يسعى الاتحاد الأوروبي للاصطفاف يدا واحدة في مواجهة العقوبات الأمريكية، وفي هذا الإطار، صرح ديدييه جيوم وزير الزراعة الفرنسي، أمس بأن "الهدف الأول يتمثل في أن يكون الاتحاد الأوروبي موحدا" في مواجهة الأمريكيين "الماكرين الذين يريدون تقسيم أوروبا". وبحسب "الفرنسية"، وردا على سؤال بشأن العقوبات المقررة من واشنطن، أكد الوزير الفرنسي في تصريحات لإذاعة كلاسيك "الأمريكيون ماكرون لأنهم يريدون تقسيم أوروبا"، موضحا "في فرنسا يفرضون رسوما على زراعة الكروم، في إيطاليا استهدفوا الأجبان". وأضاف أن "الهدف الأول هو أن يكون الاتحاد الأوروبي موحدا. سأتولى بقوة الإثنين في مجلس وزراء الزراعة، باسم فرنسا والاتحاد الأوروبي، تقديم طلب حتى تتحرك المفوضية الأوروبية في هذا المجال.. يجب أن تساعد المفوضية الأوروبية هذه القطاعات إذا باتت الرسوم أمرا واقعا، وإلا ستكون نهاية كثير من هذه القطاعات". وكان التوتر قد عاد بين أوروبا والولايات المتحدة في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) عندما أعلنت واشنطن استهداف ما قيمته 7.5 مليار دولار من المنتجات الأوروبية بتعريفات جمركية عقابية، وذلك بعد تلقيها موافقة المنظمة العالمية للتجارة في إطار معركة قانونية استمرت 15 عاما بين "بوينج" و"إيرباص". من جهته، أوضح جان باتيست، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بعد استقباله ممثلي القطاعات الرئيسة المستهدفة، "أن الأمر يهم فرنسا أساسا في مستوى صناعة الطيران والأجبان". وأكد جيوم أنه "قد تكون هناك رسوم مضادة أوروبية، دخلنا معركة اقتصادية مع الولايات المتحدة وترمب. هذه القرارات لن تجدي. وهذا ما أوصلتنا إليه النزعة الأحادية للرئيس ترمب". وتوعدت بروكسل بالرد على العقوبات الأمريكية على المنتجات الأوروبية، لكن مع الأمل في التوصل إلى اتفاق ودي مع واشنطن لتفادي تصعيد حرب تجارية ضارة بالجانبين. وقال دانييل روازاريو، المتحدث باسم المفوضية "إذا فرضت واشنطن عقوبات، ستدفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل"، وكذلك كان رد فعل سيباث نداي المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، التي أكدت أن باريس تعتزم اتخاذ "إجراءات انتقامية" ضد واشنطن بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي. وأشار روازاريو إلى أن تلك الرسوم الجمركية، التي يفترض أن تسري في 18 تشرين الأول (أكتوبر)، "ستمس أولا وقبل كل شيء المستهلكين والشركات الأمريكية". وسيكون على هؤلاء بالفعل دفع ثمن أعلى للمنتجات، التي يحتاجون إليها، وستشمل الرسوم الأمريكية منتجات تصنع في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، الشركاء الأربعة في مجمع "إيرباص". وبحسب دراسة لمكتب "يولر هيرمس"، فإن فرنسا ستكون أكثر الأطراف الخاسرة في النزاع التجاري، ويمكن أن تبلغ الخسائر السنوية للاتحاد الأوروبي 9.7 مليار دولار، 2.4 مليار دولار منها تخسرها فرنسا أي ما يمثل 0.1 في المائة من نسبة النمو.
مشاركة :