استقرت أسعار النفط أمس الخميس، إذ تواصل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الإلقاء بظلالها على الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود على الرغم من استئناف المحادثات الرامية لحل النزاع التجاري المستمر بين البلدين منذ 15 شهراً. وقلصت الصين، أكبر مستورد في العالم للنفط، التوقعات بإبرام اتفاق من خلال المحادثات التي تنعقد يومي الخميس والجمعة لتفادي زيادة اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على سلع صينية بنحو 250 مليار دولار إلى 30 في المئة من 25 في المئة في 15 أكتوبر/تشرين الأول إذا لم تكن هناك مؤشرات على إحراز تقدم.وبحلول الساعة 11:25 بتوقيت جرينتش صعدت العقود الآجلة لخام برنت 8 سنتات أو 0.14 في المئة إلى 58.40 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 10 سنتات أو 0.19 في المئة إلى 52.69 دولار للبرميل.والخامان متراجعان ما يزيد على 20 في المئة منذ ذرى بلغاها في إبريل/نيسان. وتتعرض الأسعار أيضاً لضغوط بفعل تقرير عن ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم حالياً.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط ارتفعت 2.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول بما يزيد بمقدار مثلي توقعات المحللين بتسجيل زيادة قدرها 1.4 مليون برميل. بالإضافة إلى ذلك، عدلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اتفاقها للإنتاج بهدوء للسماح لنيجيريا بزيادة إنتاجها مما يضيف المزيد من الإمدادات.أبلغت السعودية، «أوبك»، بأن إنتاجها النفطي انخفض في سبتمبر/أيلول 660 ألف برميل يومياً مقارنة مع مستواه في أغسطس/آب إلى 9.13 مليون برميل يومياً في أعقاب هجمات على منشأتي نفط بالمملكة.ويُظهر التقرير الشهري ل«أوبك»، أن مصادر ثانوية قالت إن إنتاج السعودية النفطي كان أقل من ذلك؛ إذ انخفض على أساس شهري في سبتمبر/أيلول بمقدار 1.28 مليون برميل يومياً إلى 8.56 مليون برميل يومياً. واستهدفت هجمات في 14 سبتمبر/أيلول، منشأتي نفط تابعتين لشركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية، مما أوقف في البداية نصف إنتاج المملكة من الخام أي ما يعادل خمسة في المئة من الإنتاج العالمي.وتقول منظمة «أوبك» إن إنتاجها النفطي في سبتمبر/أيلول انخفض إجمالاً 1.32 مليون برميل يومياً على أساس شهري إلى 28.49 مليون برميل يومياً.وقلصت «أوبك» في التقرير توقعاتها لنمو الإمدادات من خارج المنظمة في 2020 بواقع 50 ألف برميل يومياً إلى 2.2 مليون برميل يومياً بسبب مراجعات بالخفض لكازاخستان وروسيا. لكن المنظمة التي مقرها فيينا، أبقت على توقعاتها لنمو الطلب على النفط العالمي لعام 2020 عند 1.08 مليون برميل يومياً.وخفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2020 إلى 3% من 3.1% قائلة: «يبدو أنه من المرجح على نحو متزايد امتداد زخم تباطؤ النمو في الولايات المتحدة إلى 2020». وقالت المنظمة إن مخزونات النفط في الدول المتقدمة ارتفعت في أغسطس/آب 10 ملايين برميل على أساس شهري إلى 2.94 مليار برميل، بما يزيد 11 مليون برميل على متوسط 5 سنوات.
مشاركة :