منذ أن ظهرت على الساحة الفنية في ألبوم «ساكن» وهي متربعة بين حنايا النغمة الشعبية الأصيلة، مازال جمهورها العريض يتذكر كُل خطواتها، لم تتغير ولم تتكبر على بداياتها، ديانا حداد مليئة «فن» وتجربة نغم أصيل، كانت معنا في «الرياض»، فإلى الحوار.. ما الذي كُنتِ تحضرين له حالياً؟ استعد لحفلة كبيرة ضمن «موسم الرياض»، ستجمعني مع نجوم الأغنية اللبنانية في «موسم الرياض»، إضافة إلى استمراري مشروعي الغنائي الذي لن يتوقف، فلدي حالياً مجموعة من الألوان الغنائية المتنوعة كالسعودي والخليجي والعربي، وكذلك قدمت أغنية وطنية في «حب السعودية وشعبها»، وهي إعادة لـ»سيوف العز» بتوزيع جديد وهي من الأعمال المهمة جداً، من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان «فنان العرب» محمد عبده، سبق وقدمت قبل «40» عاماً. بطبيعة الحال أنا سعيدة عندما أُغني وسط الجمهور في السعودية وفي «موسم الرياض» إضافة إلى إعادتي لهذا العمل الذي وجد قبول لدى الجمهور، ومن جريدة «الرياض» أستغل هذه الفرصة لأقدم تهنئتي للمملكة العربية السعودية للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان «حفظهما الله» والشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني السعودي، وكذلك افتتاح موسم الرياض العالمي. كيف حصلتِ على هذا العمل؟ كنت أبحث عن عمل خاص يليق باسم السعودية، الأساس منه تعبير للمحبة والاحترام لهذا الشعب الغالي على قلبي، إلى جانب حب قيادتها وأفكارها المتجددة واستمرار سياستها المتجلية للقمة، وسأستمر في تقديم هذه الأعمال مستقبلاً، إضافة إلى تقديم موروثها الموسيقى الغني جداً. عداد المشاهدة ليس مقياساً لنجاح العمل الفني يبدو أنك ستعيدين هذه التجربة مرّة أخرى؟ بكل تأكيد «نعم»، هذا شرف عظيم أتمناه، وإن سمحت الظروف أن أحصل على نص مناسب ولحن يتواكب مع حالة العشق الجميلة للمملكة، سأكون جاهزة للغناء من أجل السعودية والإمارات ولبنان وكل الدول العربية، لأن الشعوب لها مكانة خاصة في قلبي. كيف تصفين الحراك في المملكة؟ عمل جبار يسعد الجميع، ما يحصل من نشاطات فنية وترفيهية واجتماعية في السعودية جعل المملكة تعود لمكانتها الريادية في هذا المجال الثقافي، لا سيما فيما يخص المرأة والرجل والعائلة، هذه النشاطات الثرية ستجعل المملكة تعيش أجمل مراحل زمنها، تحت قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله» الذي قدم رؤية عملاقة أسهمت في نهضة البلد وحضارته. بما أن لك حفلة في موسم الرياض، دعينا نتكلم عن مشوارك في السعودية، ولماذا غبتِ سابقاً؟ لم أغب إطلاقاً، كل ما هنالك أن الوقت لم يحّن، وأنا دائماً لا أستعجل الأمور، بل هناك اتصالات مستمرة وربما قريباً في أكثر من مدينة في المملكة بعد الرياض، منها الدمام وجدة وغيرها من المناطق الأخرى، حيث يجري تحديد المواعيد والحفلات التي سأشارك فيها، وفي كل الأحوال الجمهور السعودي ذواق ودافع للإبداع والتميز وهو سرُ سباق الفنانين للغناء في المملكة. يبدو أن الأغنية المصرية «جمالو» أخذت نصيب الأسد في تسويق أعمالك المنفردة؟ هذا غير صحيح.. أغنية يـ»جمالو» هي اشتياق لعودتي للأغنية المصرية، وقدمت قبلها أغنية منفردة أخرى بعنوان «أحبك وكذا» من اللهجة العراقية البيضاء، ووجدت أصداء كبيرة بين الجمهور وفي تقدم مستمر بأرقام المشاهدات، إلى جانب تجهيزي لعدد من الأغنيات المنفردة ذات الألوان المختلفة من اللبناني البدوي والخليجي أيضاً، وحالياً أقوم بتجهيز ألبوم غنائي من إنتاج شركة روتانا للصوتيات والمرئيات. كيف تواكبين التطور في الساحة الفنية؟ المستمع العربي أو الغربي، يساير الأغنية ونقلاتها، الذي يأتي عن طريق التوزيع والتقنيات والمكس والماستر الذي له أهمية كبيرة في تحسين وتجميل الأغنية، وهذه العوامل صنعت التغيير، ولكن الأساسيات تبقى في اللحن الشرقي الذي ظل ثابتاً بجماله وذائقة لدى المستمع، وهذا كله يتماشى مع كل ما نقدمه. مشوار كبير ومليء بالنجاحات، هل وصلت ديانا إلى ما تريد؟ الطموح لا يتوقف، والنجاح يتبعه نجاح آخر، علينا الاجتهاد والمتابعة والعمل من أجل تقديم ما هو مناسب وجميل ومحبّب لدى الجمهور، حقيقة مازلت أطمح للكثير فمازال لدي الكثير. هل تغير شكل الغناء مقارنة مع الأغنية الشرقية الصرفة؟ لكل مرحلة ووقت أسلوب فني مختلف، من ناحية الأغاني والتلحين وطريقة التوزيع الموسيقي والآلات المستخدمة، بالنسبة لي أتابع الأعمال والأغاني المنفردة، ومع التعامل في كل ما يحتاجه الوقت من ألوان وأسلوب موسيقي، خاصة وأنني بفضل الله أقدم الألوان الغنائية العربية كافة. هل بالفعل فرصة دخولك للدراما باتت قريبة، أم أنها مجرد إشاعة؟ لا أبداً ليست إشاعة، كل ما هنالك أنه وصلت لي عروض لم تكن مناسبة، لكن ما زلت أبحث عن نص ودور درامي يضيف لمسيرتي الفنية. الكثير من الفنانين يتباهون بأرقام المشاهدة على موقع اليوتيوب، هل هو مؤشر للنجاح؟ عداد المشاهدات يعطي انطباعاً حول نجاح الأغنية وانتشارها عند الجمهور، لكنه ليس كل النجاح، هناك جزئيات أخرى، أغنية «إلى هنا» مثال على ذلك، فقد تخطت حاجز الـ85 مليون مشاهدة إلى هذا الوقت والرقم في تزايد مستمر، ومع ذلك يأتي عبر حساباتي في السوشيال ميديا فيديوهات عن تفاعل الجمهور معها وهو نوع آخر من مقياس النجاح أيضاً. يبدو أن المنافسة النسائية العربية مازالت مستمرة، حدثينا عنها بعد نجاح أغنية «عشيري»؟ حقيقة لدي أغانٍ جديدة، بدأت بطرحها بنظام الجلسة الخليجية الغنائية، منها أغنية «عشيري» وغيرها من الأغنيات والمواويل التي اخترتها من اللون الغنائي الشعبي الخليجي، وتحمل جملاً لحنية جميلة، هذه الأعمال نجحت بعد تقديمها بهذا الشكل المحبب لدى الجمهور، ولدي العديد من الأغاني في جلسة «2019».. ومن خلال ردود فعل الجمهور أعتبر نفسي نجحت لنفسي فقط ولا أنظر بعدها لمنافسة أحد، لأن كل الذي بحثت من تميز وجد، ومن وجهة نظري أن الفنانات كل منهم يقدم أعماله بطريقته الخاصة، ومنهم من وُفق ومنهم من لم يُوفق. بما أنك من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حدثينا عنها هل هي إيجابية أم أنها مصدر للطاقة السلبية؟ حقيقة أراها بشكل مختلف، لأنني أحاول التواصل مع المتابعين بشكل يومي وأتحدث معهم عن أعمالي ونشاطاتي وأشارك في بعض يومياتي التي أحب أن أطلعهم عليها، ربما هذا هو السبب الحقيقي الذي وجدّ التواصل الاجتماعي من أجله، وغير ذلك لا يعنيني ولا أتطلع له. بعد هذا المشوار الغنائي، كيف ترين الأصوات النسائية في الخليج العربي؟ تأكد أنني أحب الجميع وأتمنى لهن التوفيق، ولكل واحدة منهن ما يميزها ولها قاعدة جماهيرية عريضة وسيرة فنية الكبيرة، سواء الفنانة نوال الكويتية أو الإماراتيتين بلقيس وأحلام أو هند البحرينية ووعد السعودية، أو حتى الصوت الواعد الجميل داليا مبارك التي تميزت خلال الحفلات المستمرة في المملكة، وغيرهن من الفنانات، لكن لدي قناعة أن الله وحده هو الذي يوزع الرزق على من يشاء حسب مجهوده وتعبه وطيب نيته.
مشاركة :