أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن من لا يملك جيشًا وطنيًا وسلاحًا عصريًا لا يملك أمنًا. وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ "31" التي نظمتها القوات المسلحة المصرية اليوم: إن "مصر دولة محورية في محيط مضطرب، ولا أمن ولا استقرار للمنطقة من دون مصر التي يرغب من يستهدفها في إسقاط منطقة بأكملها وليس دولة فحسب"، مبينًا أنه لا توجد أية تحديات تؤثر على بلاده ومستقبلها إلا وتستطيع التعامل معه ومجابهته وقوتها تكمن في وحدتها وثباتها. وأوضح أن مصر ليست دولة معتدية أبدًا ولا تسعى للتدخل في شؤون الآخرين، قائلاً: "نحن دولة تريد أن تحافظ على حدودها وعلى أرضها وعلى أمنها القومي وعلى مصالحها". وحول تطورات المنطقة، قال السيسي: "إن مصر لا تتدخل في شؤون الدول بالإضرار، فهي عندما تختلف مع أحد لا تقوم أبدًا بأية عمليات سلبية تجاه هذه الدول ولكن تسعى دائما إلى إيجاد قاعدة مبنية على الحوار والنقاش والتفاوض بشكل أو بآخر"، محملًا الشعب السوري المسؤولية عما تشهده سوريا حاليًا. ولفت إلى أن ما يحدث في المنطقة لم يحدث باعتداء مباشر ولكن بإيد خفية، قائلاً: "نحن في موقف واضح ومعنا أمين عام جامعة الدول العربية كان واضحا من موقف الدول العربية بالكامل باستثناء بعضها ولكن الباقي كان فيه إجماع على موقف عربي واحد برفض التدخل في سوريا". وردًا على سؤال بشأن سد النهضة، أوضح الرئيس المصري أنه "لو لم تكن 2011 كان سيصبح لدينا فرصة في التوافق على بناء السد، وأن تصبح كل الاشتراطات المطلوبة تحقق المصلحة لنا ولأشقائنا في السودان وإثيوبيا ولم تكن أحادية". وتابع قائلاً: "بدأنا في التحرك وذلك عقب أن توليت المسؤولية، وفي مارس 2015 كان هناك لقاء مع القيادتين السودانية والإثيوبية في ذلك الوقت في الخرطوم، واتفقنا على اتفاق إطاري مكون من 10 نقاط، الأولى هي أسلوب التشغيل أو أسلوب ملء الخزان وتشغيله، أي أننا اتفقنا على أن ملء الخزان وتشغيله لن يضر ضررًا بالغا بمصر، والثانية هي أننا إذا لم نتوصل لاتفاق فإننا سنطالب بوجود وسيط رابع كي يُوجد حل لهذا الموضوع، وهذا هو المسار الذي نتحرك فيه الآن". وأضاف: "إننا كمصريين نتعامل مع أية قضايا بهدوء وبتوازن وحكمة، وبالفعل خلال السنوات الماضية لم نتوصل لاتفاق بخصوص سد النهضة، لذلك فإننا بحاجة إلى طرف رابع نحتكم إليه ونسمع له ونشرح له القضية ثم نرى ما هية الخطوة القادمة ". وأوضح الرئيس المصري أنه اتفق مع رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد على أن يلتقيا في موسكو الشهر الحالي في منتجع سوتشي الروسي، للتباحث حول هذا الموضوع من أجل التحرك إلى الأمام والتوصل إلى حل.
مشاركة :