بروكسل - تطرق أبواب تركيا على خلفية هجومها بشمال سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية، عقوبات قد تشمل منع حظر دخول الأسلحة إليها وتعليق مشاركتها بحلف شمال الاطلسي، فضلا عن عقوبات اقتصادية جديدة. وقالت الإذاعة الرسمية إن "برلمان السويد قرر اليوم الجمعة أن تمارس البلاد ضغوطا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل كي يفرض التكتل حظرا على تصدير الأسلحة لتركيا". وأدانت وزيرة الخارجية آن لينده يوم الخميس العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا. وأضافت لينده على تويتر إن العملية “تنتهك القانون الدولي وتزعزع الوضع وتخاطر بعواقب إنسانية كبيرة خاصة بالنسبة للأكراد. يتعين على مجلس الأمن أن يبحث القضية”. وفي ذات السياق قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالين إن مسالة فرض عقوبات أوروبية على تركيا إثر تدخلها في شمال سوريا "ستبحث في القمة الأوروبية الأسبوع القادم". وردت المسؤولة على سؤال عن احتمال فرض عقوبات أوروبية على تركيا بقولها "بديهي ان هذا مطروح للبحث في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل". وأضافت أنه "سيُناقش خلال اجتماع المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل". ويستهدف الهجوم العسكري التركي الذي بدأ الأربعاء "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة من الغرب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تركيا تعتبر الوحدات "مجموعة إرهابية". وقالت الوزيرة الفرنسية "يمكنكم أن تتخيلوا أننا لن نقف متفرجين أمام وضع لا يشكل صدمة فقط للمدنيين الذين يتعرضون لهذا الأمر، الصادم كذلك لقوات سوريا الديمقراطية التي رافقت على مدى خمس سنوات أنشطة التحالف، لكنه مروِّع بشكل خاص بالنسبة لاستقرار المنطقة". وقالت "الإدانة صارمة لكنها لا تقتصر على الإدانة الشفهية. سنتحرك". وعلى سؤال إن كان يجب تعليق مشاركة تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما اقترح الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، أجابت أميلي مونشالين دون توضيح "كل هذه المناقشات ستجري على المستوى الأوروبي. لا شيء في أيامنا يبقى مغلقاً، لأن كل شيء يطرح للبحث". بدوره أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن "مخاوف جدّية" الجمعة بشأن العملية العسكرية التركية ضد الفصائل الكردية في سوريا، داعيًا أنقرة إلى "ضبط النفس". وقال ستولتنبرغ للصحافيين في اسطنبول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو "أعربت عن مخاوفي الجدّية بشأن هذه العملية الجارية وخطر (تسببها) بزعزعة الاستقرار بشكل إضافي في المنطقة"، مضيفًا أنه "بينما لدى تركيا مخاوف أمنية جدّية، نتوقع منها التحلي بضبط النفس". وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة بأن العملية العسكرية التي تنفذها تركيا ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا قد تحيي خطر تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. وقال بوتين خلال قمة لدول الاتحاد السوفياتي سابقا إن الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين في معتقلات تحت إشراف الأكراد قد يستعيدون حريتهم مضيفا "إنه تهديد حقيقي لنا، لكم فأين يمكنهم الذهاب وكيف؟ مضيفا "لست واثقا أن بإمكان الجيش التركي السيطرة على الوضع". ويبدو ان تركيا تجد نفسها وحيدة في ظل تنديد دولي متواصل بسبب غزو الشمال السوري بحجة مكافحة التنظيمات الإرهابية خاصة وان الهجوم سيعيد تنظيم الدولة الاسلامية الى الواجهة. وليست أوروبا الوحيدة التي هددت بفرض عقوبات على تركيا فالرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر بدوره من 3 خيارات لمواجهة الغزو التركي من بينها فرض عقوبات اضافة للتوسط وإرسال جنود للقتال هناك. لكن تركيا تظل مصرة على استمرار تنفيذ هجومها في الشمال السوري رغم التنديد الدولي وخاصة العربي والمتمثل اساسا في جامعة الدول العربية. كما أثار الهجوم تنديداً دولياً واسعاً وخشية من انتعاش تنظيم الدولة الإسلامية مع انصراف المقاتلين الأكراد الى قتال القوات التركية. وهذا ثالث هجوم تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم أوّل عام 2016 سيطرت فيه على مدن حدودية عدّة، وثان عام 2018 سيطرت خلاله على منطقة عفرين الكردية.
مشاركة :