(مكة) – عزيزة علي أقام النشاط الثقافي والعلمي لاعضاء هيئة التدريس بقسم الإعلام في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى محاضرة بعنوان علاقة المجتمع السعودي بالإعلام الجديد، قدمها الدكتور فؤاد بوقس. واستعرض د. بوقس التغييرات التاريخية والنظريات العلمية لأنماط الاتصال والإعلام من وسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية. ثم تطرق بعدها إلى بعض الإحصاءات والدراسات المختصة باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والجوال في السعودية ومقارنتها بالاستخدام العالمي. حيث اثبتت الإحصاءات بأن السعودية تحتل المراتب الاولى في اغلب التطبيقات والمواقع الاجتماعية مثل تويتر وسناب شات وغيرها. كما اوضح بعض المؤشرات الإيجابية والسلبية من كثرة استخدام تلك المواقع. فمن المؤشرات الإيجابية ان المجتمع السعودي مجتمع حيوي متفاعل مع الأحداث اليومية ومواكب للتطور التقني وقادر لايصال صوته للعالم. كما ان الشعب السعودي اصبح مبدع في انتاج محتوى إعلامي مغاير في مواقع التواصل الاجتماعي وذكر أمثلة من بعض قنوات اليوتيوب مثل صاحي وتلفاز وغيرها. ولكن في نفس الوقت ذكر د. بوقس بأن كثرة استخدام تلك المواقع اصابت المواطن نوع من الإدمان حيث يقضي المواطن السعودي ما يقارب ٦-٨ ساعات يوميا على الإنترنت والجوال وهذا قد يتسبب في بعض الأمراض الجسمية والاجتماعية. كما نوه على أهمية استغلال أوقات الشباب من قبل أولياء الأمور والجهات المختصة والتربوية بما هو مفيد فإن كثرة استخدام تلك التطبيقات يهدر من طاقات وأوقات الشباب في أمور غير مجدية في بعض الأحيان. وشدد بأن نسبة كبيرة من مستخدمي مواقع التواصل هم من فئة الأطفال وهذا قد يتسبب في الوقوع فريسة للجرائم الإلكترونية والأخلاقية والانسياق وراء التيارات المعادية والشائعات. وأخيرا توقع د. بوقس بأن نسب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ستنخفض مع الأيام وخاصة اذا لم تتواجد تطبيقات جديدة منافسة. وأكد ان هناك نوع من الملل والرتابة لما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي ومثال ذلك عزوف المجتمع السعودي عن الفيس بؤك وانخفاض عدد مستخدميه إلى النصف تقريبا. كما توقع بأن يكون هناك دور كبير للمؤسسات الإعلامية وإعادة لتوهجها اذا قدمت محتوى بقالب جديد ومغاير وضرب أمثلة من الإعلام الغربي مثل CNN و BBC. وأيضا ذكر بأن المستقبل سيكون للمنصات المدفوعة مثل نيتفليكس وقريبا ديزني وغيرها. وأخيرا تنبأ د. بوقس بوجود ثورة تقنية جديدة قد تغير من مجرى التواصل بين الناس والإعلام خلال السنوات القادمة. وفِي نهاية المحاضرة علق سعادة رئيس القسم د. سالم بن على عريجة على موضوع الدورة. واشاد بالمحاضرة وشكره لحسن اختياره له لاهميته في المرحلة المعاصرة كما شكر الحضور من اعضاء هيئة التدريس والطلاب. وأكد على استمرار هذا النشاط لما له من دور في احداث التفاعل العلمي والثقافي بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
مشاركة :