كل الوطن- متابعات: تمكنت فصائل الثوار السورية من تحقيق تقدم في المعارك المتواصلة بينها من جهة، وبين ميليشيات الأسد وحزب الله اللبناني من جهة أخرى في منطقة القلمون السورية، وذلك في إطار معركة الفتح المبين التي بادرت إليها الفصائل وذلك استباقًا لهجوم كبير كان يحضر له حزب الله في المنطقة. وحسب مفكرة الاسلام فقد تمكن الثوار من تكبيد الحزب خسائر في الأرواح في هذه المعركة، بينهم قائدان ميدانيان، بحسب ما أعلن جيش فتح القلمون الذي يقود المعركة، مشيرًا إلى مقتل القيادي في حزب الله علي خليل عليان، قائد عمليات حزب الله في القلمون الغربي، إضافة إلى القيادي توفيق النجار، وذلك أثناء محاولة مقاتلي الحزب التقدم من جهة جرود بريتال. كتائب تجمع واعتصموا بحبل الله الذي يضم لواء الغرباء، وكتائب السيف العمري، ولواء نسور دمشق، ورجال من القلمون، إلى جانب جبهة النصرة، أعلنت الاثنين عن انطلاق معركة الفتح المبين ضد مواقع قوات الأسد وحزب الله في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق. وقال ناشطون: إن المعارك تتركز في المنطقة الممتدة من جرود فليطة إلى بلدة عسال الورد بالقلمون، وقد تمكن الثوار خلالها من إحكام سيطرتهم على أربع نقاط في محيط بلدة الجبة في القلمون، واغتنام دبابة T72، ومدفع من عيار 57، وآليات عسكرية كانت موجودة في نقاط حزب الله، بعد الهجوم عليها، بينما فر عناصر الحزب باتجاه بعض القرى في المنطقة. ونقل الناشط (باسم حسن )عن مصادر ميدانية قولها: إن العشرات من ميليشيات النظام ومقاتلي الحزب قتلوا في هذه المعارك، وإن كثيرًا من الجثث والجرحى تنقل إلى مشافي القلمون، خاصة مشفى يبرود ومشفى النبك. وأوضح حسن وفي حديث لـالخليج أونلاين، أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تدور على عدة محاور في سلسلة جبال لبنان الشرقية، امتدادًا من الجبال الشرقية لمدينة الزبداني، وصولًا إلى جرود شمال القلمون، حيث يسعى جيش الفتح إلى القضاء على وجود حزب الله في منطقة القلمون الغربي. وأكدت غرفة عمليات معركة الفتح المبين أن عدد القتلى من عناصر حزب الله بلغ أكثر من 28، خلال الاشتباكات المستمرة منذ يومين، مشيرة إلى أن الاشتباكات تدور على عدة محاور في جرود الجبة وعرسال، وحتى الآن لم يتم تحرير أي مدينة أو قرية، وأنه تمت السيطرة على نقطتين في جرد الجبة، وقتل عدة عناصر لـحزب الله في حين استشهد اثنان من مقاتلي جيش الفتح أثناء العملية. وأشارت الغرفة إلى أن الجيش اللبناني قصف جرود قارة من رأس بعلبك، في وقت لم يهاجم جيش الفتح جرود بريتال والطفيل (في لبنان)، بل إن حزب الله دخل الجرود مستخدمًا الأراضي اللبنانية، لزج الجيش اللبناني في المعركة. وبادرت فصائل الثوار إلى هذا الهجوم بعد تداول أنباء منذ أيام تفيد بأن حزب الله يحضر لـمعركة القلمون الكبرى، وسرت معلومات بأن المعركة باتت على الأبواب، مع تزايد عمليات تطويع الشباب الشيعة في لبنان في صفوف الحزب، والدعاية المركزة في وسائل التواصل الاجتماعي لهذه المعركة، فضلًا عن الاتصالات السياسية التي قامت بها قيادة الحزب داخل لبنان من أجل تهيئة الأجواء لفتح المعركة. وتحدثت مصادر إعلامية لبنانية عن عملية تحشيد واسعه قام بها حزب الله بين قواعده في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة في بلدات البقاع الشمالي وبعلبك، حيث باتت بحسب هذه المصادر قرى عدة في البقاع الغربي خالية تمامًا من الشباب الذين توجهوا إلى البقاع الشمالي بغية التحضير لمعركة القلمون. وكان الحزب راهن على أن قسوة الشتاء ستقوض تماسك فصائل الثوار في هذه المنطقة الأشد وعورة في سوريا، وسوف يموتون هناك من الجوع والبرد، بحسب ما رددت مصادره العام الماضي، بعد سيطرة قوات الحزب والنظام على عدد من بلدات ومدن القلمون. واتبع الثوار خلال هذه الفترة تكتيكات جديدة، أربكت حزب الله، فبعد أشهر من شن ضربات مفاجئة وسريعة، تطورت هذه الضربات إلى شن هجوم واسع على نقاط الحزب، يستهدف بحسب قائد عسكري من جيش الفتح في القلمون تكبيد عناصر وقيادات ميليشيا حزب الله خسائر فادحة، وتحرير المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وقطع شريان وطريق إمداد الحزب نحو مدن وبلدات القلمون التي تعاني من أكثر من عام ونيف، وتطويق عناصر الحزب في كل من يبرود والنبك وقارة ودير عطية. ويرى هذا القائد أن معرفة الثوار بجغرافية المنطقة مكنتهم من امتلاك زمام المبادرة بالهجوم والتحرك بحرية في جرود القلمون، ما سهل عليهم القيام بعمليات نوعية ضد نقاط تمركز عناصر حزب الله، أو من خلال نصب كمائن للإيقاع بهم، ونجح المقاتلون في أسلوب الهجوم المباغت والانسحاب السريع، مستفيدين من وعورة المنطقة ومساحتها الشاسعة الممتدة على مساحة تتجاوز 65 كيلومترًا.
مشاركة :