الموسيقى لغة عالمية توحد الشعوب على التسامح وقيم المحبة، ولذا تلقى اهتماماً كبيراً في الإمارات عبر تنظيم العديد من المهرجانات الغنائية والفعاليات والأمسيات التي تستقطب كبار الفنانين والعازفين العالميين الذين يتبارون في إبراز المعنى الحقيقي للتعايش والتنوع الفني على أرض «وطن التسامح». ويجسد «بيت العود العربي»، الذي تم إنشاؤه في أبوظبي، أجواء التسامح والمحبة والسلام في الدولة، حيث يغرس ثقافة الموسيقى العربية الأصيلة في نفوس أبناء الدولة والمقيمين على أرضها، إذ يجمع «بيت العود» مختلف الجنسيات بتنوع طوائفهم تحت منبر واحد لنشر الموسيقى العربية في جميع أرجاء العالم. ويقدم «بيت العود» دروساً للطلبة للتدريب بشكل جماعي على آلات مختلفة كالعود والتشلوا والقانون والقيثارة والربابة، ولعب هذا الدور الموسيقي وعازف العود العالمي المدير الفني لـ«بيت العود» العربي نصير شمة الذي جعل من «بيت العود» منبراً للتسامح وتقبل الآخر من خلال الموسيقى، والأمسيات الثقافية التي تقام في أماكن مختلفة. وقال شمة: «إن الموسيقى لغة عالمية تسمو بالأخلاق والإحساس، وترسخ قيم التسامح والإيجابية، وتعتبر وسيلة فعالة لمكافحة التوجهات السلبية في المجتمعات»، مؤكداً أن العاصمة الإماراتية هي الوجهة المثالية لاحتضان هذه الأكاديمية الموسيقية العربية، نظراً لريادتها في رعاية الفنانين والمبدعين والمثقفين من مختلف الجنسيات في أجواء التسامح والتنوع التي ينفرد بها مجتمعها، فقد نجحت الموسيقا فيما لم يستطع غيرها تحقيقه، فقد نجحت في تقريب الشعوب، واستبعاد الفكر الذي يقوم على محاربة الرأي الآخر ورفض وجوده. أرض التسامح «قصة التسامح».. مقطوعة موسيقية قدمها مؤخراً الموسيقار وعازف البيانو الإماراتي حمد الطائي على مسرح منارة السعديات، وقد أراد من خلالها أن يؤكد أن الإمارات «أرض التسامح»، حيث أداها على آلة البيانو مع «أوركسترا عالمية» تضم أكثر من 10 جنسيات تآلفوا واجتمعوا في مقطوعة واحدة، لإبراز مفهوم التسامح والتعايش وقبول الآخر، خصوصاً في الإمارات التي ترحب بمختلف الجنسيات على أرضها، واتخذت من الثقافة والفنون منصة تعكس الدور الإيجابي للإمارات لنشر الإيجابية والسعادة والتسامح. وأوضح الطائي أنه أحد أبناء الإمارات، وقد سخّر موهبته في خدمة الفن الراقي، وإظهار معاني التسامح والسعادة والإيجابية، والعادات والتقاليد الإماراتية، من خلال 28 مقطوعة موسيقية من تأليفه، يحتفي بها بالحياة والتسامح والتعايش في الإمارات، من بينها: «الوردة» و«رحلة الحياة»، و«روح الصحراء»، و«سماء ديسمبر»، و«النصر»، وذلك بهدف إبراز الدور الثقافي للشباب الإماراتي، واستعراض المواهب المحلية في قدرتهم على التأليف والعزف مع الأوركسترا العالمية، ونقل الثقافة والموسيقا الإماراتية إلى العالم، خصوصاً أن الموسيقى لغة واحدة تستطيع أن تصل لأي شخص مهما كان عرقه أو دينه. تناغم الإنسان أما عازف العود الإماراتي فيصل الساري فقد قدم مؤخراً مقطوعة منفردة بمناسبة «عام التسامح»، عنوانها «روح التسامح»، في حفل الموسم الافتتاحي من حفلات المسرح الجديد للمجمع الثقافي بقيادة العازف العالمي نصير شمة، ومزج فيها بين الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة ودمج 7 إيقاعات مع مقطوعات لحنية تعبر عن ثقافة التسامح في الإمارات. وأوضح أن الموسيقى تعزز تناغم الإنسان مع ذاته، ومع الآخر، وتربي ذوقه ومشاعره وأحاسيسه، وتهذب ثقافته وتضيء في روحه مساحة واسعة من التسامح، لأنها تجعل العالم أكثر نقاء، وأكثر صفاء، بعيداً عن العنف والتعصب، مؤكداً أن الإمارات منارة لنشر قيم التسامح والسعادة والتعايش مع الآخر، من خلال اهتمامها بالدور المهم الذي تلعبه الثقافة والفنون. لغة كونية عازفة البيانو والأوبرالية الإماراتية إيمان الهاشمي التي أحيت مجموعة من العروض الموسيقية والوطنية التي عبرت من خلال ألحانها وكلماتها عن قيم الخير وثقافة التسامح بروح موسيقية تنبض بالفخر والانتماء، أكدت أن الموسيقى لغة كونية محايدة يفهمها كل البشر، كما تلعب دوراً في صياغة الأمل وصناعة الإلهام والارتقاء بالفكر والحس الإنساني، منوهة بأن الإمارات حاضنة لكل الأعراق والأجناس تحت مظلة السلام والتسامح والعطاء، ولذلك فهي كإحدى أبناء الإمارات، تسعى من خلال موهبتها وعروضها لنشر ثقافة التسامح التي تتمتع بها «أرض العطاء» وتعرف بها في جميع أنحاء العالم. بيت ثانٍ الاستوديوهات الفنية التي أسست في الإمارات، ومنها «السعيد ساوند»، و«أغاني»، كانت بمثابة البيت الثاني لأغلب فناني العالم العربي، الذين يجتمعون فيها لتنفيذ وتسجيل أغنياتهم في أجواء تملؤها السعادة والإيجابية وتقبل الآخر. وفي هذا السياق قال الفنان والملحن فايز السعيد صاحب استوديو «السعيد ساوند»: منذ أن فكرت في افتتاح استوديو فني، كان هدفي الأكبر أن يكون منبراً موسيقياً يجتمع فيه الفنانون من مختلف أنحاء الوطن العربي في حب الموسيقى والغناء، وإبراز المواهب الجديدة، وإعطاء الفرص لهم لإظهار موهبتهم لترى النور. وتابع: الفنون حلقة وصل بين الحضارات والثقافات المختلفة، لأنها لغة عالمية مشتركة، وتحمل رسالة سامية تصور إبداع الخلق، وهي بذلك تعزز روح التسامح بين البشر، لأن التسامح والتعاطف بين الناس يرتكز إلى الاعتقاد الجازم بأن البشرية أسرة واحدة تتشارك التراث نفسه. وأكد السعيد أن مشاركة رواد الفن من الخارج وتنفيذ أعمالهم الفنية فرصة لإيصال المفهوم الأصيل للثقافة والفن في الإمارات، حيث تسهم تلك الأعمال والمشاركات الفنية التي يتم تنفيذها داخل الدولة، وتجمع جنسيات مختلفة، في خلق صورة إيجابية عن الدولة والمنطقة، مؤكدة الوجه السمح للدولة أمام ثقافات العالم، فاحتضان الإمارات للكثير من الفنانين الخليجيين والعرب، تتجلى فيه روح الأخوة والتسامح. ملتقى الحضارات نجح مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يقام في منطقة الوثبة بأبوظبي، في تقديم إبداعات من أنحاء العالم زينت ساحات المهرجان، وتألق من خلالها مجموعة من أبرز المطربين والعازفين والموسيقيين من جنسيات مختلفة، مقدمين للأعداد الغفيرة من زواره وجبة تراثية عالمية في ضيافة إماراتية أصيلة، حيث مزج التراث الإماراتي بالتراث العالمي بطريقة العرض الحي والتفاعلي عبر مجموعة غنية من العروض والفعاليات من مختلف الدول، لتصبح الإمارات ملتقى الحضارات. 500 فنان استضاف مهرجان أبوظبي الذي يقام سنوياً أكثر من 500 فنان وعازف من 30 دولة في دورته الأخيرة، وتم تقديم العديد من العروض الموسيقية والأوركسترا والعروض الغنائية التي جسدت قيم التسامح والانفتاح والحوار مع الآخر والتعايش السلمي على أرض الإمارات. السيمفونية للناشئين أقيم مؤخراً المهرجان السينمائي للتسامح ونظمته السفارة الألمانية بالتعاون مع معهد غوته احتفاء بـ «عام التسامح» في منارة السعديات، وعرض فيه 7 أفلام تجسد قيمة التسامح، وتم تقديم «أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئين» التي أدت عرضاً موسيقياً لمجموعة من الأعمال الفنية بقيادة البروفيسور رياض قدس، وعزفت الأوركسترا قصيدة غنائية عن التسامح ومقطوعات من أوبرا كارمن لجورج بيزيه، بالإضافة إلى عزف أوركسترا «بالاديو» لكارل جينكين.
مشاركة :