أعلنت الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرقي سوريا، أمس السبت، أن 191069 شخصاً نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية، وقتل عشرة مدنيين السبت في قصف وإطلاق نار في الهجوم التركي، ونفت قوات سوريا الديمقراطية، سيطرة تركيا على وسط مدينة رأس العين، وأكدت مصادر مستقلة أخرى، أن تقدم القوات الموالية لتركيا في رأس العين صعب جداً لشراسة المقاتلين الأكراد.وجاء في بيان للإدارة الذاتية، أنه «بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال شرقي سوريا، والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جداً تسببت بإفراغ مدن بكاملها من سكانها». وأضاف البيان: «من منطقة ديريك في أقصى الشرق حتى عين العرب (كوباني) في الغرب.. ينزح السكان في موجات متتالية».وقتل عشرة مدنيين السبت في قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار في اليوم الرابع من الهجوم التركي ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إن المدنيين قتلوا بنيران القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها» في ثلاث مناطق متفرقة، مشيراً إلى أنه بينهم من قتل في قصف مدفعي وجوي أو في إطلاق نار.ونفت قوات سوريا الديمقراطية، سيطرة قوات تدعمها تركيا على وسط مدينة رأس العين السبت، بعدما أعلن مسؤول أمني تركي كبير السيطرة على وسط المدينة. وقال مروان قامشلو، المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية: إن قوات مدعومة من تركيا دخلت حياً واحداً في رأس العين، وهو حي الصناعة، بعد ساعات من القصف التركي العنيف، مما استلزم «تراجعاً تكتيكياً» عن تلك المنطقة. وأشار مراسل ل«فرانس برس» في المكان، إلى صعوبة تقدم القوات الموالية لأنقرة بسبب القناصة المنتشرين. كما تحدث قيادي في الفصائل الموالية لأنقرة عن صعوبة في التقدم «نتيجة المقاومة الشرسة لوحدات حماية الشعب الكردية، وعدد القناصة الكثيف جداً».ويتوقع محللون، أن يقتصر الهجوم التركي في المرحلة الأولى على المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض ذات الأغلبية العربية، خلافاً لأغلبية المناطق الحدودية الأخرى ذات الأغلبية الكردية. ويبلغ طول هذه المنطقة أكثر من مئة كيلومتر.وارتفعت بذلك حصيلة القتلى في الهجوم التركي إلى 28 مدنياً، فضلاً عن 74 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد.وفي الجهة المقابلة من الحدود، قتل منذ الخميس 18 مدنياً في قذائف اتهمت السلطات التركية المقاتلين الأكراد بإطلاقها.وشاهد مراسل «فرانس برس»، دورية أمريكية مؤلفة من خمس مدرعات ترفع العلم الأمريكي أثناء مرورها من مدينة القامشلي. وقال مسؤول أمريكيإن دوريات القوات الأمريكية لم تتوقف، إلا أنها تتجنب المناطق التي تشهد عمليات عسكرية.وأفاد الهلال الأحمر الكردي، السبت، بقصف طال نقطته الطبية جنوبي رأس العين.وحذرت منظمات دولية، من كارثة إنسانية جديدة في سوريا، واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة أن التصعيد «سيفاقم من الصدمات التي تكبّدها السوريون» خلال سنوات النزاع، مشيرة إلى إغلاق مستشفى تدعمه في تل أبيض.وقالت منظمة الأغذية العالمية، السبت إن «المزيد من الأشخاص يغادرون (مناطقهم) بشكل يومي، والأعداد في ازدياد».ودعت «هيومن رايتس ووتش»، طرفي النزاع إلى حماية المدنيين، وضمان السماح لهم بالفرار من القتال. (وكالات)
مشاركة :