أكد اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن خوض المنتخب السعودي مباراته ضد منتخب «الفدائيين» في رام الله بالضفة الغربية، يمثل مكسباً رياضياً تاريخياً بالنسبة لهم. وقال إن الموقف السعودي هو نتاج الدعم السياسي في المقام الأول. وكشف الرجوب في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الملك سلمان بن عبد العزيز أكد لهم في القيادة الفلسطينية التي التقته قبل فترة وجيزة، أنه يفخر بكونه يسير على النهج التاريخي للمملكة في دعم القضية الفلسطينية، خصوصاً أنه كان من المتطوعين في الدفاع عن القضية الفلسطينية بكل ما يملك. وتحدث الرجوب عن كثير من المواقف التي تجعل خوض المنتخب السعودي مباراته في رام الله تأكيداً على أنها تتجاوز الدعم الرياضي، بل تتخطاه إلى تعزيز الدعم السياسي وفي كل مجالات الحياة للفلسطينيين. > من وجهة نظركم كمسؤولين في الاتحاد الفلسطيني... ما مكاسب زيارة المنتخب السعودي إلى الأراضي الفلسطينية من أجل خوض مواجهة ضد المنتخب الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم؟ - بكل تأكيد لهذه الزيارة آثار كبيرة جداً؛ فهي تعدّ تتويجاً لمساعي فك الحصار وتأكيد الوقوف إلى صف المنتخب الفلسطيني بشكل خاص وكل أبناء أرض الرباط، ومع أن هناك زيارات تمت من قبل منتخبات شقيقة، فإن الحجم السعودي لا يضاهيه أي حجم، فالمملكة هي الثقل العربي والإسلامي الأكبر في العالم ولها قيمة كبيرة عند الجميع ولها مواقف ثابتة لم تتغير منذ اليوم الأول من النكبة، وهذا يعني أن حضور المنتخب السعودي وخلفه القادة في المجال الرياضي من رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد العزيز الفيصل ورئيس الاتحاد ياسر المسحل وغيرهم من الأعضاء تأكيد على مساندة المنتخب الفلسطيني أن يلعب على أرضه ويستفيد كغيره من ملعبه «البيتي». > ما الأهمية التي تراها في مباراة كرة قدم لدعم قضية كبرى مثل القضية الفلسطينية؟ - الحقيقة أنها تعدّ دعماً كبيراً جداً، فكرة القدم اليوم هي لغة العالم والشعوب ولا يمكن لأحد تجاهل دورها في تعزيز العلاقات والتقريب بين الشعوب والمساهمة في ترابطها، بكل تأكيد لا يمكن التقليل من كون المباراة كرة قدم، والحديث والقول إنها لا تضيف جديداً للقضية الفلسطينية، ولكن على العكس الجميع يؤمن بكونها مهمة جداً، وعلى هذا الأساس جرى الحديث عنها في لقاء الزعيمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس محمود عباس، فمثل هذه اللقاءات لها أهداف كثيرة وتوجه رسائل واضحة لمن يحاولون أن يحرموا الفلسطينيين من أبسط حقوقهم بأن الجميع خلفهم ومعهم، وعلى رأسهم السعودية، وهذا كما ذكرت موقف تاريخي يكتب بأحرف من ذهب. ولا يمكن أن نتجاوز كثيراً من مواقف الملوك السعوديين؛ ومن بينها المبادرة العربية التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله عام 2000، بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وكشفت حينها الوجه القبيح للاحتلال في كل المحافل. > على صعيد الرياضة الفلسطينية... هل يمكن أن تختصر لنا شيئاً مما قدمته المملكة في هذا المجال بالتحديد؟ - المواقف كثيرة ولا يمكن اختزالها في سطور، ولكن يمكن أن يتم وضعها في الإطار الكبير للدعم التاريخي والمتواصل للقيادة والشعب السعودي للفلسطينيين على مر العقود وفي كل المحافل على مدى العقود الماضية، حيث إن للجانب الرياضي نصيباً من هذا الدعم. لنستذكر ما قدمه الراحل الأمير فيصل بن فهد، وبعده الأمير سلطان بن فهد، وكذلك الأمير نواف بن فيصل، خصوصاً الدعم الكبير بحق للمنتخب الفلسطيني من اللعب على أرضه في المنافسات الرياضية، وهذا ما تم إقراره فعلياً في عام 2008 من قبل الاتحاد الدولي والقاري، أيضاً دعم الأمير تركي بن خالد أثناء رئاسته الاتحاد العربي، حيث حشد الصوت العربي لدعم الموقف الفلسطيني الرياضي تحديداً في عدة محافل، ورغم تردد بعض الأشقاء العرب في التصويت في بعض المحافل كان بنفسه يتحرك ويعدّ دعم فلسطين جزءاً لا يتجزأ من دعم المملكة، وهذه مواقف خالدة، كما لا ننسى وقفات الوليد بن بدر، ولذا لا يمكنني كما ذكرت أن أختزل المواقف السعودية في سطور. > غداً (الأحد) ستصل البعثة السعودية إلى رام الله عن طريق الأردن من خلال حافلات... ما أبرز البرامج المعدة للبعثة السعودية في الأراضي الفلسطينية؟ - سيكون هناك نقل للحافلة المقلة لبعثة الأخضر السعودي إلى فلسطين بعد أن يتم تجهيزها بالأعلام وصور القادة وتتجه دون توقف إلى المقر الرئاسي، حيث الاستقبال الشخصي والتكريم من قبل الرئيس محمود عباس، ومن ثم التوجه إلى فندق السكن المحدد، والترتيبات فيما يخص التدريبات للأخضر على ملعب المباراة. وسيتم عمل مؤتمر صحافي، الاثنين، بين الاتحادين الفلسطيني والسعودي، إضافة إلى المؤتمرين الرسمين للمدربين في المنتخبين الشقيقين فيما يتعلق بهذه المباراة، أما بالنسبة للبرامج والزيارات فمع حضور عدد من المسؤولين في الاتحاد السعودي فسيتم منحهم الضوء الأخضر لزيارة أي مكان يودون زيارته في الأراضي الفلسطينية، سواء من مدن في الضفة الغربية أو مخيمات اللاجئين ولقاء المرابطين والتحدث مع أبناء الشعب بكل أريحية، وهم بكل تأكيد ضيوف أعزاء سنلبي كل ما يحتاجونه. وأود أن أوضح نقطة مهمة؛ وهي أنه وردتنا أسماء لإعلاميين سعوديين كان سيشرفنا وجودهم في الأراضي الفلسطينية، لكن الوقت ضيق جداً، وتعذر إجراء الترتيبات اللازمة لهم، ولذا نعتذر لهم ونرحب بهم في مناسبة مقبلة بإذن الله. > ما أبرز المخاوف من المباراة المقبلة؟ - حقيقة أن أبرز المخاوف ألا يجد الجمهور الفلسطيني مكاناً في المدرجات لمتابعة المباراة، خصوصاً أنه سيحرص على الحضور بكثافة في هذه المباراة التاريخية ليقدم شكره بطريقته للأحبة والإخوة السعوديين. وأما على الصعيد الفني، فأنا أرى في المنتخبين الفلسطيني والسعودي منتخباً واحداً، ومن يفُزْ نقُلْ له «مبروك»، ونتمنى التأهل معاً عبر هذه المجموعة إلى الدور اللاحق، فأنا لا أخفي دعمي لكل المنتخبات العربية، فكيف إذا كانت الحال بالنسبة للمنتخب السعودي. > ما الرمزية التي تراها في إقامة المباراة التاريخية يوم الثلاثاء المقبل على ملعب الشهيد فيصل الحسيني برام الله؟ - هي رمزية تاريخية كبيرة على اعتبار أن هذا الملعب لا يبعد سوى 100 متر فقط عن الجدار العنصري الذي بنته قوات الاحتلال، كما أن لهذا الشهيد رمزية كبيرة فهو مناضل ابن مناضل هو عبد القادر الحسيني، وللعلم هناك 3 ملاعب في الضفة من بينها ملعب في الجامعة الأميركية في جنين، ولكن أنسبها لإقامة هذا الحدث هو ملعب الشهيد الحسيني.
مشاركة :