الهجوم التركي على الشمال السوري ينعش تنظيم داعش

  • 10/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الأحد، عن فرار نحو 800 شخص من أفراد عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من مخيّم للنازحين إثر سقوط قذائف قربه مع استمرار هجوم القوات التركية وفصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا. ودفع الهجوم، الذي بدأته أنقرة الأربعاء غير آبهة بالإدانات الدولية والتهديدات بفرض عقوبات عليها، بـ130 ألف شخص للنزوح من منازلهم، ما يُنذر بكارثة إنسانية جديدة في النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ العام 2011، إضافة إلى مخاوف من انتعاش تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن مُني بهزائم ميدانية من قبل القوات الكردية. وذكر بيان أصدرته الإدارة الذاتية الكردية “أصبحت الهجمة العسكرية الهمجية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها قريبة من مخيّم عين عيسى الذي يضم الآلاف من (أفراد) عائلات التنظيم”. وأضاف “تمكّن بعضهم من الفرار فعليّا”وأوضح عبدالقادر موحد، مسؤول مكتب الشؤون الإنسانية وشؤون المنظمات في الإدارة الذاتية، أن “خلايا نائمة للتنظيم المتطرف تحت مسمى نازحين ضمن المخيّم ساعدت العائلات على الفرار”، مشيراً إلى أن “إدارة المخيّم غادرته” وبالنسبة للنازحين الآخرين، توقّع موحد أن يغادروا بدورهم نتيجة غياب المساعدات أساساً. وكررت قوات سوريا الديمقراطية وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، مؤخراً خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيّمات التي تضم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأفراد عائلاتهم. ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات مقاتلي التنظيم على ثلاثة مخيمات تسيطر عليها القوات الكردية، هي مخيمات عين عيسى (شمال) وروج والهول (شمال شرق). ويقبع غالبية هؤلاء في مخيّم الهول. وحذّرت دول غربية عدّة من أن يساهم الهجوم التركي في إحياء تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة، رغم هزيمته الميدانية على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي. وميدانيّا، استهدفت القوات التركية، الأحد، مناطق في محيط المدينتين الحدوديتين السوريتين بقصف جديد لليوم الخامس رغم مواجهتها لمعارضة دولية عنيفة. وتواجه تركيا تهديدات من الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف التوغل، بينما ندّدت جامعة الدول العربية بالعملية العسكرية وقالت ألمانيا وفرنسا، حليفتا أنقرة في حلف شمال الأطلسي، إنهما أوقفتا صادرات السلاح لتركيا. وحذّر وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس الذي استقال من منصبه العام الماضي بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب سحب الجزء الأكبر من قوات بلاده من سوريا، من عودة تنظيم داعش الذي رأى أنه لم ينته كما يعتقد ترامب. وأوضح ماتيس أنّ قرار ترامب الذي اتخذه الأسبوع الماضي بسحب باقي القوات الأميركية التي قدّمت العون للمقاتلين الأكراد، والذي سمح لتركيا على الفور بشن هجوم بري في شمال شرق سوريا، قد أسفر عن “وضع يتسم بالارتباك”. وقال وزير الدفاع السابق، بحسب جزء من نص المقابلة نشرته القناة “إذا لم نواصل الضغط، ستُبعث داعش من جديد… إن هذا بالتأكيد إشارة إلى أنهم عائدون”. وبدأت أنقرة عمليتها العسكرية عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها جماعة إرهابية موالية لمسلحين أكراد على أراضيها، بعد أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعض قواته التي تدعم المقاتلين الأكراد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية. وتقدّمت قوات من ميليشيات سورية معارضة تدعمها تركيا إلى داخل مدينة رأس العين السبت. لكن القوات التي يقودها الأكراد قالت الأحد إنها شنّت هجوما مضادا استعادت من خلاله المدينة. وفي تل أبيض، وهي المدينة الأخرى التي يركّز عليها الهجوم وتقع على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب، قال شاهد في مدينة أقجة قلعة التركية الحدودية المتاخمة إن مدافع الهاوتزر التركية قصفت الأحياء الواقعة على مشارفها. وأثارت العملية العسكرية قلقا دوليا بشأن النزوح الجماعي للمدنيين، واحتمال فرار أسرى الدولة الإسلامية من السجون الكردية. وفي أحدث انتقاد يوجه للعملية العسكرية، عبّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن “قلق بالغ” من الهجوم للرئيس التركي رجب طيب أروغان وقال إنه قد يؤدي لتدهور الوضع الإنساني ويقوّض التقدّم الذي تحقق في مواجهة الدولة الإسلامية. ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت، عن قراره سحب قوات من منطقة الحدود السورية وأبلغ نشطاء مسيحيين محافظين بأن الولايات المتحدة ينبغي أن تعطي الأولوية لحماية حدودها. وقال ترامب في كلمة ألقاها بولاية واشنطن “ليتولوا أمر حدودهم.. لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك طوال الخمسين عاما القادمة لحراسة الحدود بين تركيا وسوريا بينما لا نستطيع حراسة حدودنا”. ويؤكد المراقبون أن قرار ترامب ساهم في إفساح المجال لتركيا لشنّ هجوم على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

مشاركة :