القاهرة، عواصم: «الخليج»، وكالات لوّح الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، أمس السبت، بإجراءات دبلوماسية واقتصادية وتجارية وعسكرية ضد أنقرة، رداً على عمليتها العسكرية الأحادية في شمال شرقي سوريا، وشددت دولة الإمارات في الاجتماع على مطالبة تركيا بسحب قواتها وكل القوات الأجنبية التي استباحت أراضي سوريا، والدفع نحو إنجاح الحل السياسي، مؤكدة أن الحد الأدنى للعمل العربي المشترك يفرض موقفاً حازماً للتصدي لهذا الانتهاك السافر لسيادة بلد عربي، والذي يعتبر أيضاً اعتداء على الأمن القومي العربي، كما جددت إدانتها واستنكارها بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية، باعتباره عملاً مرفوضاً جملة وتفصيلاً، وأعلنت رفضها لأي خطوات أو إجراءات تأتي كنتيجة لهذا العدوان، باعتبارها غير قانونية وتخالف القوانين الدولية. وعبّر الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال مشاركته في الاجتماع، عن قلق الإمارات العميق من الانعكاسات السلبية على الأوضاع الإنسانية في سوريا، وتداعيات العدوان على هذه الأوضاع، محذراً من فاجعة إنسانية جديدة على أبواب الشتاء، فضلاً عن شبهات استحداث تغيير ديموغرافي يهدد بنية المجتمع السوري، داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته، من خلال تبني موقف حازم وجاد إزاء هذا العدوان.من جهة أخرى، تكشفت وحشية الغزو التركي، أمس السبت، في اليوم الرابع للعدوان؛ حيث بلغ عدد النازحين 200 ألف تدفقوا إلى شمال غرب سوريا، وقالت منظمة الأغذية العالمية السبت، إن «المزيد من الأشخاص يغادرون مناطقهم بشكل يومي، والأعداد إلى ازدياد»، وقتل 20 مدنياً في الغارات والقصف المدفعي التركي، ما يرفع حصيلة قتلى الهجوم التركي حتى الآن إلى 38 مدنياً و81 مقاتلاً من «قسد»، وأظهرت فيديوهات صورها فصيل موالٍ لتركيا إعدام 10 أكراد بدم بارد، بينهم الأمينة العامة لحزب «سوريا المستقبل» هفرين خلف، وأظهرت مشاهد مقاتلين موالين لأنقرة قرب جثة مقاتلة كردية تم التمثيل بها قرب عفرين، أو يقومون بأعمال نهب في البلدة بعد السيطرة عليها. ونفت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» سقوط بلدة رأس العين، كما زعمت وزارة الدفاع التركية، وأكدت مصادر مستقلة أن قوات موالية لأنقرة تحاول السيطرة على حي الصناعية، لكنها تواجه مقاومة كردية شرسة، وتتركز المعارك التي يرافقها قصف تركي مدفعي وجوي كثيف على منطقتي رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة)، ودعت «قسد» واشنطن إلى «تحمل مسؤولياتها الأخلاقية» تجاهها، وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي، ما من شأنه أن يساعد مقاتليها المتمرسين في القتال على التصدي للهجوم التركي.إلى جانب ذلك تظاهر آلاف الأشخاص إلى جانب شخصيات سياسية فرنسية من اليسار، أمس السبت، في عدة مدن في فرنسا دعماً للأكراد، وتنديداً بالهجوم التركي على مواقعهم في شمال سوريا، وجرت تظاهرات داعمة للأكراد أيضاً السبت في ألمانيا وقبرص، وأثينا (اليونان)، ووارسو (بولندا)، وبروكسل (بلجيكا)، ولاهاي (هولندا)، وزيوريخ (سويسرا)، وبودابست (بلغاريا)، وفيينا (النمسا)، وفي أربيل والسليمانية (كردستان العراق)، وفي ناشفيل عاصمة تنيسي الأمريكية.
مشاركة :