«أطلق كذبة ثم صدقها ثم دافع عنها بقوة وكأنها حقيقة» ربما تكون تلك الكلمات هي ما يطبقها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في عدوانه على شمال شرق سوريا تحت غطاء مكافحة الإرهاب. واستغرب كثيرون استخدام أردوغان في تغريدته باللغة العربية على «تويتر» لإعلان بدء العملية العسكرية اسم «الجيش المحمدي» واستبدال الاسم في تغريدته باللغة الإنجليزية بـ«الجيش التركي». ما هو المقصود بـ«الجيش المحمدي» ولماذا هذا الاسم بالتحديد؟ بحسب خبراء وبالعودة إلى كتب تاريخية، يعود أصل هذه التسمية إلى عهد السلطان التركي محمود الثاني عندما كان يحارب الجيش الانكشاري عام 1826، وقتها قام السلطان التركي بتأسيس تشكيلات كانت الحجر الأساس في الجيش التركي الحديث، أطلق عليها اسم «العساكر المحمدية المنصورة». و«العساكر المحمدية المنصورة» كانت بدايات تحديث الجيش العثماني مع السلطان محمود الأول الذي سعى لعملية تحديث للجيش في مواجهة القوات الانكشاريّة الذين رأوا في عملية التحديث مساساً بـ «نظام الدولة» وأسسها الشرعية، مما اضطر السلطان للقضاء عليهم وتشكيل جيش جديد، يبلغ قوامه 120 ألف جندي أطلق عليه «الجيش المحمدي». وبحسب خبراء في الشؤون التركية تحدثوا لـ«الاتحاد» فإن أردوغان لم يستغل اسم «جيش محمد» للمرة الأولى، فقد استخدمها سابقاً في أعقاب الانقلاب الفاشل عام 2016، حيث وصف القوات التركية التي لم تشارك في المحاولة الانقلابية بأنها «جيش محمد». ويقول كرم سعيد، الباحث المصري في الشأن التركي، إن الهدف من صبغ العدوان التركي بالدين هو التحشيد وجعل الجنود لا يلتفتون لكل من ينتقد ضربتهم العسكرية. وأضاف سعيد أن أردوغان لم ينفذ ضربته العسكرية بسوريا إلا بعد ما تخلص من كل معارضيه في الجيش التركي وأصبح الحاكم الفعلي للجيش، موضحاً أن الرئيس التركي يحاول استعادة الإرث العثماني بالتوسع والنفوذ عبر مقولته الشهيرة «الحدود العاطفية شيء والجغرافية شيء آخر». ويعلق الدكتور علي محفوظ، أحد أئمة الأزهر الشريف، على تسمية أردوغان للقوات التركية بأنه «جيش محمد» بأنه يحاول إلباس العدوان زي التدين، وأنه لم يكن في التاريخ الإسلامي ما يسمى بجيش محمد، لأن النبي محمد لم يفرق بين الناس عن طريق العرق أو الدين، لافتاً إلى أنه يتشبه بالجماعات التكفيرية التي كانت تزعم قديماً بأنها «جماعة المؤمنين» دون غيرهم من البشر.
مشاركة :