العميمي: القصيدة النبطية تأثرت بالموشحات الأندلسية

  • 10/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس أكاديمية الشعر في أبوظبي الشاعر والباحث سلطان العميمي، أن التأثير المتبادل بين الشعر الشعبي الخليجي والشعر الأندلسي واضح وكبير، رغم قلة الدراسات التي تناولت الموشحات الأندلسية من ناحية، والقصيدة الخليجية النبطيّة السائدة من ناحية ثانية. جاء ذلك خلال جلسة نظمتها «الشارقة للكتاب» في «ليبر الدولي للكتاب» بالمكتبة الوطنية الإسبانية، وأشار فيها العميمي إلى أن الهجرة العربية إلى الأندلس والتمازج الذي حدث حينذاك بين شعوب عربية وإسلامية مختلفة أدى إلى حدوث تغيير كبير في بنية ومضمون القصيدة النبطية. وحول التشابه في بنية ومفردات الشعر الأندلسي والعربي بشكل عام، قال العميمي: «أثناء دراستي في المغرب تعرفت على لهجات محلية هناك تحمل الكثير من المفردات التي نستخدمها في الإمارات والخليج العربي، وبعد هجرة أبناء المغرب العربي إلى الأندلس دخلت هذه المفردات في القصائد التي كانت تُغنَّى على شكل موشحات لتعود مرةً أخرى إلى الخليج العربي ويتبناها الشعراء المحليون في نظم أشعارهم».وتابع العميمي: «في المغرب تعرفت أيضاً على عدد كبير من العلماء الذين تعود جذورهم إلى الأندلس وساهموا في تعميم المفردات التي أخذوها من تلك الجذور على المشهد الثقافي والعلمي في المغرب والبلاد العربية بشكل عام، وفي المقابل تحمل الموشحات الأندلسية الكثير من المفردات التي كانت تستخدم في اللهجة العامية للكثير من الشعوب العربية التي انتقل أعلامها إلى الأندلس». وأوضح العميمي أن بنية القصيدة الإماراتية والخليجية بشكل عام تأثرت إلى حد كبير بالشعر الصوفي الذي ازدهر في الأندلس وتحولت قصائده إلى موشحات وأغانٍ نقلها الرحالة العرب إلى معظم البلدان العربية.ودرس العميمي أسباب التغير الجذري في القصيدة النبطية المتأثرة بالشعر الأندلسي، وأرحها إلى عاملين: أولهما تحرر شعراء القصيدة النبطية الذين هاجروا للأندلس من الضوابط التي كان يفرضها الذوق العام في بلدانهم، وثانيهما ظهور آلات موسيقية وموشحات اشتهرت وانتشرت وأثرت في الذوق العام وتغير بنية القصيدة النبطية.وتحدث العميمي عن التغيير الذي أحدثته القصائد والموشحات الأندلسية في القصيدة النبطية، حيث ساهمت النهضة الثقافية العربية في الأندلس، في بروز مواضيع علمية وفلسفية كثيرة أثرت بدورها في مضمون القصيدة وانتشارها.

مشاركة :