اعتبرت مجموعة من الأدباء المصريين أن إنجازات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فريدة في المجالات كافة التي تضافرت لتشكل تجربة نهضوية مميزة في الإمارات، وأن احتفاء المعرض بالراحل الكبير فرصة لاستلهام هذه التجربة . يقول الروائي مكاوي سعيد إن المعرض يعد من المعارض التي حققت نجاحاً ملحوظاً في السنوات الماضية، حيث شهد تطورات وتوسعة أماكن العرض، وتنوع الأجنحة، وزيادة الأنشطة الثقافية والندوات التي تناقش قضايا حيوية على المستويين العربي والإقليمي، وقضايا تخص أزمة المثقف العربي في ظل اللحظة الراهنة، وتزداد أهمية المعروض من عام إلى آخر، حيث يزداد عدد المشاركين فيه سواء من الناشرين أو المثقفين، وزيادة عدد عناوين الكتب المعروضة مما يعكس مساحات أوسع من المعرفة، والاطلاع على ثقافات العالم المختلفة من خلال الكتب المترجمة، إضافة إلى الموسوعات الكبرى والقواميس وغيرها من وسائل المعرفة المختلفة . ويرى الروائي إبراهيم عبدالمجيد أن المعرض من أهم معارض الكتب التي تحتفي بالإبداع والمبدعين، ويحمل أهمية خاصة، نظراً لأنه يعد حلقة وصل بين المثقفين العرب، إضافة إلى حضور شخصيات ثقافية عالمية . ويضيف أن المعرض ملتقى للثقافات المتنوعة، من خلال فعالياته، فهو أشبه بالمهرجان الثقافي، بالإضافة إلى أن الدورة الجديدة تحتفي بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكيم العرب، والذي قدم خدمات جليلة للأمة العربية، بالإضافة إلى أنه مؤسس دولة الإمارات، وبجهوده أصبحت من الدول ذات الثقل الثقافي والسياسي في المنطقة ف "زايد الخير" كما يطلق عليه، هو أحد رموز العمل الوطني في عالمنا العربي ويحمل المواطنون المصريون له من المحبة الكثير، نظراً لعطائه وحبه لمصر وللمصريين . ويعد المعرض فرصة طيبة لاستعادة ذاكرة الطيبة، فمازالت أعماله باقية كدليل على إنجازاته المتعددة في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية . ويؤكد الروائي فؤاد قنديل أن المعرض يحتفي باسم الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان صاحب الإنجازات الفريدة في الإمارات، حيث حولها من إمارات متفرقة إلى الوحدة وقاد عملية التنمية بنجاح كبير شهد له العالم كله، بالإضافة إلى شخصيته القيادية التي اتسمت بالإنجاز الدائم على المستويات كافة . وقد كان الراحل محباً للثقافة وللمعرفة ومشروعاته وإنجازاته في ذلك كثيرة، وقد سار على دربه من تولى قيادة الإمارات العربية، حيث يواصلون الطريق الذي بدأه "الراحل الكبير" . ويعد المعرض إضافة إلى معرض الشارقة منارات ثقافية متعددة إن دلت على شيء فإنما تدل على اهتمام القيادة السياسية الإماراتية بالثقافة ودعمها إلى أبعد حد، والبحث عن سبل جديدة ومتطورة لخدمة العمل الثقافي ودعمه . ويضيف قنديل أن المعرض شهد تطوراً خلال سنوات انعقاده الماضية، وقد تعددت أنشطته، وتنوعت لتشمل حضوراً قوياً للثقافة الجديدة، وثقافة الإنترنت والخيال العلمي وغيرهما من التقنيات الجديدة التي دخلت المجال الثقافي . وهو فرصة جيدة للتبادل الثقافي بين الدول العربية، والدول الأجنبية أيضاً، والحضور المصري في الدورات السابقة متنوع، حيث تشارك الهيئات الثقافية الكبرى، في أنشطة المعرض بالإضافة إلى حضور عدد من المثقفين المصريين من مختلف الأجيال . وهو فرصة لعقد اتفاقيات كثيرة بين دور النشر المختلفة . وتشير الناشرة د . فاطمة البودي إلى أن المعرض من المعارض المهمة بالنسبة للناشرين العرب، خاصة مع تزايد الإقبال على حضوره، حيث توجه الدعوات لكثير من المهتمين بصناعة النشر في العالم العربي، إضافة إلى حضور عدد كبير من الناشرين ليس من الوطن العربي فقط، بل من الدول الأجنبية فهو إذاً فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على ما وصلت إليه تلك الصناعة في الدول المتقدمة . واحتفاء المعرض بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يعتبر إرساء لقيم أساسية، ومنها الاحتفاء بالشخصيات الراشدة التي قدمت الكثير والكثير من أجل نهضة البلاد العربية، حتى تتعلم الأجيال الجديدة ما فعله الآباء المؤسسون . وترى البودي أن المعرض من أكثر المعارض تنظيماً مثله مثل معرض الشارقة، ونأمل في تطوره أكثر وأكثر، خاصة أنه يهتم بتطبيق الوسائل العلمية في مسألة العرض . كما أنه فرصة جيدة لتسويق المنتج الثقافي من كتب وتقنيات إلكترونية وغيرها . ويؤكد الناشر محمود محمد مدبولي أن المعرض يعد فرصة لعقد اتفاقيات كثيرة في مجال النشر، خاصة مع التقدم التقني الذي يشهده، فهو إضافة إلى معرض الشارقة حالة جديدة ومنظمة في مجال عرض الكتب، وهناك احتفاء واضح بصناعة النشر . أما الاحتفاء بالراحل الكبير الشيخ زايد، فهو احتفاء بالقيمة، التي لا خلاف عليها، فإنجازات الرجل مازالت شاهدة على دوره الرائد في نهضة الإمارات . ويشهد المعرض من دورة إلى أخرى حضوراً كبيراً من الناشرين، خاصة وأن مناخه العام منظماً، وهناك اهتمام واضح بتطبيق الوسائل الجديدة في مسألة عرض الكتاب . ويتفق مع هذا الرأي الناقد د . رمضان بسطاويسي، مشيراً إلى اهتمام المعرض بتقديم ثقافة نوعية، خاصة الكتب العلمية والمترجمة عن لغات كثيرة، كذلك الاهتمام بكل ما هو جديد، في مجال الثقافة والإبداع . وهو فرصة لاقتناء أحدث الإصدارات في جميع مجالات المعرفة، وقد نجحت الإمارات في التسويق لمهرجاناتها ومعارضها الثقافية والإبداعية، وهذا إن دل فإنما يدل على تزايد الخبرات في هذا المجال، وهذا أمر مطلوب .
مشاركة :