ما يجب معرفته قبل الاستثمار في الشركات الناشئة

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدي رواد الأعمال ومؤسسو الشركات الناشئة الكثير من المشاعر تجاه مشوارهم المهني، فالمؤسس يميل دائماً إلى الحديث عن السنوات والمصاعب التي اجتازها، وما بذله من جهود وتضحيات لتأسيس العمل وبنائه. وكثيراً ما تسمعه يطلق على مشروعه وصف: "ابني" للتأكيد على عمق العلاقة التي تربطهما معاً. لكن ليس هذا ما يهم المستثمر في واقع الأمر، إذ ينصرف بتفكيره واهتمامه إلى البحث عن الفرص الاستثمارية المحتملة وعروض البيع والشراء المختلفة. وهو ينظر إلى مشروعه على أنه معادلة مالية تتألف من قسمة وضرب وإنفاق مالي.. وقبل هذا كله: الأرباح. لذلك تجده يدقق النظر في الجداول المالية وتفاصيل البنية التحتية للشركة، للوصول إلى قرار أفضل وعلى أسس سليمة. وبسبب عدم توازن المصالح في الكفتين، قد يخسر الكثير من رواد الأعمال فرصهم الاستثمارية بسبب عدم التقدير الجيد لمشاريعهم، بالإضافة إلى خوف الريادي من ضياع ثروته الناشئة، أو طمعاً بمزيد من المال مقارنة بما بذله من مجهود في حياته في مراحل التأسيس. ولكي نكون أكثر وضوحاً علينا الإشارة إلى النقاط التي يهتم بها المستثمر عند النظر إلى الشركات الناشئة كفرصة استثمارية، وفقاً للخبير الاقتصادي مارتن زويلينغ: ما معدل الإنفاق الشهري في الشركة؟ وما الجدول الزمني لضخ المزيد من الأموال؟ مؤشران مهمان جداً للمستثمر، كي يحدد من خلالها السرعة التي سيكون عليها الإنفاق المالي، والوقت الذي سيستمر به العمل، قبل أن يحتاج إلى دفعة أخرى من السيولة المالية. وهذه المعادلة تعد في غالب الأمر مؤشراً على قوة الشركة الناشئة أو ضعفها. كيف توزع حصص الشركة؟ إن توزيع الحصص بين المؤسسين للشركة الناشئة، وعدد الاستثمارات الخارجية التابعة للشركة وحجمها، سيعلمك الكثير عن مدى استقرار هذا العمل ونجاحه وإدارته. متى بدأ هذا الجهد فعلاً؟ أو متى تأسست الشركة؟ معادلة تاريخ التأسيس والنمو في العوائد والأرباح مسألة مهمة. ففي حال بدأت هذه الشركة بالعمل منذ بضع سنوات، وليس هناك أي إقبال على المنتج أو تدفق للعوائد النقدية، فهذه إشارة على ضعفها. وبالتالي فإن البحث عن مستثمر في هذه الحالة، لن يكون الحل الأمثل لهذه المشكلة. هل لدى موظفي الشركة أدوار محددة ومسؤوليات ومهام واضحة؟ من الصعب الحصول على الإجابة من المؤسس مباشرة، لهذا يفضل التحدث مباشرة إلى أحد أعضاء الفريق ممن لديه دراية تامة بسير العمل، للتأكد من أن الجميع يؤدون واجباتهم على أكمل وجه. لكن خذ بعين الاعتبار ضرورة وجود بعض النزاعات واختلافات الرأي، وهو مظهر إيجابي وطبيعي في كل فريق عمل، باستثناء المسميات الوظيفية الكثيرة، أو صلة القرابة الوثيقة بين الموظفين، وغير ذلك مما يثير الشبهات. هل يتوافر مستشارون خارجيون، أو أحد أعضاء مجلس الإدارة لمناقشة العمل معه؟ على كل شركة ناشئة أن يكون لديها على الأقل مستشاران خارجيان أو أكثر، ذوو مهارات تكميلية لمهارات المؤسسين. بالإضافة إلى أن يكونوا أصحاب خبرة في مجال الصناعة. هل هناك عملاء صادقون يشهدون للمنتج بالجودة والكفاءة؟ هنا لا بد من الانتباه إلى ضرورة التواصل مع العملاء الحقيقيين، وليس المحتملين أثناء التجربة المجانية للمنتج. أو مع أصدقاء مؤسس الشركة الناشئة، إذا كان الأمر سابقاً لأوانه فيما يتعلق بجذب العملاء، إلى جانب التأكد من الأمور الأخرى مثل: وضوح خطة الإعلان عن المنتج، وعدد المرات التي تغيرت فيها هذه الخطط. هل هناك أي قضايا لاتزال عالقة بخصوص حقوق الملكية الفكرية؟ قبل الاستثمار، لا بد من معرفة عدد العوائق التي ستواجه العلامة التجارية وبراءات الاختراع، عند دخولها إلى السوق. وإذا كان لديك أي أسئلة أو شكوك حول هذا الموضوع، فهذا هو الوقت الأنسب من أجل طلب الاستشارة القانونية. كم حجم رأس المال الذي يتوقع استرداده؟ والوقت اللازم من أجل ذلك؟ إن 9 من أصل 10 شركات ناشئة تفشل تماماً، والمستثمرون الجادون يبحثون عن استرداد ما مقداره 10 أضعاف المبلغ الذي استثمروه خلال 5 سنوات.

مشاركة :