استقبل صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، لدى وصولهما إلى مطار الرئاسة، عائدين من روسيا؛ بعد نجاح رحلة المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية. تثميناً من قيادة الدولة، واعتزازاً بأبناء الإمارات الذين يسهمون في رفعتها وبناء أمجادها بين الأمم.وكان في الاستقبال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.كما كان في استقبال المنصوري والنيادي وفريق العمل، سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وسموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، المدير التنفيذي لمكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات، والشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان.وعاد برفقة هزاع وزميله النيادي، وفد من «مركز محمد بن راشد للفضاء»، يترأسه حمد المنصوري، رئيس مجلس الإدارة، ويوسف الشيباني، المدير العام، إضافة إلى أعضاء فريق المركز المتابعين لمهمته الفضائية من مركز التحكم في المحطة الأرضية، التابعة لوكالة الفضاء الروسية؛ ومنهم: المهندس سالم المري، مدير «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، وسعيد كرمستجي، مدير مكتب رواد الفضاء في المركز، والدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، التي كانت تتابع حالة هزاع الصحية.وفور دخول الطائرة الخاصة التي تقل المنصوري والنيادي، أجواء دولة الإمارات، رافقتها طائرات حربية تكريماً لهما، وترحيباً بعودتهما إلى أرض الوطن. كما قدم فريق فرسان الإمارات عرضاً جوياً رافق هبوط الطائرة؛ حيث كان في الاستقبال ذوو الرائدين على أرض المطار. ثم توجه الجميع إلى القاعة الرئيسية في مطار الرئاسة؛ حيث كان في الاستقبال عدد من الوزراء، وممثلي الجهات الحكومية في الدولة وموظفي المركز، وطلاب المدارس الذين ارتدوا زي رواد الفضاء، ملوحين بأعلام الدولة، ومجموعات من الطيارين والمهندسين والأطباء والمسعفين، ورجال الدفاع المدني والقوات المسلحة والشرطة والجهات الأمنية. كما شهد الاستقبال مشاركة فرق الفنون الشعبية التي قدمت العروض والأهازيج التراثية؛ ابتهاجاً بهذه المناسبة.وهنأ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، هزاع المنصوري على سلامة العودة من رحلته الناجحة والموفقة. مشيداً بالروح العالية والهمة الكبيرة وقوة الإرادة التي ظهر بها، خلال كل مراحل هذه الرحلة، ما أسهم في نقل صورة طيبة عن الإمارات وشعبها إلى العالم كله، وأكد ريادتها وقوة إرادتها؛ للمشاركة في مسيرة التقدم الإنساني.وأثنى سموّه، على سلطان النيادي، وما أظهره من حماس وإخلاص في مساندة أخيه هزاع، قبل الرحلة وخلالها. مؤكداً أن العمل بروح الفريق الواحد هو أساس النجاح والتفوق.وعبر سموّه، عن شكره وامتنانه الكبيرين، لكل أعضاء الفريق الإماراتي الذين أسهموا في الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، وساعدوا على نجاحها وتحقيقها الأهداف المرجوة، من مهندسين وفنيين وغيرهم؛ لأنهم جميعاً عملوا بروح واحدة، لهدف واحد؛ هو رفع اسم الإمارات عالياً في الساحة الدولية.وخاطب سموّه، هزاع وسلطان، قائلاً: «أنتما نموذجان للشباب الذي نفخر به ونراهن عليه، للمنافسة الحقيقية والجادة في مضمار التطور والتقدم في العالم، وأنتما اليوم نموذج وقدوة حسنة لكل الشباب الإماراتي والعربي، وستظل الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، مصدراً للإلهام وحافزاً لشباب الوطن للعمل بصدق من أجل رفعة الإمارات وتقدمها».وأضاف سموّه: «إن دولة الإمارات، عندما وضعت برنامجها للفضاء، كان إصرارها، منذ البداية، على أن يكون تنفيذ هذا المشروع بأيدي أبنائها وعقولهم؛ ولذلك عملت بقوة من أجل إعداد الكوادر المواطنة المؤهلة والمدربة في هذا المجال، لأن هدفها هو المشاركة الفاعلة في استكشاف الفضاء، والانخراط الحقيقي في علومه ومعارفه، كونه جزءاً من سعيها لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة». وأكد سموّه، أن الإمارات تنظر إلى أبنائها، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، على أنهم ثروتها الحقيقية، وأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأمثل للحاضر والمستقبل. مشيراً إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي، وإخوانهما العاملين في «برنامج الإمارات للفضاء»، يضعون الأسس القوية للانطلاق نحو تحقيق طموحاتنا في هذا الشأن، وصولاً إلى المريخ.ودعا صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، المنصوري والنيادي، وزملاءهما في برنامج الفضاء الإماراتي، إلى المثابرة ومواصلة العمل والجهد والاجتهاد، خلال الفترة القادمة؛ لأن الطريق لا يزال طويلاً، وطموحات الإمارات في الفضاء كبيرة، وتعتمد بشكل أساسي على أبنائها في تحقيقها.وأعرب سموّه عن ثقته بأن أبناء الوطن، قادرون على النجاح في التحدي الذي يواجهونه في هذا المجال. مؤكداً أن ما قام به هزاع وسلطان، يثبت أن رهان الإمارات على أبنائها هو الرهان الرابح.وشكر المنصوري والنيادي، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، على اللفتة الكريمة باستقبالهما في المطار. مؤكدين أن هذا الاستقبال هو أكبر تكريم لهما، وأن هذه اللفتة ليست بغريبة على سموّه الذي يؤمن بشباب الوطن وقدراتهم، ويشجعهم على الدوام لاقتحام مجالات التكنولوجيا والعلوم الحديثة، ومنافسة الدول المتقدمة في هذه المجالات.كما عبرا عن تثمينهما للاهتمام الكبير الذي لمساه من قيادة الدولة خلال كل مراحل الرحلة، ما كان دافعاً لهما ولكل أعضاء الفريق الإماراتي المشرف عليها، إلى مزيد من التفاني وبذل الجهد والعمل؛ من أجل تحقيق طموحات القيادة لمستقبل مشرق لوطننا الغالي.وأهدى هزاع المنصوري، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، علم دولة الإمارات الذي تزين به في اللحظات الأولى التي هبط فيها إلى الأرض. كما أهدى حمد المنصوري، إلى سموّه شعار «طموح زايد» التذكاري الذي حمله هزاع، خلال رحلته، وكان شعار المهمة التاريخية.وقال حمد المنصوري: «خلال اللحظات التي وطئت فيها أقدامنا أرض الوطن، شعرنا بفخر لا يضاهيه فخر. صحيح أن شعور الفخر يلازمنا على الدوام، بما حققه أول رائد فضاء إماراتي، ولكن لحظات وصولنا إلى أرض الوطن، أرض زايد، برفقة أول رائدي فضاء إماراتيين، وقد حققنا «طموح زايد»، كانت مملوءة بالفخر والعزة، ونحن نرى سعادة شعب الإمارات واعتزازهم، بوصول أول إماراتي إلى الفضاء، وتحقيقهم حلم الوالد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ورؤية قيادتنا الحكيمة التي تستشرف المستقبل، وتؤكد دائماً أن كلمة المستحيل لا توجد في قاموس دولة الإمارات».وأضاف: هزاع سطر قصة نجاح جديدة أضيفت إلى إنجازات دولة الإمارات، وأصبح نموذجاً ملهماً لشباب الإمارات، وأجيال جديدة في الوطن العربي بأكمله. فيما تشكل مهمة هزاع إلى المحطة الدولية، خطوة أولى تنطلق منها دولة الإمارات إلى مهام استكشافية في الفضاء الخارجي، تُعد إضافة نوعية للمعارف والعلوم.وقال يوسف الشيباني: إن مهمة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، شملت جهوداً هائلة بذلها فريق عمل وطني في غرفة العمليات في المركز في دبي؛ وفي مركز التحكم في المحطة الأرضية في موسكو، وفي المحطة الأرضية التابعة لوكالة ناسا في هيوستن، والمحطة الأرضية التابعة لجاكسا في اليابان، فضلاً عن الفريق العلمي الذي خطّط للنشاطات التعليمية خلال هذه المهمة، وعمل مع جهات عالمية؛ لتحديد التجارب العلمية التي سيقوم بها هزاع على متن المحطة.وأضاف: نعاهد قيادتنا الرشيدة على مواصلة الجهود للارتقاء بقطاع الفضاء، ليكون في صدارة العملية التنموية في الدولة، ولتكون دولة الإمارات مركزاً للقطاع الفضائي في المنطقة، ومن بين أوائل الدول في العالم في الصناعات الفضائية والتقنيات المرتبطة بها.وأكد مسؤولو «مركز محمد بن راشد للفضاء»، أن هزاع بصحة ممتازة، وخضع خلال الفترة الماضية، بعد وصوله إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية، إلى مجموعة من الاختبارات والفحوص والدراسات الطبية الدقيقة، تحت إشراف فريق طبي متخصص، وبمتابعة الدكتورة حنان السويدي، التي كانت تتابع حالته الصحية يومياً، قبل انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية، وأثناء وجوده عليها، وبعد عودته إلى الأرض. (وام)
مشاركة :