أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن رجال مكافحة المخدرات قد عودونا على برامج توعوية وقضايا نوعية، عادّا فكرة إنشاء أول مركز للخدمة المجتمعية بالمنطقة، بأنه رافد فاعل ومشروع هام ذو هدف إستراتيجي لبرنامج التوعية الوقائية، لما يكتنفه من برامج رائدة وتنظيم متقن، والذي أثبت الواقع استحسانه وجدواه، وعمم العمل به ليشمل جميع مناطق المملكة -بإذن الله-. جاء ذلك، خلال افتتاح سموه أمس ملتقى «المتعافين من الإدمان السادس»، وورشة عمل مديري الشؤون الوقائية، الذي تنظمه مديرية مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية، في فندق الشيراتون بالدمام، لمدة ثلاثة أيام، كما دشن سموه مركز الوقاية المجتمعية بالمنطقة الشرقية. وأكد سموه، أن كرسي الأمير نايف للوقاية من المخدرات، الذي تم بتمويل شخصي منه -رحمه الله- يعد دلالة على اهتمامه بمحاصرة آفة المخدرات واستغلال الدراسات والبحوث لمكافحة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن وحدة الوقاية من المخدرات، بمركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تعد وحدة رائدة في مجال الوقاية ومكافحة المخدرات، ولها دور الريادة والتميز في دراسات الوقاية من المخدرات وبرامجها الهادفة للقضاء على هذه الآفة -بإذن الله-. وقال سموه: «يسرني أن افتتح الملتقى السادس للمتعافين من المخدرات، بعد أن منّ الله عليهم بالتوبة والعودة لطريق الصواب، واستفادوا مما قدم لهم من خدمات للابتعاد عن هذه الآفة، لافتا إلى أن تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 1428هـ برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وسعيه لتحقيق أهدافها، يأتي لعلمه بأن مشكلة المخدرات أصبحت من الظواهر الخطيرة، التي تجتاح العالم في عصرنا الحالي، حيث كان يوجه دائما باستمرار بالعمل الدؤوب للقضاء على هذه الآفة وحماية المجتمع من أخطارها». ورأى سموه، أن المتغيرات المعاصرة التي نعيشها في ميدان المعارك لا تقتصر على الحروب التقليدية بالأسلحة، بل إن دسائس المخدرات من أهم الوسائل لتدمير عقول الشباب، والحمد لله أن رجالنا البواسل من منسوبي مكافحة المخدرات أحبطوا الكثير من محاولاتهم والواجب يحتّم علينا أن نضع أيدينا في أيدي رجال المكافحة البواسل، لنؤكد أننا نعمل جميعا لنعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومؤازرة واهتمام سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- بأبناء الوطن وحمايتهم من هذه الآفة. فالمهام شاقة، ولكن تذللها عزائم الرجال أمثالكم، وسمو رسالة رجال المكافحة تزيدهم إصرارا على المواجهة والتصدي للصعاب. وخاطب سموه المتعافين التائبين قائلا لهم: «إخواني المتعافين والتائبين، فرحنا وسعدنا بهدايتكم ورجوعكم إلى عقولكم ورشدكم، ونشكر الله الذي شفاكم وعافاكم، كما نسأله -عز وجل- أن يسددكم ويتقبل منكم ما قمتم به في سبيل رجوعكم إلى الطريق الصحيح، ونحمد الله -عز وجل- الذي ردكم إلى أسركم ومجتمعكم، وندعوه أن يثبتكم على الهداية». واختتم سموه كلمته، بشكره للواء الزهراني والعميد البدراني، وجميع زملائهم منسوبي مكافحة المخدرات على جهودهم المتميزة وحرصهم ومتابعتهم وتفانيهم الكبير لحماية أبناء الوطن من شرور الأعداء المتربصين، كما سأل الله تعالى أن يحفظ لنا ديننا وبلادنا وولاة أمرنا، وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا واستقرارنا في ظل قيادتنا الرشيدة. وكان في استقبال سمو أمير المنطقة في مقر الملتقى، مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعد الزهراني، ومدير مكافحة المخدرات بالمنطقة العميد عبدالله بن مشعان البدراني. وبدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى العميد البدراني كلمة رحب فيها بسموه، وهنّأه بما حققته السياسة الراشدة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، موجّها شكره لسمو أمير المنطقة على افتتاحه الملتقى، ولجميع العاملين في مكافحة هذه الآفة ومعالجة المدمنين بالمنطقة، وبالأخص الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية المتمثلة في مجمعات الأمل وأصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال والجهات الحكومية والقطاعات الأمنية والشركات الأهلية، ولكل من له دور فاعل في برامج التوعية. بعد ذلك، ألقى أحد المتعافين من الإدمان، كلمة نيابة عن المتعافين، تحدث فيها عن آفة المخدرات وخطورتها، وما تسببه من ضياع ودمار، مثمنا جهود جميع الجهات في مكافحة هذه الآفة ومعالجة المدمنين، عادّا افتتاح سموه للملتقى تشجيعا للمتعافين للسير في طريق الهداية والرشاد، ثم شاهد سموه والحضور فيلما بعنوان «التعافي». عقب ذلك، ألقى مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعد الزهراني، كلمة شكر فيها سموه، مشيدا بدعم ورعاية وتوجيهات سموه للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية، ثم استعرض جهود المملكة في مكافحة آفة المخدرات، مؤكدا أن الدولة بذلت الغالي والنفيس لمحاربة هذه الآفة والتصدي لها، وجعلها من أولى اهتماماتها. ودعا اللواء الزهراني، المتعافين من المخدرات إلى الاستمرار في التوبة إلى الله ومواصلة السير في طريق الرشاد والحذر من أصدقاء السوء، معبرا عن شكره وتقديره لمستشفيات الأمل والصحة النفسية ومختبرات السموم على جهودهم في مكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين، داعيا الله -عز وجل- أن يحفظ أبناء المملكة من كل سوء، وأن يقيهم شر هذه الآفة الخطيرة، وأن ينعم على بلادنا الغالية بالأمن والخير -إن شاء الله- في ظل قيادتنا الرشيدة. وفي ختام الحفل، كرم الأمير سعود بن نايف الجهات الراعية والداعمة، كما تسلم درعا تذكاريا من مدير عام مكافحة المخدرات بهذه المناسبة. ..ويدشّن مركز الوقاية المجتمعية
مشاركة :