أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أنّ تصريحات الرئيس التركي أردوغان بشأن اللاجئين "ابتزاز وليست في مكانها"، فيما توقع وزير الخارجية التركي تضامنا قويا من حلف شمال الأطلسي في مواجهة التهديدات. أبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الجمعة (11 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن أنقرة تتوقع أن يظهر الحلف تضامنه القوى معها في مواجهة التهديدات التي تحدق بأمنها. وخلال مؤتمر صحفي مع جاويش أغلو في إسطنبول قال ستولتنبرغ إنه يتوقع من تركيا أن تتحلى بضبط النفس خلال عمليتها في سوريا مضيفا أنه يجب على حلف شمال الأطلسي أن يجد حلا مستداما فيما يتعلق بمعتقلي تنظيم "داعش" في سوريا. وبينما تواصل أنقرة هجومها على المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا قال ستولتنبرغ إن على تركيا ضمان ألا يؤثر على التقدم الذي تم تحقيقه في التصدي لتنظيم "داعش" في سوريا. مناقشة فرض عقوبات على تركيا على صعيد متصل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الجمعة أنّ تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن اللاجئين "ابتزاز وليست في مكانها". وقال خلال زيارته إلى جمهورية قبرص إنّ العملية العسكرية "الأحادية" في شمال سوريا "تثير قلقاً بالغاً ويجب أن تتوقف". كما أبدى خشيته من أن تقود إلى "كارثة إنسانية". من جانبها، صرحت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان أن زعماء الاتحاد الأوروبي سوف يبحثون خلال اجتماعهم الأسبوع المقبل فرض عقوبات على تركيا، وعضوية البلاد في حلف شمال الأطلسي (ناتو)على خلفية العملية العسكرية. ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم 17 تشرين أول/أكتوبر الجاري، كما سيجتمع وزراء خارجية الكتلة في لوكسمبورغ يوم الاثنين المقبل للتباحث بشأن العملية التركية. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن دو مونشالان قولها "إننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة وضع صادم تماما بالنسبة للمدنيين وللقوات السورية التي دعمت عمل التحالف على مدار السنوات الخمس الماضية، وصادم أيضا بالنسبة لاستقرار المنطقة". مجلس الأمن يفشل في اتخاذ قرار بشأن التوغل التركي وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل في اتخاذ خطوات بشأن التوغل التركي في سوريا. وعقد مجلس الأمن أمس الخميس، اجتماعا مغلقا ولكن الأعضاء فشلوا في الاتفاق على أي خطوات إلى الأمام. وكانت التوقعات منخفضة بشأن رسم خارطة طريق دولية قبل الاجتماع الذي عقد في نيويورك، نظراً لانقسام المجلس بحدة منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط. وكانت مجموعة من السفراء الأوروبيين قد دعت تركيا إلى "التوقف عن العمل العسكري أحادي الجانب" مضيفة أن "تجدد القتال المسلح في شمال شرق البلاد سيقوض أكثر الاستقرار في المنطقة بأسرها"، طبقا لما ذكرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء اليوم الجمعة. وأضاف الدبلوماسيون من المملكة المتحدة وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا "من المستبعد أن ترضي ما تسمى بـ"المنطقة الآمنة" في شمال شرق سوريا، كما تصورتها تركيا، المعايير الدولية لعودة اللاجئين". وامتنعت كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن انتقاد الهجوم التركي على الرغم من أنها أوضحت أن الولايات المتحدة لم تؤيد ذلك. وأضافت " عدم الالتزام بالقوانين، لحماية الفئات الضعيفة من السكان وعدم ضمان إمكانية ألا تستغل "داعش" تلك العمليات لإعادة تنظيم صفوفها، سيكون له تداعيات" كما أعربت الدول الأوروبية عن قلقها من أن يؤدي صراع جديد في المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار والأزمات الإنسانية وتدفق اللاجئين إلى الخارج. وأثناء توجهه إلى الاجتماع، أدان نائب السفير الألماني لدى الأمم المتحدة يورغن شولتز الهجوم التركي "بأقوى العبارات الممكنة". دعم قطري للعملية التركية من جانب آخر، زوّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، نظيره القطري خالد بن محمد العطية، بمعلومات عن عملية "نبع السلام"، حسب ما ذكرت وكالة الأناضول. جاء ذلك في اتصال هاتفي بينهما، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية. وأوضح أكار في مكالمته الهاتفية، أن العملية تجري في إطار احترام وحدة الأراضي السورية، مشيرا أن القوات المشاركة في العملية تستهدف التنظيم الإرهابي ومواقعه وآلياته وأسلحته فقط. من جانبه أعلن الوزير القطري عن دعم بلاده لعملية نبع السلام. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، مقتل جندي تركي وإصابة 3 آخرين، خلال اشتباكات في إطار عملية "نبع السلام" في منطقة شرق الفرات، شمالي سوريا. كانت الوزارة قد أعلنت عن "تحييد 174 إرهابيا" خلال العملية. وتستخدم تركيا كلمة "تحييد" للإشارة إلى المسلحين الذين يتم أسرهم أو قتلهم أو اصابتهم على أيدي قواتها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض باستمرار الاشتباكات في شمال شرق سوريا بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى. وقال المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن الاشتباكات تدور على محاور في منطقة تل أبيض بريف الرقة ومحاور أخرى في منطقة رأس العين بريف الحسكة. وأضاف المرصد أن الاشتباكات تترافق مع قصف صاروخي مكثف على محاور القتال ومناطق أخرى في تل أبيض ورأس العين، ووردت معلومات عن محاصرة قسد لمجموعة الفصائل في منطقة الصناعة بمدينة رأس العين، كما تسببت الاشتباكات المتواصلة والقصف بمزيد من الخسائر البشرية. وتابع المرصد أن طائرات حربية تركية استهدفت صباح اليوم الجمعة حي عين العروس بتل أبيض وقرية الأسدية بالقرب من رأس العين على طريق الحسكة، وكانت الطائرات التركية قصفت بعد منتصف الليل أماكن متفرقة في رأس العين وتل أبيض وقرى تابعة لهما، ما دون ذلك تشهد الجبهات من المالكية إلى الدرباسية هدوءًا حذراً واستنفار وتأهب متواصل. يشار إلى أن تركيا بدأت أول أمس الأربعاء عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "نبع السلام" في شمال شرق سوريا، مبررة ذلك بالتصدي للإرهابيين، وإقامة منطقة أمنة لإيواء ملايين اللاجئين السوريين. ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب، وكالة الأناضول)
مشاركة :