أعلنت إيران، أمس الجمعة، السيطرة على تسرب نفطي بعد انفجار في ناقلة تابعة لها في البحر الأحمر، فيما تراجعت بعدها، وقالت إنه لا يوجد حريق على ناقلتها في وسط البحر الأحمر، فيما زعم التلفزيون الإيراني الرسمي أن صاروخين أصابا ناقلة النفط «سابيتي» المملوكة لإيران، ما أشعل فيها النيران. وقال التلفزيون نقلاً عن الشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية: «أصاب صاروخان السفينة المملوكة لإيران»، حيث فندت الشركة هذه المزاعم لاحقاً، في وقت قالت وكالة نور الإخبارية المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني، إن طاقم الناقلة بخير، وإن «الوضع تحت السيطرة».وفي وقت سابق، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا» أن انفجاراً وقع في ناقلة نفطية إيرانية، ونقلت عن مصادر - لم تنشر أسماءها - القولَ إن الانفجار في الناقلة المملوكة للشركة الوطنية الإيرانية للنفط أدى لاندلاع حريق على متنها. إلا أن وكالة الأنباء الإيرانية قالت، فيما بعد، إن الانفجار في ناقلة النفط «سابيتي» في البحر الأحمر لم ينجم عنه حريق.وأضافت «إيسنا» أن الانفجار أسفر عن أضرار بالغة بالناقلة وتسرب نفطي في البحر الأحمر، وذكرت أن الانفجار أدى إلى تلف اثنين من صهاريج النفط الرئيسية في الناقلة. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن طاقم ناقلة النفط الإيرانية قام بالسيطرة على الحريق، الذي نشب فيها، ولا توجد إصابات بين أفراد الطاقم، كما قامت بالسيطرة على التسريب النفطي.وكذبت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط رواية الخارجية الإيرانية عن استهداف ناقلتها بصاروخ، مؤكدة أنه «لا صحة لنبأ إصابة الناقلة الإيرانية بصاروخ»، وقد أظهر موقع «برس TV» الإيراني صوراً توضح عدم تعرض الناقلة «سابيتي» لأي أضرار.وقالت وكالة الأنباء «إيرنا» إن الشركة الوطنية لناقلات النفط «فندت صحة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، والتي ادعت أن حادث ناقلة «سابيتي» في البحر الأحمر ناجم عن إصابتها بصاروخ.وأضافت الوكالة أنه و«بحسب آخر المستجدات في ما يخص هذا الحادث، فقد تم وقف تسرب النفط من السفينة، وأن جميع طاقمها بصحة جيدة، ووضعها مستقر حالياً».وكان موقع «إيرنا» نشر في وقت سابق صورة من حادث قديم للناقلة «سابيتي» والدخان يتصاعد منها، وقال إنها تعرضت على بعد 60 ميلاً من جدة إلى حادث انفجار أصاب هیکلها، وإن الخزانين الرئيسيين للسفينة تعرضا لأضرار جراء حادث التفجير، ما أدى إلى تسرب النفط المخزن فيهما في البحر الأحمر.ومنذ الإعلان عن حادثة ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر، والأنباء المتلاحقة من طهران تكشف عن تخبط في طبيعية الخبر، وكيفية تناوله، الأمر الذي زاد من الغموض حول الواقعة.فبينما بدأ الإعلان عن حادثة ناقلة النفط الإيرانية «سابيتي» بتعرضها لانفجارين، وبوقوع حريق على متنها، عادت الأنباء الواردة من طهران لتنفي صحة وقوع حريق على متنها، مشددة على أن جميع العاملين على متنها بخير، ولم يصب أي منهم بأذى. لكن تقارير إيرانية أخرى عادت لتقول إن الناقلة تعرضت لهجوم بصاروخين قادمين من الشرق، ثم جاء الرد على هذه الأنباء من الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات النفط، التي نفت صحة هذه الأنباء، ودحضتها بقوة.غير أن الشركة الإيرانية وأنباء أخرى تحدثت عن حدوث حريق، وتسريب نفطي، لكن فيما نفت إيران وقوع حريق على متن الناقلة، فإنها لم تنف «مسألة التسريب»، بل إن وكالة الأنباء الإيرانية قالت في عنوان لأحد الأنباء على موقعها الإلكتروني تم «وقف تسرب النفط من السفينة الإيرانية في البحر الأحمر».وذهب المتحدث باسم وزارة الخارجية سيد عباس موسوي إلى تحميل «مسؤولية العمل، بما في ذلك التلوث البيئي الشديد في المنطقة، تقع على الجهات المتورطة في هذا التهور الخطير»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا». لكن موقع «تانكر تراكر» عاد مجددا ليدحض هذه التقارير، وقال إن صوراً التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تبين أنه «لم يشاهد أي دخان، أو حريق، أو تسرب نفطي، أو حتى عملية إنقاذ للناقلة».وفيما تحدثت تقارير إيرانية عن أن الناقلة أخذت في التحرك ببطء نحو الخليج العربي، أكد موقع «تانكر تراكر» العكس تماماً، عندما قال إن الناقلة الإيرانية كانت تسير بسرعة طبيعية.ولخص موقع «تانكر تراكر» الأمر قائلاً: «استناداً إلى كل ما قمنا بجمعه حتى الآن (بما في ذلك لقطة من «ناسا» في المنطقة، إضافة إلى بيانات مارين «ترافيك إيه آي إس»، لم نر أي دخان، أو حريق، أو تسريب، أو زورق قطر، بل رأينا ناقلة تنطلق إلى عائدة إلى الوطن بسرعة طبيعية. (وكالات)
مشاركة :