* كيف تقرأ العمليات الإرهابية باستهداف مبنى المخابرات وكنيسة الوراق؟ ـ أرى أن الوصول إلى قراءة صحيحة للعمليتين الإرهابيتين يتطلب أن نقرن الصورتين، الأولى هي ماحدث من استهداف لمبنى المخابرات الحربية في محافظة الإسماعيلية الراقية والتي يطلق عليها «الريفيرا المصرية»، والثانية وهي كنيسة الوراق بحي أمبابة الشعبي، وأن الصورة تكشف أن العملية الأولى استهدفت مؤسسة عسكرية، في حين استهدفت الثانية رمزًا دينيًا، وأن القراءة الصحيحة للواقعتين تشير إلى أن هناك إعادة لهندسة تحرك العمليات الإرهابية في مصر وبشكل نوعي يتناسب مع طبيعة الأماكن المستهدفة، حيث تم في الأولى استخدام السيارات المفخخة والتفجير عن بعد، والثانية إطلاق عشوائي من سلاح آلي يتناسب مع طبيعة الحي الشعبي الذي تتوفر فيه مثل هذه الأسلحة. ومن هنا أستطيع القول إن العملية الأولى خططت لها أجهزة مخابرات أجنبية وشارك في التنفيذ عناصر محلية على علاقة مع هذه الأجهزة، وتم استخدام تقنيات عالية في العملية يعكس التطور النوعي في العمليات الإرهابية واستخدام تقنيات متطورة بمساعدة عناصر خارجية. * ماذا تستنتج إذن من العمليتين؟ ـ نستنتج من العمليتين أن «منظومة الإرهاب» الذي تتعرض له مصر أصبحت متكاملة وتمتلك تقنية عالية، وأنها لم تعد تعتمد على المكون المحلي للعناصر الإرهابية، كما نستنتج أيضًا أن العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر لم تعد للمرة الأولى تستهدف السياح الأجانب أو المناطق السياحية مما يعكس التعديل الذي جرى على الخريطة الإرهابية الجديدة ويعكس البصمات الخارجية في الخريطة من حيث التخطيط أو التنفيذ، وأن المنفذين للعمليات الإرهابية لا يريدون إغضاب الغرب حتى لا يفقدون دعم وتمويل تلك الجهات. * ما هو دور التنظيم الدولي للإخوان في خريطة الإرهاب الجديدة؟ ـ لا شك أن التنظيم الدولي متورط فى هذه العمليات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن التنظيم يتواءم مع أهداف الغرب بإسقاط مصر ثمرة ناضجة يتم اقتناصها من قبل الغرب في حالة ممكنة بعد إنهاكها، كما أن التنظيم الدولي هو قوة الدفع لجماعة الإخوان وتحركاتها لإرباك المشهد المصري وإظهار النظام الحاكم بالعجز عن إدارة البلاد وفرض الأمن والاستقرار، وإظهار أن الوضع في مصر حاليًا هو نتاج انقسام في المجتمع بنسب متساوية «50% « لكل طرف، مع العمل على الوصول بالوضع الاقتصادي إلى أقرب نقطة للصفر بعد أن توقفت كل ينابيع الاقتصاد المصري وبات يعيش «الموت السريري»،وأن ما يعطى له من دعم من دول الخليج الشقيقة بقيادة المملكة هو للحفاظ على الاقتصاد المصري في غرفة الانعاش فقط ودون وصوله إلى مرحلة الموات. * هل يستمر هذا الوضع طويلًا؟ ـ في تقديري أن الأمور تسير نحو الأسوأ، وأن الأخطر يمثل ربما في قيام الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية أخرى تحاول العمل على وقف الدعم لمصر بهدف إتاحة الفرصة لفرض الحل الأمريكي في مصر. * وما هو الحل الأمريكي؟ ـ لقد تأخر الحل الأمريكي خلال الفترة بسبب ثلاثة معوقات رئيسية، تتمثل الأولى في الأزمة السورية وتم التوافق عليها حاليًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والثانية تتعلق بالأزمة المالية الأمريكية وهي قاربت على الحل، وتأتي بعدها أزمة «أوباما ـ السيسي» وهى المرشحة للتصعيد في المرحلة المقبلة، ويخطط «الإخوان» لحسمها من خلال تصعيد الجماعة من النزول للشارع وخاصة بعد انضمام طلبة جامعة الأزهر للمظاهرات، ومن هنا أرى أن أزمة أوباما ـ السيسي مرحلة للتصعيد حيث إن ما قام به الفريق عبد الفتاح السيسي، أحدث ارتباكًا شديدًا في الإدارة الأمريكية، وأن كل المواقف والقرارات الأمريكية ما زالت مرتبكة وملتبسة، وأن الولايات سوف تتفرغ للملف المصري بعد تجاوز الأزمة السورية والمشكلة المالية، وأن الولايات المتحدة سوف تستثمر الأحداث الإرهابية وحركة الإخوان في الشارع المصري ونشاط التنظيم الدولي في الخارج لفرض حكومة انتقالية برئاسة إحدى الشخصيات المقبولة من الغرب ومن التنظيم الدولي، وأن هذه المواصفات تنطبق فقط على شخصية الدكتور محمد البرادعي. * ما هو الهدف النهائي للعمليات الإرهابية؟ ـ أعتقد أن كل ما يحدث في مصر من عمليات إرهابية وهو مرشح للتصعيد يهدف إلى كسب الوقت لصالح الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية ولتحقيق خلخلة في ركائز ومؤسسات الدولة المصرية والوصول بمصر إلى مستوى الدولة الفاشلة حتى تكون محط تنفيذ المخططات الخارجية. * ما هو مستقبل مبادرات المصالحة في ظل التصعيد الإرهابي؟ ـ أتصور أن كل المبادرات المطروحة على الساحة المصرية سواء مبادرة الدكتور زياد العليمي أو الدكتور أحمد أبو المجد ومبادرة المستشار محمود مكي، ماهي إلا إرهاصات لن يقبل بها الشعب المصري، ولن يتصالح الشعب مع القتلة والإرهابيين بعد كل ما شهده من أحداث دامية.
مشاركة :