لا يزال النظام القطري يواصل تحدي المنطق ومجافاة أبسط قواعد الإنسانية، من خلال الإصرار على تجاهل الأصوات المطالبة بضرورة تحسين أوضاع العمالة، وبصفة خاصة تلك التي تقوم ببناء المنشآت الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. وصدرت تقارير جديدة تؤكد قيام الأمم المتحدة بحث النظام القطري على ضرورة اتخاذ ضمانات محددة لحماية العمال المهاجرين في قطر خاصة مما يتعرضون له؛ بسبب آثار الحرارة والرطوبة. وأكد موقع «بريت بارت»، أن قطر أصبحت مثار انتقادات شديدة؛ بسبب الظروف القاسية التي يواجهها العمال المهاجرون، بينما تستعد الإمارة الخليجية الصحراوية لاستضافة كأس العالم 2022. وأشار الموقع في تقريره إلى أن مخاطر الحرارة الشديدة والرطوبة ظهرت في قطر عندما أصبحت الدولة الصغيرة في دائرة الضوء والتغطية الصحفية خلال بطولة العالم الأخيرة لألعاب القوى التي أُقيمت في الدوحة، وهي البطولة التي شهدت حدثًا فريدًا بانهيار عداءات الماراثون للسيدات؛ بسبب الظروف الجوية السيئة، على الرغم من أنه تم إجراء السباق في منتصف الليل لتجنب أوقات الحرارة الملتهبة خلال النهار. وأشار التقرير إلى معدلات الرطوبة التي تراوحت عند معدلات 73%، كما وصلت درجة الحرارة 33 درجة مئوية «91 درجة فهرنهايت» حلال معظم السباقات. وفى غضون ذلك، نوهت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية «ILO» إلى آثار الحرارة على ما يزيد على أربعة آلاف عامل في مشروع واحد داخل استاد لكأس العالم، وأشارت المنظمة إلى أن هناك نحو 1.9 مليون عامل في قطر، من بينهم ثلاثون ألفًا يعملون مباشرة في مشاريع ذات صلة بإنشاءات كأس العالم، مطالبة بتشريعات لضمان حماية جميع هؤلاء العمال من الحرارة. وقال حوتان همايون بور، رئيس مكتب مشروع قطر التابع لوكالة الأمم المتحدة، إن العمال بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على تحديد احتياجاتهم الخاصة من حيث متى يتوقفون، ومتى يستريحون، ومتى يشربون الماء - إنه أمر مهم للغاية.. إنهم يعرفون أفضل ما يشعرون به. وأضاف همايون بور، أن البحث أشار أيضًا إلى الحاجة إلى تمديد الحظر على أوقات العمل خلال أكثر الساعات حرارة على مدار اليوم، وكذلك فترة العام التي ينطبق عليها ذلك الحظر. فيما استعرض باحثون من جامعة ثيساليا في اليونان أكثر من 5500 ساعة من العمل كجزء من أبحاثهم، وهي أكبر دراسة من نوعها على الإطلاق والأولى في المنطقة. وتتبعت الدراسة الظروف البيئية خلال فصل الصيف هذا العام والاستجابات الفسيولوجية لـ125 عاملًا خضعوا لاستراتيجيات مختلفة لتخفيف الحرارة. وقارن بين الممارسات في استاد الريان قيد الإنشاء، والبالغ طاقته أربعين ألف مقعد، وهو ملعب يقع غرب الدوحة إلى جانب مزرعة ريفية، تبحث في تأثير الترطيب ونسب الراحة في العمل والملابس على الإجهاد الحراري. وأوصى الباحثون الشركات في قطر بتقديم خطط لتخفيف الإجهاد الحراري وفحوصات صحية سنوية بالإضافة إلى تعديل ساعات العمل في الصيف، وتمكين الموظفين من تحمل مسئولية رفاهيتهم. وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد دعت قطر إلى إجراء تحقيق شامل وعاجل في وفيات العمال بعد نشر بحث يربط بين الوفيات القلبية الوعائية في البلاد بضربة شمس. الدراسة، التي نشرتها مجلة «كارديولوجي جورنال» شهر في يوليو، بحثت العلاقة بين وفاة أكثر من 1300 عامل نيبالي بين عامي 2009 و2017 والتعرض للحرارة.
مشاركة :