قسم «الولادة» أَمْ «الموت» في مستشفى الباحة؟!

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما كانت «أقسام الولادة» في المستشفيات رمزاً للبشرى، والأمل، وتجدّد الحياة، ومع التطور الهائل في المجال الطبي على الصعيد التقني والمهني، خصوصاً في مجال أمراض النساء والولادة؛ أصبحت إجراءات التوليد أكثر أماناً، وأقل خطورةً مما كانت عليه في الماضي قبل عشرات السنين؛ حيث لا وجود إلا للولادات المنزلية على أيادي «الدايات، والقابلات» في وقت تميَّز بضعف الإمكانات، وانعدام المستشفيات! لكن يبدو أن قسم النساء والولادة في «مستشفى الملك فهد بمنطقة الباحة» يسير في اتجاه تغيير النظرة الإيجابية، و«الطوباوية» لمثل تلك الأقسام، وما يجب أن تكون عليه؛ بوصفها «بدايات آمال»، تُمثلها الصرخات الأولى للأطفال، في جو صحي، يوفر أعلى مستويات الرأفة، والرحمة، والأمان! هذا القسم، الذي كان مشهوراً بتميّزه، وأدائه الجيد؛ أصبح هذه الأيام مثار جدلٍ بين المواطنين وأهالي المنطقة، بعدما تكررت في داخله الحالات المأساوية، ليتحوَّل إلى قسمٍ، يزفُّ الفجائع لا البشائر، والأحزان لا الأفراح، والموت لا الحياة! من الشواهد على ما سبق؛ وفي خلال مدةٍ وجيزة، تقلُّ عن أربعة أشهر من هذا العام الميلادي 2015؛ كشفت وسائل الإعلام عن بعضٍ من مآسي القسم المفزعة، بدءاً بكارثة استئصال رحم مواطنة حامل، وفقدانها طفليها التوأم، وخروجها من المستشفى، بعد نجاتها من الموت بأعجوبة، «بلا رحمٍ، ولا أطفال»، لتتكرر المأساة مع شابة عشرينية، دخلت المستشفى، لتلد «طفلها الأول»، فتُجرى لها ثلاث عمليات متتالية، شارفت خلالها على الهلاك، لولا رحمة الله، ثم تخرج من المستشفى «بلا رحم»، و «يُقطع نسلها» في مقتبل العمر، وتُسلب منها فرحتها بمولودها البكر! أما آخر الفواجع التي حدثت قبل أيام؛ وكان الموت حاضراً في المشهد المؤلم الجديد، فهو فقدان امرأة، لم تتجاوز عامها الرابع والعشرين، حياتها بعد أن تقاذفتها «ثلاثة مستشفيات» في المنطقة، حتى قادها قدرها المحتوم إلى هذا القسم المشؤوم، لتموت بعد عملية قيصرية «استؤصل فيها الرحم» ونجا الطفل، ليعيش يتيماً منذ يومه الأول، ويكمل بقية حياته مع أشقائه الثلاثة بلا أمٍّ..! ختاماً؛ يا معالي وزير الصحة، أقسام الولادة في الباحة: «الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود»!

مشاركة :