أنقرة - وكالات: أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، أن بلاده «لن توقف» عمليتها «نبع السلام» في سوريا رغم التهديدات. وأوضح أردوغان: «تردنا تهديدات من كل حدب وصوب لإيقاف عملية نبع السلام، لكننا لن نتراجع، بغض النظر عمن يقول أو ما يقال، فإننا لن نتوقف عن هذه الخطوة التي اتخذناها». وقال: «كفاحنا ليس ضد الأكراد، وإنما ضد المنظمات الإرهابية»، مشيراً إلى أن «وجودنا في سوريا ليس لتقسيمها وتجزئتها، بل لحماية حقوق كل من يعيش فيها». وأضاف: «سنضمن من خلال تطهير شرق الفرات من الإرهاب عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم». وانتقد التحالف الدولي، قائلاً: «التحالف الدولي القادم من بعد 10 آلاف كيلومتر لسوريا يتجاهل ما قلناه مراراً بأن «قسد» إرهابيّة». وقدّم تطمينات بشأن العمليات التركية العسكرية في شمال العراق وسوريا، البلدين الجارين، اللذين يشتركان بحدودهما مع تركيا. وقال أردوغان: «عملياتنا لمكافحة الإرهاب في شمال العراق وسوريا لا تستهدف أبداً سلامة الأراضي والحقوق السياديّة لهذين البلدين». وأضاف بشأن عملية «نبع السلام» في سوريا، التي تستهدف قوات «قسد» والوحدات الكردية: «قدمنا آلاف الشهداء من قواتنا ومواطنينا الأبرياء خلال كفاحنا الطويل ضد الإرهاب، وشهدنا همجيّة لا تتورع عن استهداف الأطفال والرُضع والمدارس». ميدانياً، شنت القوات التركية غارات جوية مكثفة وأرسلت تعزيزات إلى مناطق في شمال شرقي سوريا، كما توغلت بعمق 8 كم داخل البلاد، مؤكدة مقتل مئات العناصر من المليشيات الكردية مقابل 4 جنود أتراك. وواصل الجيش التركي وقوات المعارضة السورية المسلحة توغلهما باتجاه مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا استعداداً لاقتحامهما. ويتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع التركية عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات الكردية إلى 342 منذ بداية عملية «نبع السلام» أول أمس الأربعاء، وذكرت وكالة الأناضول أن اثنين من مراسليها أصيبا بجروح طفيفة جراء استهداف مبنى كانا موجودين بداخله في قضاء نصيبين التابع لولاية ماردين. في المقابل، اعترفت قوات سوريا الديمقراطية بمقتل 29 عنصراً تابعاً لها منذ بدء العملية العسكرية التركية، كما أكدت مقتل تسعة مدنيين جراء القصف التركي. وكانت القوات التركية وقوات المعارضة السورية المسلحة قد وصلت في وقت سابق إلى عمق ثمانية كيلومترات داخل سوريا، كما سيطرت على 15 قرية في محيط تل أبيض ورأس العين. وقال مصدر سوري معارض إن تل أبيض تشهد انقطاعاً للكهرباء والاتصالات لليوم الثالث على التوالي، بالإضافة إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها نحو المناطق الريفية القريبة. وذكرت وكالة الأناضول أن وحدات حماية الشعب تحتجز المدنيين ممن تصل أعمارهم 44 عاماً فما دون لتجنيدهم إجباريًّا في مدن القامشلي ورأس العين وتل أبيض والرقة وريفها ومنبج، وذلك بعدما رفعت سن المطلوبين للتجنيد في مناطق سيطرتها من 39 عاماً إلى 44 إثر إطلاق العملية التركية. وسيطرت القوات المشاركة في عملية «نبع السلام»، الجمعة، على قرية «حلاوة» في مدينة تل أبيض، شرق نهر الفرات في سوريا. وسيطرت أيضاً على القرية الواقعة جنوب شرقي تل أبيض المتاخمة للحدود التركية، في إطار العملية التي أطلقها الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري. وبذلك يرتفع عدد القرى التي سيطرت عليها القوات ضمن «نبع السلام» من قبضة «سد» والوحدات الكردية، شرق الفرات، إلى 14 قرية في اليوم الثالث من العملية العسكريّة. وأشارت وسائل إعلام تركية، لتطبيق حصار على رأس العين وتل أبيض. وسبق أن سيطر مقاتلو الجيش الوطني السوري، على قرية «تل حلف» التابعة لمدينة رأس العين شرق نهر الفرات. وخلال عمليات التمشيط للقرى المسيطر عليها، عثر مقاتلو الجيش الوطني على أنفاق في قرية «تل حلف»، كانت تستخدمها «قسد». وسيطرت القوات المشاركة في عملية «نبع السلام» العسكرية، الجمعة، على قريتين جديدتين في منطقة «رأس العين»، هما «تل حلف» و»أصفر نجار». وأشارت إلى أن القرى التي سيطر عليها أيضاً حتى الآن هي: «تل فندر واليابسة والمشيرفة، وديدات، وبير عاشق، وبيرزان، والجديدة، وأقصاص وحميدة في تل أبيض. أما في رأس العين، فتمّ السيطرة على قرية «تل حلف»،وكشتو، كشتو التحتانية». وهذه السيطرة قطعت الطريق الرئيس الواصل بين تل أبيض والرقة، ولم يتبقَ سوى طريقين فرعيين أمام «الوحدات الكردية» للانسحاب من المدينتين «عين العروس» و»تل أبيض»، وفق مُعارضين.
مشاركة :