شكراً أيها الرجال والنساء - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 10/22/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

نجاح المملكة العربية السعودية في الحج وهو أهم موسم ديني في العالم بأكمله وفي عالمنا الإسلامي على وجه الخصوص يمثل إنجازاً وطنياً من حق كل مواطن أن يستمتع به وأن يفاخر به باعتباره منجزاً عالمياً بأيدٍ سعودية، رجال ونساء أنجزوا المهمة بكل شرف.. وبقدر اعتزازنا به وبهم فإنه في المقابل ضربة قوية لمن يشكك في قدرة المؤسسات السعودية والإنسان السعودي على إنجاز هذا العمل دون أخطاء أو خسائر. حاول البعض من ضعاف النفوس من بعض المسلمين اختراق صفوف الحجاج بشكل آو بآخر ولكن وعي رجال الأمن كان أقوى من محاولاتهم، كانت لغة عقل الخير هي المنتصرة على بذاءة اللسان والأعمال. في تلك المنظومة من حق الجميع أن نرفع لهم تحية التقدير والاحترام والشكر.. ولكن يظل رجال الأمن في موسم الحج علامة مميزة.. فهم رغم صعوبة عملهم وحساسية مهمتهم بين إعطاء الحاج فرصة ممارسة شعائره بيسر وسلام والحد من استغلال بعض النفوس المريضة لهذا الموسم والكثافة البشرية في مساحة مكانية محدودة إلا أنهم نجحوا بامتياز، بل إن تجربة رجال الأمن في الحج تستحق الدراسة وأن نحولها أيضاً إلى ممارسة في الكثير من الشأن المحلي.. مثل مواسم الاحتفالات والأعياد وخلافه من أشكال التواجد البشري الكثيف. عن تجربة عشتها بفضل الله في الحج العام قبل الماضي وجدت رجال الأمن يقومون بمهماتهم الأمنية بطريقة سلسة وترتكز على حس إنساني يحترم إنسانيتك ويدرك مشاعرك بين روحانية وإرهاق.. أكثر منها مرتكزة على حس عسكري يشعرك أنك أمام رجل سلطة وقوة. هؤلاء بحسن تعاملهم مع هؤلاء الحجاج ينصرون دينهم الإسلامي قبل أي شيء آخر.. هم هنا يحمون الحجاج من أنفسهم أحياناً خاصة وأن بعضهم للأسف يقوم بمخالفات شرعية باسم الدين فيما هو ينفذ أجندة سياسية تريد الضرر ببلادنا دون مبالاة بحرمة موسم الحج..قبل احترامها للسيادة الوطنية للسعودية. رجال الأمن وهم بدرجات عسكرية عالية لا يجدون حرجاً في حمل سيدة مسنة أو حمل طفل تاه من أسرته، بل تجدهم يقبلون رأس مسن ويمدون ذراعهم ليرتكز عليها آخر أرهقه المشي أو خذلته صحته.. مهما سألتهم ومهما كررت عليهم السؤال ستجد ابتسامتهم مشرقه ويعانون من حالة كرم أخلاقي وإنساني عالية في تعاملهم مع الجميع. في كثير من صورهم تجلت إنسانيتهم وعمق إدراكهم لمهماتهم الأمنية والإنسانية.. فهم هنا في خدمة المسلمين جميعاً دون تمييز بين طائفة وأخرى ودون تمييز بين نوع وآخر أو جنسية وأخرى تساوى الجميع أمام رجال الأمن فرضي الجميع عنهم ومن اختلف معهم احترمهم..لأنهم كانوا يقومون بواجبهم لصالح ملايين الحجاج ممن أرادوا إكمال شعيرتهم والركن الخامس لدينهم بعيداً عن ضحيج العبارات والشعارات والسياسة بكل قبحها.. فتحية لهم يستحقونها بجميل عملهم. يحق لنا أن نهنئ الوالد عبدالله بن عبد العزيز بنجاح أبنائه وبناته في مهمتهم الوطنية والدينية والإنسانية.

مشاركة :