أصبحت السعادة رفاهيةً من الصعب الوصول إليها، في ظل كثرة الضغوطات المحيطة بنا وصعوبات الحياة، ولكننا نطمح جميعًا إليها رغم اختلاف تحديد ماهيتها من شخص إلى آخر؛ بسبب تنوع البيئات والثقافات والاحتياجات، فمنهم من يعتقد أنها تنحصر في قدرته على تحقيق أهدافه ليبلغ النجاح الدراسي أو المهني؛ بينما يري البعض أنها تكمن في الحصول على الثروة والسلطة، وهناك من يجدها في الصحة. ولكن الحقيقة الثابتة عن السعادة أنها مفتاح للحياة الهانئة، وهي تكمن في شعور داخلي براحة البال والرضا، قد يكون مؤقتًا أو دائمًا، ولكننا نسعى جميعًا إليها؛ لتصبح حياتنا أكثر سلامًا وراحة وتفاؤلاً، باختصار؛ السعادة لا غنى عنها أبدًا. لذلك؛ يجب أن تعمل بجد على علاج فقد الشعور بالسعادة في حياتك، بأن تُعدل من تصرفاتك، وطريقة تفكيرك. يقدم لك هذا المقال، الخطوات التي إذا انتهجتها سوف تشعر بالسعادة وراحة البال والرضا. عزِّز ثقتك بنفسك إذا أردت أن تشعر بالسعادة وراحة البال، اعمل على تعزِّيز ثقتك بنفسك دومًا، من خلال إجراء حوار مع نفسك عما تمتلكه من قدرات ومهارات وصفات شخصية نادرة ونقاط قوة تميزك عن جميع من حولك. وابتعد تمامًا عن مجرد التفكير في أنك شخص قليل الحيلة ومغلوب على أمره ولديه نقاط ضعف مستعصية؛ حتى لا يغلبك الحزن واليأس اللذان يؤديان حتمًا إلى الفشل. تقبل نفسك إذا أردت أن تشعر بالرضا الداخلي والسلام النفسي الذي يصل بك إلى حد السعادة، تذكر نِعم ومنح الله عليك، فلقد وهب الله سبحانه وتعالى كل إنسان مواهب وصفات مختلفة، ميزه بها عن غيره. إذا توقفت مع ذاتك لبرهة وعددت الصفات والمواهب التي تمتلكها ولا يمتلكها غيرك، ستحب نفسك وتتقبلها كما هي وستشعر بسعادة وراحة لا توصف، كما أنك ستتمكن من عدم مقارنة نفسك بأي شخص آخر؛ لأنك نجحت في الوصول إلى الرضا بذاتك. كُن مرنًا إذا أردت استرجاع سعادتك، يجب أن تتقبل التغيرات السائدة في مجتمعك؛ لتتمكن من التعايش مع كل ما يؤرق تفكيرك. ولذلك ننصحك أن تتعامل بانفتاح ومرونة مع كل الأشياء المتعلقة بحياتك المهنية والشخصية والاجتماعية. فكِّر إيجابيًا إذا أردت حقًا العيش بسعادة، اطرد كل ما بداخلك من أفكار سلبية وضع بدلاً منها أفكارًا إيجابية؛ حتى تتمكن من مواجهة ظروف الحياة وتقلباتها. ثق تمامًا بأنّ أفكارك الإيجابية لا غنى عنها؛ لذلك يجب أنّ تعتمد عليها دومًا في كل ما يعترضك من صعوبات ومعوقات. حقق أهدافك إذا أردت أن تشعر بسعادة لا مثيل لها، يجب أن تحقق أهدافك؛ لأن الحياة دون هدف أو رسالة تسعى لبلوغه لا معنى ولا قيمة لها، وتأكد أن سعادتك مرتبطة بتحقيق أهدافك. لذلك؛ يجب أن تُحدِّد أهدافك بوضوح ثم اجتهد في العمل على تحقيقها بكل جدٍّ وإخلاص، حتى تنفذها بنجاح. استرجع الذكريات الجميلة إذا أردت أن تُحسن من حالتك المزاجية، استرجع في ذهنك ذكرياتك الجميلة مع عائلتك وأصدقائك بمختلف مراحلك العمرية. تصفح ألبوم الصور الخاص بك، كلما عجزت عن السيطرة على أفكارك السلبية، وتغلبت عليك مشاعر البؤس والاكتئاب واليأس، حينها فقط ستشعر بالبهجة والسعادة والتفاؤل. جالس الإيجابيين مما لا شك فيه أن أفكار الإنسان تتأثر بالبيئة المحيطة به، لذلك إن وجود السلبيين في حياتنا يجعلنا تعساء فهم يبثون التشاؤم والحزن أينما حلوا، في حين أن وجود الإيجابيين يجعل حياتنا أكثر سعادة وهناء، فاختلط بالإيجابيين لعلك تجد سعادتك المفقودة. لا يمكن أنّ نتجاهل حقيقة أن الإنسان يتأثر بكل ما حوله سواء خير أو شر، إيجابيات أو سلبيات، وغيرها من السلوكيات والمواقف التي يتعرض لها في بيئته المحيطة. لذلك، إذا أردت أن تحظى بسعادتك المفقودة، اختلط بالإيجابيين فهم قادرون على إدخال البهجة والطمأنينة إلى قلبك وجعل حياتك أكثر راحة واستقرارًا، وابتعد عن مجالسة السلبيين؛ لتتجنب بث سمومهم؛ من حزن وتشاؤم وتعاسة. كُن إنسانًا قم بأفعال خيرية، مع الجميع دون استثناء، لا تبخل على أي شخص بمساعدتك، كُن رءوفًا بالمسنين، ومُعلمًا للأميين، ومحسنًا للمحتاجين، وحنونًا للأيتام. باختصار؛ إذا أردت أن تشعر براحة بال ورضا، دعّ السعادة تتسلل إلى داخلك وعش حياتك كما تحب، كُن إنسانًا. انسَ الماضي لا تبكِ على اللبن المسكوب، مقولة شهيرة يراد بها ألا نرجع للوراء ونندم على ما فاتنا أو نأسر أرواحنا داخل ذكريات محزنة آلمتنا. يجب أن تعلم أن هذه الذكريات والأحزان ذهبت ولن تعود، انظر إلى حاضرك بعين التفاؤل والأمل، تطلّع لمستقبل مشرق، الحاضر متاح أمامك، اجتهد لتُحسِّن ظروفك وتغير مجرى الأحداث التي تعصف في حياتك. استغل حاضرك لتعود البهجة والسعادة إلى روحك وقلبك وحياتك. رافق أصدقاءك إذا أردت أن تشعر بالسعادة رغم الهموم والصعوبات والتحديات التي تواجهك وتحيط بك سواء في المنزل أو العمل، إياك أن تنعزل بمنزلك؛ حتى لا تتفاقم حالتك وتجد نفسك مصابًا بأزمة نفسية كبرى. لذلك؛ يجب أن تُخطِّط لقضاء يوم كامل مع أصدقائك المقربين لاسترجاع ذكرياتكم الجميلة أو للفضفضة عما يحزنك، أو اذهبوا إلى السينما، أو المطعم؛ أو مارسوا لعب أي رياضة تفضلونها. اهتم بمظهرك إن مظهرك الخارجي هو مرآتك الداخلية، إذا هندمته جيدًا سينعكس ذلك على نفسيتك الداخلية، وإذا بدوت جذابًا سيعزز ذلك من سعادتك. إذن؛ عليك أن ترتدي ملابس أنيقة ومنسقة ومرتبة، وتهتم بنظافتك الشخصية حتى تزيد من ثقتك بنفسك وتمنح نفسك شعورًا إيجابيًا مُريحًا لذاتك. سافر واستجم على الرغم من المميزات والضمانات المستقبلية التي تمنحها لك وظيفتك؛ إلا أنها تسلبك أوقات الاستمتاع والرفاهية والاستجمام. لذلك؛ يجب ألا تحصر حياتك في العمل فقط، واحصل على إجازة طويلة لتجدد نشاطك وتكسر روتين حياتك المهنية، تسافر خلالها إلى أحد البلدان للتغيير والتعرُّف على عاداتها وتقاليدها، حينها ستشعر بسعادة لا توصف ونقاء روحي لا مثيل له. اقرأ أيضًا: كيف تعزز الضغوط من أدائك؟
مشاركة :