بل سيؤدي إلى عرقلتها وإطالة أمدها، في حين يبحث المجتمع الدولي عن المخرج الآمن للوصول إلى أقرب الطرق وأقصرها لحل الأزمة والتوصل إلى تسويتها وإدخالها في نفق مظلم.وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الخميس، بعنوان (التدخل التركي وخلط الأوراق)- أن الاستعدادات التركية لشن عمليات عسكرية في سوريا والمتزامنة مع سحب الولايات المتحدة قواتها سيؤدي إلى مضاعفة الأزمة السورية، والتخلي عن تلك العمليات من شأنه المساهمة في عملية التسوية بدلا من تأزيمها، لآثارها السلبية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة والسماح للتنظيمات الإرهابية بتعزيز شوكتها كما أنها ستؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السوريين.وطالبت أن يمارس التحالف الدولي ضغوطا على الحكومة التركية تمنعها من الإقدام على أي عمليات عسكرية من شأنها تقويض مبادرات السلام لحل الأزمة السورية، فتلك العمليات في شمال شرق سوريا لن تؤدي إلى التخلص من أي شكل من أشكال الإرهاب، بل ستدخل المنطقة في أجواء الحرب.ورأت الصحيفة، أن التوغل التركي في الأراضي السورية يعلن عن تهديد واضح لأمن المنطقة، وقد يسمح باستعادة داعش لبعض قواتها، والتدخلات الأجنبية في سوريا مرفوضة ومدانة ولا بد من إيقافها لإعطاء الفرصة للعمليات السياسية في سوريا، كما أن تلك التدخلات لا تنسجم إطلاقا مع الاتفاقات والقوانين الدولية لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار.
مشاركة :