عرضت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الأجندة التشريعية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي وضعها رئيس الوزراء بوريس جونسون من أجل جعل بريطانيا ”بطلة التجارة الحرة”، وذلك في خطابها أمام البرلمان، الاثنين. وألقت الملكة خطابها عقب افتتاح الدورة البرلمانية، حيث قالت إن حكومة جونسون تريد تشكيل “شراكة جديدة مبنية على التجارة الحرة والتعاون الودي” مع الاتحاد الأوروبي. وقالت الملكة إن جونسون يريد أن تقوم بريطانيا “بدور ريادي في العلاقات الدولية”، و أن تصبح “بطلة التجارة الحرة العالمية”. ويرى مراقبون أن تأييد الملكة لخطة جونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي يعزز حظوظه في تنفيذ بريكست في موعده الذي تعهد به وهو يوم 31 أكتوبر الجاري. ومن المتوقع أن يدافع جونسون عن خطط حكومة حزب المحافظين، وهي حكومة أقلية، لجعل بريطانيا “أعظم مكان على وجه الأرض”، كما سيؤكد إصراره على خروج بريطانيا من الاتحاد في 31 أكتوبر الجاري سواء تم الاتفاق أم لم يتم. وقال جونسون في تعليقات “مهمة هذه الحكومة هي جعل دولتنا أعظم مكان على وجه الأرض”. وأضاف “أعظم مكان للعيش وللعمل وللقيام بالأعمال التجارية”، موضحا “وخطاب الملكة سوف يضعنا على هذا المسار”. وبيّن أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يعطي بريطانيا “فرصة مميزة لوضع مسار واتجاه جديدين”.وتبعث تطورات الموقف الأوروبي حيال بريكست تطمينات لدى النواب داخل مجلس العموم البريطاني، حيث أكدت المفاوضات الأخيرة اقتراب الجانبين من التوصل إلى حلّ بشأن خروج المملكة من التكتل ”باتفاق”، وهو ما يرضي مجلس العموم. وكان المجلس قد وجه صفعة لخطط جونسون الرامية للخروج من الاتحاد الأوروبي سواء باتفاق أو دونه، وذلك في الرابع من سبتمبر المنصرم. وصوّت مجلس العموم البريطاني نهائيا لصالح مشروع قانون يقضي بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، ويجبر جونسون على التفاوض مجددا مع الأوروبيين بحثا عن اتفاق. وخيمت التجاذبات خلال الأسابيع الأخيرة على المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وجونسون، غير أن بوادر حلّ بدأت تلوح في الأفق عقب محادثات بين رئيس الوزراء ونظيره الأيرلندي ليو فارادكار. وقالت المفوضية الأوروبية، الأحد، إن المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مطلع الأسبوع بشأن اتفاق خروج كانت بناءة، لكنها حذرت من أنه “ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”. وتزايدت الآمال في التوصل إلى اتفاق بعد اجتماع ناجح بين رئيسي الوزراء البريطاني والأيرلندي، ما أدى إلى مناقشات مكثفة مطلع الأسبوع حول مقترحات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويصر رئيس الوزراء البريطاني على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم في 31 أكتوبر، على الرغم أنه ملزم قانونيا بطلب التمديد إذا لم ينجح في تأمين اتفاق بحلول السبت المقبل. وكان جونسون قد التقى نظيره الأيرلندي، الخميس الماضي، لمناقشة سبل حل مشكلة الحدود الأيرلندية الشائكة، بعد أن قدمت لندن مقترحات جديدة لتحل محل تدابير مظلة الأمان المثيرة للجدل في مسودة الاتفاق الحالي. وأعرب فارادكار في وقت لاحق عن ثقته في إمكانية عقد اتفاق مع لندن قبل الموعد النهائي لتنفيذ بريكست. وأكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أنه “تلقى إشارات مبشّرة من رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار بأن اتفاق بريكست لا يزال ممكنا، لذا مدّد الموعد النهائي لمواصلة محادثات بريكست”. ورغم أنه من الصعب التكهن عما ستنتهي به القمة الأوروبية، فلن يتفاوض الزعماء أنفسهم بشأن النص القانوني عندما يلتقون الخميس المقبل. ويشير ذلك، وفقا لمراقبين، إلى أن أي اتفاق بشأن الصياغة يتعين التوصل إليه بحلول الأربعاء، وتتم الموافقة عليه من قبل مبعوثي حكومات الدول السبع والعشرين الأعضاء الباقين في الاتحاد قبل انعقاد القمة.
مشاركة :