ماهاباليبورام، الهند - (أ ف ب): دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس السبت إلى «حقبة جديدة» في العلاقات مع بكين خلال محادثات أجراها مع الرئيس الصيني شي جينبينغ تهدف الى تخطي خلافات تثير توترا بين البلدين الأكبر في العالم لجهة عدد السكان. وسار مودي وشي على شاطئ خليج البنغال وأجريا محادثات مباشرة في موقع يطلّ على المحيط قبل أن يعقد وفداهما مفاوضات رسمية في مدينة ماهاباليبورام التاريخية الشهيرة بمعابدها ومنحوتاتها الحجرية جنوب شيناي. واللقاء هو الثاني بين الزعيمين في 18 شهراً ضمن جهود خفض التوتر على خلفية خلافات حدودية وأزمة منطقة كشمير التي تشهد اضطرابات وهيمنة الصين على التجارة بين الاقتصادين العملاقين. وشددا على التعهّد الذي قطعاه خلال القمة الأخيرة في مدينة ووهان الصينية العام الماضي على أن «الطرفين سيتعاملان بتعقّل مع خلافاتهما ولن يسمحا بتحوّل الخلافات بشأن أي مسألة إلى نزاعات»، وفق بيان صدر عن الحكومة الهندية. وأكّد مودي أن قمة ووهان «أعطت مزيداً من الاستقرار والدفع لعلاقتنا». وأضاف: «رؤيتنا في شيناي اليوم أطلقت حقبة جديدة من التعاون بين بلدينا». بدوره، صرح شي أمام الوفود المشاركة في القمة بأنه ومودي عقدا «محادثات صريحة كصديقين». وهيمنت التدابير التي اتخذتها الهند في أغسطس لإنهاء الحكم الذاتي في ولاية جامو وكشمير على الاستعدادات للقمة. وبموجب التغييرات التي أمرت بها حكومة نيودلهي، سيتم تحويل منطقة لداخ في كشمير -التي تطالب بكين بجزء منها- إلى أرض تابعة للإدارة الهندية. وتقرّبت الهند أكثر من الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة تنامي النفوذ العسكري الصيني المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأثار دعم الصين الدبلوماسي لباكستان التي تسيطر على مساحة كبيرة من كشمير ذات الغالبية المسلمة حفيظة الهند. ولطالما كانت المنطقة الواقعة في الهيمالايا سبب نزاع بين الهند وباكستان. وقوبل اقتراح العمل على مشاريع كبرى تتعلق بالبنية التحتية في شطر كشمير الخاضع لإدارة باكستان كجزء من مبادرة «حزام وطريق» التي أطلقتها بكين، بمعارضة واسعة من الهند. بدورها، تشعر الصين بالامتعاض من سماح نيودلهي للزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما بالإقامة في دارمسالا بشمال الهند. لكن معظم الخلافات وضعت جانبًا لتجنّب تحولها إلى أسباب لنزاع خلال القمة. وأكّد وزير الخارجية الهندي فيجاي غوخالي أنه لم يتم التطرق إلى ملف كشمير خلال يومين من المحادثات. لكن الزعيمين اتّفقا على تكثيف جهودهما «ليعزز المجتمع الدولي إطار العمل ضد تدريب وتمويل ودعم المجموعات الإرهابية في أنحاء العالم»، وفق بيان هندي. وتعود الخلافات بين الهند والصين إلى عقود. وخاضت الدولتان حربًا في 1962 على المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا فيما لا تزال خلافات حدودية أخرى قائمة. وفي 2017، اندلعت مواجهات بين جيشي الهند والصين استمرت أكثر من شهرين على مرتفع حدودي تطالب به الصين وحليفة الهند الصغيرة في الهيمالايا بوتان.
مشاركة :