تظاهر آلاف من السوريين الأكراد والمواطنين المتعاطفين والمنظمات المعنية بالمهاجرين، أمس، في كثير من العواصم والمدن العالمية، للتنديد بالغزو العسكري الذي تشنه قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شمال شرق سوريا. وخرجت المظاهرات، التي نظمتها مجموعات كردية ومنظمات معنية بالمهاجرين، أمس، في أميركا وألمانيا وفرنسا وقبرص وهولندا وسويسرا وكردستان العراق، للتنديد بالعملية العسكرية التركية في شمال سوريا. وأعلنت منظمات كردية أنه تنظيم مظاهرات في العاصمة برلين، ونحو 10 مدن أخرى، وبحسب بيانات الشرطة، يتوقع أن يشارك 5 آلاف فرد في مظاهرة في كولونيا، كما يتوقع المركز الكردي للعلاقات العامة مشاركة عدد مماثل في مظاهرة برلين، إلا أن شرطة العاصمة لم تتلق إخطارات بالمشاركة سوى من مئات الأفراد. وشارك المئات من الأميركيين ذوي الأصول الكردية، في احتجاج على عدوان أردوغان، أمام المحكمة الاتحادية في مدينة ناشفيل التي تضم أكبر تجمع للأكراد في البلاد. وقدر مكتب التعداد الأميركي أن نحو 21 ألفاً من أصل كردي يعيشون في الولايات المتحدة. ورفع المتظاهرون الأميركيون الأكراد لافتات كتب عليها: «احمنا يا أميركا، لا تنكصي وعودك»، وأخرى عليها: «لا تريدون لاجئين؟ أوقفوا أسباب ظهورهم». ومن المقرر تنظيم مسيرات أخرى في الأيام المقبلة في نيويورك وواشنطن ودالاس. وتظاهر آلاف الأشخاص بينهم شخصيات سياسية فرنسية السبت في باريس دعماً للأكراد في سوريا وتنديداً بالهجوم التركي على مواقع المقاتلين الأكراد كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. وقدر المنظمون عدد المتظاهرين «بأكثر من 20 ألف شخص». ونظمت تظاهرات أيضاً في عدة مدن فرنسية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «أردوغان القائد الفعلي لداعش» أو «تركيا تجتاح روج آفا، وأوروبا تتأمل»، في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا. وردد المتظاهرون هتافات «أردوغان إرهابي». وشارك برلمانيون فرنسيون عديدون من أحزاب اليسار في التجمع وألقوا كلمات تنديداً بالهجوم التركي. واعتبرت عضو مجلس الشيوخ عن حزب «أوروبا- البيئة- الخضر» إستر بنباسا أن على فرنسا أن تعلق اليوم بيع الأسلحة لتركيا. إلى ذلك، تجمع متظاهرون أمام مبنى القنصلية التركية في أربيل، أمس، للتنديد بالعملية العسكرية. وقال مصدر أمني في أربيل: إن «عشرات من السوريين الأكراد تجمعوا، أمام مبنى القنصلية التركية في أربيل، منددين بالعملية العسكرية التي تشنها تركيا منذ أيام في شمال سوريا، مستهدفة قوات كردية هناك». على صعيد آخر تستعد محافظة نينوى، لموجة نزوح من سوريا إلى العراق، فيما أكد المحافظ منصور المرعيد وضع خطط كفيلة لاحتواء النازحين. الاتحاد الأوروبي يعتزم حظر صادرات الأسلحة لتركيا يعتزم قادة الاتحاد الأوروبي فرض حظر على صادرات الأسلحة لتركيا خلال أيام بسبب عمليتها العسكرية في شمال سوريا، حسبما أفادت مصادر مطلعة على التطورات. وأوضحت المصادر: «إنه إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً من هذا القبيل، فإنه سيشكل صفعة جديدة للعلاقات بين أنقرة وحلفائها بحلف شمال الأطلسي (الناتو)». إلى ذلك، علقت كل من ألمانيا وفرنسا، أمس، تصدير السلاح إلى أنقرة على خلفية العدوان التركي على سوريا. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قد قال، أمس، أن بلاده ستوقف تسليم تركيا أسلحة «يمكن أن تستخدم في شمال شرق سوريا» ضد المقاتلين الأكراد، وفق ما نقلت صحيفة «بيلد» في عددها الصادر اليوم الأحد. وقال الوزير، من دون أن يحدد نوع هذه الأسلحة أو كلفتها: «مع استمرار الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا، لن تصدر الحكومة أي ترخيص جديد لبيع معدات عسكرية يمكن أن تستخدمها تركيا في سوريا».
مشاركة :