أعلنت الخارجية المصرية، أمس، أن القاهرة سوف تستضيف ملتقى موسعا للقبائل الليبية خلال شهر مايو (أيار) الحالي، حيث يتم الآن تحديد يوم الانعقاد بالتنسيق مع القبائل الليبية والأمم المتحدة، وذلك في إطار العمل على نبذ الفرقة بين الشعب الليبي، ودعم التوصل لتشكيل حكومة وفاق وطني. وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن بلاده سوف تستضيف الملتقى حرصا منها على توحيد الشعب الليبي ونبذ الفرقة التي تهدده، وللأهمية البالغة لدور القبائل الليبية والمجتمع الأهلي وتأثيرهما الواسع في جهود إعادة الوئام والاستقرار إلى الساحة الليبية. وأشار في بيان له أمس إلى أن الملتقى يأتي كمساندة للمؤسسات الشرعية للدولة الليبية متمثلة في مجلس النواب والحكومة الشرعية، ولدعم التوصل لتوافق وطني يسهم في نجاح مسار الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا من خلال مبعوث السكرتير العام برناردينو ليون، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي سيفاقم من التحديات التي تواجهها ليبيا والتي باتت هاجسا إقليميا ودوليا كبيرا، بما في ذلك ما يتعلق بتهريب السلاح والمخدرات والهجرة غير الشرعية. وأوضح المتحدث أن «هذه الخطوة تأتي إيمانا من مصر بدعم وحدة الشعب الليبي الشقيق وتحقيق الأمن في ربوع ليبيا، وإعطاء الدفعة اللازمة لمسار الحوار السياسي الليبي، وإعلاء شأن المصالحة الوطنية الليبية، بهدف تشكيل حكومة وفاق وطني والمضي في بناء دولة ليبية مستقرة قادرة على استئصال الإرهاب الذي يهددها والإسهام في استقرار محيطها الإقليمي والدولي». وأكد عبد العاطي أن «استقرار ليبيا من استقرار مصر التي تعمل دائما على دعم سيادة هذا البلد ووحدة أراضيه، وعلى مساعدة حكومته في استعادة الاستقرار لكل أنحائه، وستظل مصر داعمة وبقوة لكل ما يؤدي إلى المصالحة السياسية لإخراج الأشقاء في ليبيا من الظرف الذي يعيشونه منذ فترة». وكانت القوات الجوية المصرية قد شنت ضربات ضد معاقل تنظيم داعش بالتنسيق مع الجيش الليبي، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، ردا على تسجيل مصور منسوب لما يسمى بـ«ولاية طرابلس على البحر المتوسط» أظهر عملية إعدام جماعي ذبحا لـ21 شخصا، منهم 20 مصريا مسيحيا كانوا قد اختطفوا من قبل ميليشيات مسلحة بمدينة سرت الليبية.