أينما تشيح بوجهك، لا تجد الا أخبارا حول الازمات، والصراعات، والنزاعات. الأوضاع الإقليمية والدولية ليست على ما يرام، كان الوضع ينتظر شرارة للاشتعال، وهذا يلقي بظلاله على كل المنطقة، وعلى الاقتصاد، وعلى السلام الإقليمي والدولي. لا احد يريد الحروب، الحرب لا تأتي الا بالدمار، والتشرد، والمآسي، لكن مع كل ذلك ينبغي علينا كدول خليجية ان نستعد لذلك، وأن تبقى عيوننا مفتوحة، وألا نركن إلى الاجنبي كي ينقذنا. ربما اكثر شيء يجعل عدوك يبقى على مسافة بعيدة منك، هو مدى استعدادك وقوتك وتجهيزك، هذا هو المطلوب اليوم، فلا اخبار الا عن الحروب والازمات ولا احد يمكنه ان يتنبأ بماذا سيحصل غدا. في ظل هذه الاوضاع ايضا على دول الخليج ان ترتب اوضاعها الداخلية، وأن تحسب لكل شيء حسابه، فحين تقع الازمة فجأة، لن يستطيع احد الترتيب لوضع داخلي معين، ان لم يكن هذا الترتيب قائما اصلا من قبل. في تقديري ان الاعتداء الإرهابي على المنشآت النفطية السعودية كان درسا قويا جدا، وينبغي ان نتعلم منه الكثير إذا اردنا ان نواجه أخطارا تحدق بنا جميعا. هناك من لن يدافع عنك الا بالمال، وهذا مؤشر يعطي انطباعا يدل على امور كثيرة، وهذا يعني ان التحالفات القائمة تشوبها محاذير كبيرة. ينبغي ان نستعد اكثر من اي وقت مضى للقادم من الايام، ولما يحدث من احداث متسارعة وغير محسوبة العواقب، ولا احد يعرف إلى اين ستتدحرج الاحداث وأين ستقف. بالعودة إلى اعتداء ارامكو فإن هذا الاعتداء اظهر لنا ان هناك نواقص في جوانب معينة، وهذه النواقص ينبغي ان يتم تداركها، من اي دولة كانت، فأمن دولنا وشعوبنا اولوية على امور اخرى. ماذا ينقصنا على مستوى البحر، والبر والجو؟ حتى وإن كنا نملك منظومات متقدمة فلا ينبغي ان نتوقف عن التطوير، فالعدو يطور نفسه، ويطور اسلحته، ولا يتوقف عن التدريب، لذلك ينبغي ان نكون في وضع استعداد افضل منه، وفي امتلاك اسلحة دفاعية تواجهه بقوة وتردعه. المنطقة تكاد تشتعل في اي وقت، والحرب اولها كلام، لذلك ينبغي ان نحيد كلامنا وتصريحاتنا ونحن دولة صغيرة. رذاذ لو لم يقف الروس مع النظام السوري لسقط النظام منذ سنوات، الروس لم يطلبوا مقابلا ماديا لموقفهم هذا، قد تكون هناك صفقات نفطية أو تجارية أو عقود، هذا يحدث، لكن لم يساوموا دمشق على المال حتى يدافعوا عن حليفهم.
مشاركة :